هل يعيش حزب” البيجيدي”مشكل حقيقي .. ماء العينين تجيب

يعيش حزب العدالة والتنمية، على وقع الخلاف، على خلفية مصادقة لجنة برلمانية على مشروع قانون يعتمد الفرنسية في التعليم الشيء الذي اخرج بنكيران لمهاجمة العثماني مرورا بالازمي الذي قدم استقالته من منصب رئيس الفريق النيابي وصولا عند تعقيب العثماني على هجمة بنكيران الفيسبوكية .

امينة ماء العينين، القيادية بذات الحزب كان لها راي خاص في القضية اذ كتبتت تدوينة مطولة ومفصلة قالت فيها :

في مثل هذه اللحظات، تثبت الأحزاب الكبيرة قدرتها على التدبير السليم للمحطات الصعبة وإلا فستؤكد أنها لا تستحق المكانة التي بوأها الناس إياها.
انتشار حالة الارتباك والهلع والخطاب العاطفي البكائي واستدعاء بعض من النصوص الدينية، والعودة لخطاب “بيضة التنظيم”و “تجنب التنازع” لا يمكن ان يكون مفيدا.

لابد من اعتماد منهج عقلاني سليم تتبناه نخبة متوازنة قادرة على الاتسام بالهدوء والتواضع، منهج يبتعد عن مقاربات فاشلة

1) مقاربة تهويلية تقول بانتهاء الحزب وغياب الاختيارات والممكنات وتشيع اليأس الشامل وتقتل بذور المقاومة والتحدي والنضال.

2) مقاربة تخديرية تبتعد عن جوهر النقاش وتنأى عن معالجة المشكل الحقيقي وتستدعي خطاب الأخوة والتماسك ونبذ الفتن وتركن للصمت و”دع الوقت للوقت”.

3) مقاربة تركن للغرور والاستقواء التنظيمي وخطاب “من أنتم؟”وتخرج عصا المساطر والأغلبيات والتصويت، في أجواء مشحونة تتفلت فيها الأطروحة الجامعة المقنعة شيء فشيء، ويغيب فيها الاقناع في مقابل الارضاخ التنظيمي والمسطري.

هل يعاني اليوم حزب العدالة والتنمية من مشكل حقيقي؟

الجواب بدون مركب نقص وبدون جبن او افتقاد للشجاعة اللازمة أو دفن للرأس في الرمال:

نعم وماذا بعد؟ ليست هذه نهاية العالم، وما وجد الرجال والنساء إلا لمواجهة المشاكل والاعتراف بها وتدبيرها تدبيرا عقلانيا سليما، فالدول تعرف ازمات والتنظيمات تشهد زلازل والأحزاب تمر من مراحل صعبة وحرجة، والتدبير وحده هو الذي يخرجها منتصرة أو ضعيفة ومنشقة على نفسها.

المشكل داخل الحزب ليس وليد اللحظة، وما تفاقمه إلا دليل على استنفاذ المقاربة التي تم اعتمادها في المرحلة السابقة لأغراضها، وقد آن الأوان لتقييمها ومعالجتها والإقرار أن الحوار الداخلي الذي قد يكون نجح تنظيميا، لم ينجح كليا في ملامسة عمق المشكل، وبذلك تكون اخطاؤنا جماعية تستلزم مراجعات جماعية تنضج كفاية لتخرج من شرنقة الشخصنة والأهواء الفردية وتصفية الحسابات.

ليتسم الحزب اليوم بالجرأة الكافية لطرح الرأي والرأي الآخر، وليتسلح بخطاب العقلانية، وليجمد للحظةٍ خطاب العاطفة مراعاة لكل هذه التحولات التي لم تتحصل القناعة بعد لأخذها بعين الاعتبار، لأن الأمس ليس هو اليوم، وما كان يجدي بالأمس لا يمكنه أن يظل مجديا بشكل دائم.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. إذا كان هذا هو حال البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية .فما هو حال العلاقة بين أحزاب الأغلبية؟ وماذا عن انتظارات الناخبين منهم؟

  2. نعم الأحزاب الكبيرة تواجه المشكلات الكبيرة.لايمكن لحزب أن يعيش بدون مشاكل وإلا فما جدوى وجوده.المهم هو أن يكون نقاشا حرا وبعده أرضية توافق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى