من أعطى التعليمات لمصادرة “باش” مجموعات الرجاء بمراكش؟‎

صور صادمة و مشاهد مؤلمة و مقتطفات فيديو تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي لما وقع بمركب مراكش أقل ما يقال عنها خادشة لسمعة المغاربة و لتلك الصورة الجميلة التي تصرف من أجلها الملايير لتسويقها خارج الحدود.

مقابلة الكوكب و الرجاء بعيدا عن تفاصيلها ستظل وشمة عار في جبين ذاك المسؤول الذي أعطى تعليماته المباشرة لرجال الأمن و القوات المساعدة للتدخل بتلك الطريقة و في ذاك الوقت بشكل يعجز العقل السوي عن تحليل و استيعاب مغزاه.

ليس دفاعا عن جمهور الرجاء، لأننا ننبذ الشغب بكل اشكاله و أماكنه، لكن ما معنى أن تسمح كمسؤول أمني لتنظيمات الجماهير بتعليق “باش” الإلترات بعدد من المباريات كالديربي و بخريبكة و غيرهما و تسمح بدخوله أيضا في مباراة الكوكب و الرجاء بل أكثر من هذا تسمح بتنصيبه بالمركب في شوط المباراة الأولى و بعد ذلك و في عز الحماس الجماهيري تعطي الأمر بمصادرته و بالتالي تضع عناصر الأمن المغلوبة على أمرها في مواجهة مباشرة مع جماهير تؤمن بالفكرة و تعتبر أن “باش” الإلترات أمر مقدس و لو تسبب ذلك في دخولهم السجن.

ألم يكن حريا على ذاك المسؤول الذي ورط عناصر التدخل الامني في مواجهة أساءت مع كامل الأسف ليس فقط لجهاز الأمن الذي نفتخر به و بما تحقق منذ تعيين الحموشي على رأسه و لكن أيضا لصورة البلاد المقبلة على استحقاق حاسم للترشح لتنظيم المونديال، ألم يكن حريا به أن يصدر اوامر منع إدخال “الباش” اصلا قبل ولوج بوابات المركب ؟

و لنفترض جدلا أن عيون المراقبة الأمنية غفلت عن ذلك بالبوابات، فلماذا لم يتم منع “الباشاج” قبل انطلاق المباراة و مع بدايتها علما أن ذلك تم بأكثر من 30 دقيقة قبل انطلاق المباراة و لافتات الإلترات موضوعة بشكل ظاهر للعيان.

ثم هل يفقه ذاك المسؤول مصدر اوامر التدخل أنه في ثقافة الإلتراس يستحيل أن يضحي أعضاء المجموعة ب”الباش” باعتباره امرا مقدسا ينتهي وجودهم بسحبه منهم، ألم يكن ذاك المسؤول يدرك ان أمرا بإزالته منهم قد ينقلب لعنف متبادل وسط مقابلة رياضية مر شوطها الأول بروح رياضية عالية بين اللاعبين في الرقعة الخضراء و بين الجماهير في جنباتها؟

ألم يكن حريا بعدما سمح للإلترات بالباشاج في الديربي و غيره من المباريات و في شوط الكوكب و الرجاء الاول أيضا أن يلتقط المسؤولون الامنيون صورا لمتزعمي تلك التنظيمات الجماهيرية و يحرروا محاضر بشأنها و يستدعونها فيما بعد عملا بالمساطر القانونية عوض اللجوء لتلك الطريقة التي ولى عليها الزمان في تدبير التجمعات؟

ثم أخيرا هل نجحت خطة و “عبقرية” مصدر أوامر التدخل بتلك الطريقة في نهاية المطاف؟ الباش ظل مع الإلترا و وحدها صور رجال أمن و قوات مساعدة يحملون كراسي الملعب المقتلعة مثلهم مثل الجماهير الغاضبة و يتبادلون التراشق فيما بينهم بصورة خدشت كبرياء جهاز نكن له و لمسؤوليه كل الاحترام.

هي رسالة وجهتها ليس فقط جماهير الرجاء بل كل من شاهد ما حدث بمركب مراكش زوال الأحد ، على السيد الحموشي و فريق عمله أن يفتح تحقيقا بشأن كل ما حدث، فالجماهير لا تتحمل وحدها مسؤولية ما وقع، لأن الطريقة التي تم بها تدخل عناصر الأمن بناءا على تعليمات لا ندري مصدرها أججت الوضع و ورطت الجميع و أفسدت علينا فرحة الصحوة التي يعيشها المغرب الرياضي أياما فقط قبل تقديم ملف الترشح الرسمي للمغرب أمام أنظار اللجنة المختصة بالفيفا.

خلف القضبان الآن عشرات الجماهير و أغلبها بريء ذنبه الوحيد عشق للمستديرة، و بالمستشفى يرقد آخرون و إلى جانبهم رجال أمن من أبناء هذا الوطن لم يقوموا سوى بواجبهم المهني بعدما تلقوا التعليمات ، و هناك عائلات تبكي فقدان فلذة كبد أو تنتظر خبر الإفراج عن إبنها، و بين كل ذلك نطرح السؤال: من المسؤووووووووول عن كل ما وقع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى