نخب جديدة لمستقبل واعد

بقلم عبد الرفيع دحان

كل مجتمع يفرز نخبه التي يشترط فيها ان تكون مهيأة للريادة والتاطير والقيادة ، واعتبارا الى ان نسبة الامية والخصاص المعرفي متسع وايضا الى انشغال الغالبية بمورد لتغطية متطلبات عيش الفرد واسرته ، فان بعض الافراد يصنعون انفسهم وسط ركام من المشاكل والمعيقات لان ارادتهم في تغيير اوضاعهم وتطوير مستوى عيشهم يجعلهم لايخضعون للجمود والانهزام والقبول بالحالة المعيشية ،، فبقدر ما تكون النخب قادرة على الجمع الايجابي والحداثي بين منظومة بناء الانسان والوطن ومؤسسات الدولة لضمان ولوج قوي لمصاف الدول الرائدة علميا والمؤطرة معرفيا وحضاريا والمحصنة من كل اشكال التطرف والانهزامية ونزعات الانتقام والتيئيس …..ان لكل مرحلة نخبها ..فللفشل نخبه وللنجاح نخبه ..وللتخلف والظلامية نخبهما …وللتقدم والتطور نخبه….إلا ان نجاح النخبة التي نريدها ونجاح سياساتها وبرامجها يتطلب منا تعميم المعرفة والتوعية لتحصين المجتمع من الافكار التحريفية والتيئيسية والعدمية ….

إن كل واقع يحتاج الى قراءة نظرية علمية وواقعية لفهمه ولفهم اولوياته ومشاكله واكراهاته وانتظاراته وطموحه واراداته ، لهذا لابد من صياغة برامج ومخططات مؤطرة فكريا وتمتلك القدرة على التوقع العلمي والقدرة على التصحيح وتدارك الاخطاء بمجرد ظهور بوادرها المباشرة وغير المباشرة بالمرونة الايجابية غير المحبطة …لهذا من المشروع والواجب ان نسائل انفسنا اي مجتمع نريد بناءه وتكوينه حتى ينتج نخبة حرة متنورة وطنية ومنتجة فكريا وفي مختلف مجالات الحياة داخل المجتمع ومؤسسات الدولة ….انه من الضروري ان تكتسب النخب ثقة الناس بالصدقية والعمل البناء والوفاء وعلى الجميع يحمي ويثمن ويرفع من منسوب الثقة عند الناس في السياسة والديموقراطية والاستحقاقات وحسن الاختيار بناء على البرامج والخبرات ووجود الكفاءات القادرة على استقطاب الراي العام والتاثير فيه ايجابا …لهذا يجب على كل النخب ان تنتبه الى ان عدم حل المشاكل وعدم معالجة الملفات التي تؤرق الدولة والشعب هو من اسباب تسرب الافكار الدخيلة على ثقافتنا والانجرار وراء الاوهام باستغلال للمقدس الروحي …

ان لكل عمل ايجابي خصومه واعداؤه ..ولا يجب ان يتسرب الياس الى النخب بمجرد الفشل او تجبر جبهة الرفض والعدم ..فكلما تراجعت النخب الايجابية كلما اصبح ممثلوا العبث والجهل والشعوذة والخرافات هم المتحكمون في توجهات الراي العام …لهذا من حسن الواقعية ان نبني جبهة للنخب متنوعة ديموقراطية يعمل على المشترك وتتكامل في المختلف فيه وتؤجل كل ما يعرقل باحالته على العقلاء لتدبيره …فهاجس النخب والشعب يجب ان يكون هو بناء الانسان والوطن ومؤسسات الدولة وبناء الدولة المتقدمة والمزدهرة بشعبها ومؤسساتها ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى