ليس دفاعا عن لقجع.. ولكن للحقيقة والتاريخ

ربيع بلهواري _ هبة بريس

منذ أكثر من 40 سنة بعد كل اندحار أو إقصاء جديد للمنتخب الوطني نسمع نفس الكلام يعاد و يعاد حد التخمة و الذي ستسمعه كذلك الأجيال القادمة بكل تأكيد :
قبل الاقصاء :
تأتي مرحلة بيع القرد من طرف الابواق المطبلة و المزمرة :
– “أسود الأطلس” مرشحين فوق العادة للفوز بالكأس.
– كل المتتبعين يجمعون على أن منتخب “أسود ااأطلس” يضم لاعبين من العيار الثقيل تطلبهم أكبر الأندية الاوربية…
– بشهادة الجميع المغرب هيأ جيدا و يضم لاعبين كبار و هو من اهم المرشحين للفوز بالكأس…..
– الأسود ستزأر …
– لدينا تاريخ كروي ( ما هو ؟ الله أعلم ) .
2- بعد الاقصاء الذي الذي قد يتاخر او لا يتأخر ينقلب الخطاب 180 درجة حيث نسمع حد القرف من نفس الجوقة التي تقتات على نفس المواءد بدون خجل :
– المدرب ضعيق – رئيس الجامعة – الفساد – انعدام الحس الوطني عند اللاعبين – اللاعبين قصروا فعلب ليلية – ” شيخات الأطلس” – زياش ضيعنا – ذنوب حمد الله بانت – بوصوفة هو لي يتيري لبينالتي – خاصهم يرجعوا الزاكي – اللاعبون ديال البطولة هم الاصلح – …- المدرب الأجنبي لا يهتم الا للمال- لماذا المناداة على اللاعبين من الخارج ؟ – لماذا لم تتم المناداة على لاعبي الوداد و الرجاء و الجيش و تطوان و بركان و طنجة …. ؟…- يجب تغيير المدرب- رونار كيشد 80 مليون – يجب أن يكون المدرب مغربيا ليفهم العقلية …
مسلسل بئيس مكرر و مكرور لا ينتهي طالما أنه ناجح في إيهامنا أن الكرة عندنا بخير و على خير و أننا أسياد القارة رغم نتائجنا المتواضعة طيلة خمسين سنة فلا داعي لتغييره. و هو لا يختلف عن مسلسل العام زين في التعليم و الصحة …
كل هذا يردد صباح مساء و لا تقال الحقيقة التي يتاجر بها من تعلم الخوض في المستنقعات واستاثر بمقاربة ناجح ناجح بان يتلون طبقا لطبيعة المرحلة وما تقتضيه الوضعيات…قد نتفهم رد الجمهور الجنوني عند اي اخفاق كروي ولكن اللوم كل اللوم لمن تعود على بيع الوهم للمغاربة وتلاعب بمشاعرهم في 98 و 2000 و 2006 و 2019.
فالتقييم الحقيقي يتطلب رؤية فاشبلاكية تتصالح مع تاريخها الغير مزيف كما تتطلب توازنا فكريا وتحليلا موضوعيا ينطلق ولو من جلد الذات اذا اراد من اراد ان يستخلص مخرجات النكسات في ما يفيد المستقبل.
فما حققه فوزي لقجع في الأربع سنوات الماضية لا يمكن أن ينكره إلا جاحد، بدءاً بتجويد البنيات التحتية وتغطية جميع ملاعب البطولة الاحترافية والقسم الثاني، وحتى الهواة، بالعشب وتجهيز مرافق الملاعب، مرورا بعقلنة عمليات انتقال اللاعبين والمدربين وضمان حقوقهم المنصوص عليها في العقود، والتركيز على التكوين وتنزيل برامج معتمدة لذلك وصولا إلى اختراق الاتحاد الافريقي لكرة القدم وضمان تمثيلية محترمة للمغرب والدفاع عن مصالحه داخل الاتحاد.

هذا دون أن ننسى فوز منتخب المحليين بكأس إفريقيا للمحليين والنجاح في تنظيمها بالمغرب في زمن قياسي . وفوز الوداد بالعصبة مرتين ( الثانية جاية باذن الله) والرجاء بكاس الكونفدرالية والكاس الممتازة فضلا عن مشاركة المنتخب في كاس العالم بعد 20 سنة من الغياب و كذا تجاوز المنتخب للتصفيات الافريقية لدورتين متتاليتين.اضافة الى اظفاء هوية فنية وذهنية صلبة للمنتخب غابت عنا منذ سنين خلت.
ما وقع في قاهرة النعمان يجب أن يمهد الطريق إلى عمق القضايا الحارقة … يجب أن يكون مناسبة لتفكيك خلايا و أسباب الفشل الكروي في شكلها العميق …. فالديمقراطية الاستعراضية في الفرق المغربية لا تصنع البطولة واللاعبين والامجاد …لأن الفوز الرياضي ينطلق من مدى انصهاره مع العدالة الاجتماعية و الاقتصادية والمجالية وذلك بشجب كل مظاهر الفساد التي تتخلل الحلقات الوسطى من المستويات الرياضية…. .وبهذا فالوعي الكروي لا يجب ان يكون شعبويا متاجرا.. بل صادقا امينا.. خاصة ان ممتهنوه من النخبة يعرفون جيدا مكامن الخلل وخيوط الفساد الحقيقية….حظا سعيدا لمنتخبنا الوطني ..

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. كرة القدم في بلادنا تنقصها الروح الوطنية والقتالية .والوطنية غائبة في معضم كوادر المنتخب ولاعبيه فالكل يبحت عن حصته من كعكة مطبوخة باموال الشعب اللدي يعاني في صمت .لاتتغير الامور بتغيير الاشخاص لان مايجب تغييره هو الفكر النهبي المتعشش في راس كل مسؤول

  2. كلام جميل فوزي انسان قعال و محنك في التسيير هدا بملاحضة الجميع
    اسال سي لقجع – لمادا تدخل في ارجاع زياش و لم يفعل كدلك مع حمد الله

  3. الفشل لا نعلقه على خروج المنتخب الوطني من المنافسة القارية بمصر 2019 ولكن الفشل نعلقه على تعاطف رئيس الجامعة مع العناصر الوطنية وعدم تدخله في قرارات رونار أما ماذا يعني لكم صرف 135 مليار في 5 سنوات إن لم يكن فشلا

  4. وكم تصرف الفرق الوطنية من أموال على جلب اللاعبين والمدربين الأجانب ولا أحد من الإعلاميين يتكلم في هذا الموضوع لكي لا يتم منعه من دخول ملاعب هاته الفرق وفي الأخير الكل ينتقد المنتخب والكل يريد لاعب محلي من بطولة ضعيفة

  5. اما من عندي لو يصرفو كل المال الذي يبذر في بناء مستشفيات ومدارس …احسن بكثير …
    اليابان اقوى دولة من ناحية التكنولوجيا و لم تفز بحياتها بكاس العالم …البرازيل فازت مرات عديدة و ماتزال دولة متاخرة و تعاني بالفقر …
    اذا ما نريد لبلدنا ؟ ان يكون مثل اليابان و البرازيل ؟
    انا افضل اليابان …

  6. من باب الإنصاف لايمكن تحاهل الإعلام لكن أتمنى أ، يقوم الإعلاميون بنقد ذاتي فالمعلق التلفزي ينقل المباراة ولا يؤجج الجمهور ضد لاعب قاتل قي الميدان وأهضر فرصة ,أعجبني حفيظ دراجي في مقابلة الجزائر كوت ديفوار حين قال ليس لدينا ما نخجل منه وإن خسرنا لأن اللاعبين قاتلوا في الميدان,لكن ماذا قال معلقونا الدكاترة في كرة القدم عن فريق حاصر الخصم 120 دقيقة في نصف ملعب,هل يعرفون كم من المجهود يتظلب ذلك,العقلاء يعلقون على المباراة الراهنة ولا يبيعون الأحلام للجمهور ويعودون ليسلخوا اللاعبين في المجزرة

  7. الكرة المغربية ينخرها الفساد والتدخلات ‘هذا ولد فلان وهذا ولد علان’

  8. البطولة مابقاتش كتعطي لاعبين كيمشيو لاوروبا وينجحو بحال فالتسعينات دابا احسن لاعبي الدوري كيمشيو لبطولات متواضعة فالخليج زيد انه معندانش اطر كبيرة لي تعول عليها..وفي ظل هذه الاكراهات فما وصله المنتخب يعد في حده انجازا…بعيدا عن لغة تجارة ببع الوهم والاندفاع العاطفي الا مسوول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى