ارتفاع منسوب الجريمة بالمغرب … باحث في العلوم الجنائية يكشف المسببات‎

اهتز الرأي العام الوطني خلال الآونة الأخيرة على وقع جرائم خطيرة يقوى القلب البشري السليم على تحمل بشاعتها وقذارتها، نظرا لما تحمله من طابع إجرامي تتجرد فيه ذات الجاني من أدنى درجات الشفقة والرحمة، بل ويصبح التلذذ بتعذيب الضحية ”إنجازا عظيما“ يستحق معه التوثيق والنشر، فما هي إذن الأسباب التي ساهمت في تنامي الجريمة بالمغرب وكيف أتاحت هذه الأسباب القيام بأفعال إجرامية قذرة دون الاكتراث لما قد تجنيه ضد للجاني من عقوبة سجنية؟

القاضي عبد الرزاق الجباري، الباحث في العلوم الجنائية وحقوق الإنسان نشر تدوينة فايسبوكية كشف من خلالها عن مسببات ارتفاع منسوب ظاهرة الجريمة بالمجتمع المغربي خلال الآونة الأخيرة ملخصا إياها في أربعة أمور كلية وجامعة .

وقال الجباري، أنه ”وبالتمعن الحصيف في مختلف الظواهر الاجتماعية الإجرامية، وما يصطحبها من تعاطي المشرع وتعامل القضاء معها، أعتقد أن مسببات ارتفاع منسوب الجريمة بالمغرب، يرتد إلى أمور أربعة كلية جامعة“.

واعتبر الجباري أن السبب الأول يعود إلى تراجع مستوى التربية، قاصدا بها، مفهومها العام الموسع، وهو ما تنصلت منه كل المؤسسات الموكول إليها وضائف تربوية، وفشلت فيه، من قبيل: الأسرة، المدرسة، المسجد، الزاوية، معتبرا أن أمر مشهود معاين.

وفي العامل الثاني إعتبر الجباري بأن انتفاء البرامج الواقية من الجريمة، حيث يمتح هذا العنصر وجوده، أساسا، من الاعتماد على المفهوم المضيق للسياسة الجنائية المتمثل في سن القوانين الجنائية فحسب، بدلا عن مفهومها الموسع الذي يقتضي مواكبة تطبيق وتنفيذ تلك القوانين بوضع جملة من البرامج والتدابير ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي .. إلخ، تستهدف القضاء، أو على الأقل، التقليل من مسببات الجريمة بمختلف أنواعها، وذلك للاحتراز المسبق منها.

وبالنسبة للعامل الثالث كشف ذات المتحدث على أن اكتظاظ السجون يعتبر أيضا من مسببات تنامي الجريمة بالمغرب، خصوصا في ظل فشل ” المؤسسات المذكورة أعلاه عن أداء وظيفتها التربوية، وتحجم الدولة عن تبني المفهوم العام للسياسة الجنائية، يلجأ المجتمع، عبر آلية التشريع الجنائي المجسد للفهوم المضيق لهذه الأخيرة، إلى تربية المنحرفين من خلال إصدار أحكام قضائية تقضي عليهم بالحبس أو السجن، حيث يعد السجن -نظريا- مؤسسة تربوية من الصنف الثاني، وهو ما لا يمكن تصوره عمليا ألبتة، وذلك بالنظر إلى الاكتظاظ الذي يحول دون الاضطلاع بتلك المهمة، مما أضحى معه وجوبا بناء مؤسسات سجنية، بقدر ما يبنى من المؤسسات التربوية الأخرى“.

أما العامل الرابع والأخير فلخصه عبد الرزاق الجباري، بتأثر القضاء باكتظاظ السجون، حيث قال :”لا شك أن القضاء، بين الفينة والأخرى، يتأثر، من حيث يدري أو لا يدري، بواقع الاكتظاظ الذي تعيشه سجون المملكة، ويرنو إلى إصدار أحكام بعقوبات حبسية موقوفة التنفيذ، بدليل ارتفاع نسبة هذه الأحكام مقارنة بالأحكام القاضية بعقوبات نافذة، حيث تشكل الأولى أضعافا مضاعفة للثانية ؛ لدرجة أن كادت بعض القضايا، بالرغم من خطورة الأفعال موضوعها، عنوانا لإصدار أحكام بعقوبة حبسية موقوفة التنفيذ بمجرد تنازل الضحية أو المشتكي عن شكايته، وهو ما أفرز واقعا قانونيا غير طبيعي، طالما أن مرتكب الفعل الجرمي لم ينل ما يلائم شخصيته من تدابير عقابية شرعت لإصلاحه“.

وخلص الجباري على أن هذه الأمور الأربعة، يدفع، لا محالة، إلى ارتفاع منسوب الجريمة، بالنظر إلى اضمحلال عنصر التربية بكل أصنافها، وانتفاء ما يستعيضها من برامج وتدابير احترازية، مع تساهل القضاء في بعض القضايا تأثرا بواقع السجون الذي تعين رفعه وإصلاحه.

مقالات ذات صلة

‫15 تعليقات

  1. اسمح لي يا استاذ ان الا سباب الحقيقه 1؛البطالة 2 انتشار المخدرات 3 ضعف وسائل العقوبة و الزجر 4 الميوعة في كل شيء وقس على ذلك

  2. نعطيكم حل ساهل وبسيط.
    يجب الحكم على المجرمين بقطع أيديهم،أو إرسالهم للأعمال الشاقة في الصحراء حسب الحالة، ويكون هذا قانون جاري به العمل في المستوى القضاء.
    و أقسم لكم بالله العظيم لسوف تتعجبون
    ١.سوف ينقص الإجرام ٩٩٪
    ٢.لن يكون مشكل اكتضاد السجون ولا محاكم.
    ٣.التمتع في خروج المواطن للشارع بدون خوف.
    فهل للدولة مصلحة ان لا يكون أمن في البلاد؟ هذا هو السؤال اللغز.

  3. بل السبب يا قليل الفهم هو عقوق الانسان والحل سهل هو اعدام كل من ثبتت عودته الى ارتكاب نفس الافعال الاجرامية اكثر من ثلاث مرات على ان يطبق هذا الاجراء باثر رجعي يمتد لعشر سنوات

  4. محاربة الجريمة امر ممكن جدا.
    1- توزيع عادل للثروة و إجبار الأغنياء على دفع الزكاة.
    2- محاربة المخدرات بكل انواعها و ذلك بإعدام المتاجرين فيها.
    3-الرجوع إلى نظام الحدود و القصاص من الغني و الفقير.

  5. نعطيكم حل ساهل وبسيط.
    يجب الحكم على المجرمين بقطع أيديهم،أو إرسالهم للأعمال الشاقة في الصحراء حسب الحالة، ويكون هذا قانون جاري به العمل في المستوى القضاء.
    و أقسم لكم بالله العظيم لسوف تتعجبون
    ١.سوف ينقص الإجرام ٩٩٪
    ٢.لن يكون مشكل اكتضاد السجون ولا محاكم.
    ٣.التمتع في خروج المواطن للشارع بدون خوف.
    الآن السؤال الذي يمكن طرحه وهو هل لدولة مصلحة في عدم حل المشكل؟
    كما يحاربون الإرهاب فندعو الدولة لمحاربة الإجرام فهو بحدته إرهاب ورعب

  6. من اسباب تنامي الجريمة:الأحكام المخففة.اصبحت السجون فنادق من خمسة نجوم.الجمعيات التي تدافع عن المجرمين تحت ذريعة حقوق الإنسان. يجب بناء البنية التحتية كالطرق والمدارس والمستشفيات بدون رأفة وبدون أجرة.

  7. Mr, je ne sais pas qui tu es et dans quel camp tu te places, l’essentiel c’est que tu es très loin de la vérité, demande au moins aux services de police et gendarmerie le nombre des recherchés non encore arretés et qui circulent en toute liberté et tu vas avoir honte des propos avancés;;;;;;;;e

  8. الحل سهل 1-فيما يخص القاتل اذا كنتم لا تريدون اعدامه يكتفى بابعاده بسجن غير معروف مكانه مع وجبة كل 36 ساعة2-المدد القصيرة منع ازيارات وجبة كل36ساعة و20جلدة كل4ايم

  9. الحل ساهل لا يحتاج إلى اجتهاد فقهي ولا فلسفي.
    تطبيق وتنفيذ عقوبات الإعدام انها الرادع الوحيد المجرم في الأصل محتال ويدري 200في المائة ما يقوم به ولا يبالي لأن العقوبات الحالية في صالحه لكن عندما يعلم أن في انتظاره زهق روحه سيغير من بوصلة اجرامه

  10. الفلبين تقضي باعدام مروجي المخدرات, امريكا اقصى العقوبات في حق اغتصاب الاطفال و النساء, الدول المتقدمة عقوبة القتل هي الاعدام …………… المغرب ما طقنا الدين مدرنا لي دارو الغرب حتى صار السجن مطلبا لما فيه من حقوق صحة,تعليم,اكل……مخدرات كل الممارسات الشادة.
    يا سيدي اقصى العقوبات هي الحل المجتمع في طريقه للهلاك و سيحين دوركم ان استمريتم في التقصير

  11. الأسباب ؟ لأية طبقة من المجتع ينتمي هؤلاء ؟ أسافل السافلين….من هم أباؤهم…أفقر الفقراء…و التلقيح ضد الامراض المعدية…جعل الوفيات عديمة بالنسبة للزمن الماضي حيث تلد الورأة…10 و لا يعيش…أكثر من 2.أو3..هذا المصيبة عامة في جميع الدول” الفقيرة ” الهند…البرازيل…المكسيكك..مصر…إلخ…في المغرب, مثلا , عاطل يلد 4 أطفال…حارس معمل 4 أو 6…موظف سامي 2….رب المعمل 2…الفقر يولد الفقر بكثرة و الغنى الأغنياء بقلة…الأغنياء يبقون دائما رابحين….قارنوا نمو السكان ,منذ 30 سنة الأخيرة , في البلدان الغنية و الفقيرة, …لو لم تحدد الصين النسل…لما أصبحت ثاني أو تالث أقوى دول العالم, من ينكر هذا ؟؟؟؟

  12. لقد أطلقوا ايدي المجرمين لنهلك فيما بيننا وننسا مايقومون به من نهب ثروات و امتصاص مدخولات المواطنين.
    يجب على الشعب أن يتحرك ولا ماعمر هاد البلاد ماتكاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى