برلمانية : أزمتنا تكمن في وعينا الجماعي الذي لم يسعفنا بعد لبناء النموذج الذي نريد

اعتبرت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية؛ أمينة ماء العينين، أنه “آن الأوان لإعلان أولوية الثقافة والفكر، كمدخل لأي نموذج تنموي جديد بعيدا عن منطق التقنوقراط المغرق في المعادلات الحسابية الصماء”، مردفة أن “واقع التربية والثقافة مخجل ومخيف على مستوى ما ينتجه من وعي وفكر ومنطق حاكم في الحياة العامة والخاصة.

وقالت ماء العينين في تدوينة لها على “الفايسبوك”، أنها لا تجد “نموذجا تنمويا ناجحا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي دون بنية تحتية فكرية وثقافية قوية”، مردفة أنه “لذلك قضت أوروبا عصورا في تنوير العقل والفكر قبل تثبيت أركان الدولة وإقامة أسس الاقتصاد الحديث”.

وترى ماء العينين أن ما تم إنجازه في المغرب خلال عشرين سنة الأخيرة، “حصيلة جيل بأكمله، وبذلك يكون أهم من تقييم الحصيلة المؤسساتية أو السياسية بنجاحاتها وإخفاقاتها، تقييم مدى قدرتنا على صناعة جيل قادر على امتلاك قراره، والإسهام في رسم ملامح الواقع؛ الذي يريده بدل إلقاء المسؤولية كاملة على طرف آخر”.

وأكدت المتحدثة أنه “لا يمكن للدولة في كل مستوياتها وبكل مؤسساتها أن تتنصل من المسؤولية، لأنها تحتكم للقرار وتعد السياسات العمومية وتنفذها بميزانيات كبيرة تمول من الثروة العامة المشتركة”، مشيرة إلى أن “نتائج تنشئة جيل بكامله تظل حاكمة، ولا يمكن أن ينجح تقييم فعال، اعتمادا على الاحصائيات والأرقام والمنجز في البنية التحتية والمعاملات التجارية”.

واسترسلت ماء العينين “يتهرب الخطاب العام من المسألة الثقافية والفكرية والتربوية؛ ليس لعدم الوعي بأهميتها، لكن لتعقيدها وعدم قابليتها للقياس البسيط”، معتبرة أن ذلك سبب “ميل نخب “مقاربة الإنجاز” إلى وضع المخططات المصحوبة بمؤشرات رقمية للتدليل على نجاعة أدائها، ثم تبدأ في التنذر بخطاب الثقافة والفكر، وكأنه بذخ يهرب إليه “الأغبياء” الذين لا يحتكمون إلى العقل الرياضي أو التقنوي”.

وخلصت النائبة البرلمانية إلى أن “أزمتنا الحقيقية تكمن في وعينا الجماعي، الذي لم يسعفنا بعد لبناء النموذج الذي نريد”، معتبرة في السياق ذاته “نموذجنا الحالي الذي نقر اليوم بفشله، ما هو في النهاية إلا انعكاس لذاتنا الجماعية”، مشددة على أن “واقعنا يشبهنا إلى حد كبير”.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. رجعتي تنتقدي منين شدوك متلبسة . البنية الفكرية التي تتحدثين عنها يلزمها الصدق والصراحة وليس دغدغة العواطف واستغلال الدين . ابدئي ببنيتك الثقافية انت أولا كبرلمانية لكي تكوني قدوة …

  2. المسؤولية مشتركة بين جميع فئات هذا الوطن والوعي المجتمعي يا سيدتي يأتي من المؤسسات للمواطن وبما أن المسؤولين السياسيين متقاعسين في دورهم السياسي والمجتمعي فلا بد أن نفشل في كل شيء بمعنى آخر دور الأحزاب هي في تأطير المواطنين لأن هذا دورها وبالتالي سنجني مواطنين غيورين على وطنهم ويحبونه وسيفعلون المستحيل من أجل إنجاح مخططاته التنموية،وإذا بقيت الأحزاب على مانراه اليوم فلنقرا عليهم الفاتحة لأنهم وببساطة الفاعل السياسي لهذه الأحزاب يحتاج هو كذالك لوعي بنكهة إجتماعي،وطني وروحي….

  3. احدى اهم نقاط الوعي الفكري ان يعرف الانسان قدره و وجهده وامكاناته خصوصا عندما يتصدى لتسيير الشا’ن العام وهو يعرف مسبقا ان ليس له ما يقدمه او يضيفه للواقع المعاش اللهم الا الغوغائية وانتقاد هدا وتبخيس داك …بل وتبقى اه تجليات انعدام الوعي الفكري عندما يكون دلك بناء على مرجعية اساسها وعمادها …=اتقوا الله ما استطعتم …_

  4. ازمتنا ازمة اخلاق وتفشي الانانية وامراض نفسية اخرى انتشرت بدرجة مخيفة حتى اصبح الاصحاء من هذه الامراض يشكلون الاستتناء لا القاعدة اما غياب الوعي الجماعي هيهات فلقد اصبح مستترا لغياب المثل العليا والضمائر الصافية لن اكون سوداويا ان قلت ان الجراد احسن منا و اقل ضررا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى