المهنيون يطالبون بتحصين ”صاحبة الجلالة” من الدخلاء

انطقلت عشية يوم أمس الجمعة بمدينة مراكش، اشغال المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، تحت شعار :”حرية الصحافة وأخلاقياتها أساس المهنة“، وذالك بحضور 420 مؤتمرا ومؤتمرة، من جميع فروع المملكة.

وافتتح الرئيس المنتهية ولايته، عبد الله البقالي، المؤتمر الوطني الثامن عبر كلمة ألقاها بالمناسبة، رحب من خلالها بجميع الزملاء والزميلات الحاضرين من مختلف فروع المملكة، قبل أن ينتقل للتنويه بنقيب الصحفيين التونسيين مقدما له الشكر على دعم النقابة الوطنية للصحافة المغربية في ممثلها يونس مجاهد بانتخابات رئاسة الفيدرالية الدولية للصحافيين الذي يزيد عدد منخرطيها عن 600 الف صحافي وصحافية، وأيضا على حسن التنظيم الذي عرفته هذه الانتخابات التي أجريت بتونس.

وانتقل بعدها عبد الله البقالي للحديث عن أحوال الصحافيين والصحافيات خلال الفترة الفاصلة بين المؤتمر السابق والمؤتمر الحالي، معتبرا أن الأخيرة عرفت مجموعة من التحولات الهامة لتنظيم المهنة التي أصبحت مرتعا للفوضى والسيبة، على حد تعبير البقالي، مضيفا بأن الأمر دفع إلى سن مجموعة من القوانين المنظمة للقطاع وإخراجها لحيز الوجود بالرغم من أنها لم تأخذ الكثير من مقترحات النقابة، موضحا في نفس السياق أن بعض المؤسسات رفضت الاصلاح والإنخراط فيه خصوصا بقطاع الإعلام العموم، نظرا لما تعرفه وضعية الصحافيين والصحافيات العاملين بهذا المجال من عراقيل في أداء مهامهم على أكمل وجه.

من جانبه تناول الأمين العام للمجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية المنتهية ولايته، يونس مجاهد، الذي اعتبر على أن النقابة الوطنية للصحافة للمغربية، نقابة عتيدة وقوية بسبب تكيفها منذ سنوات مع الصعوبات والظروف التي واجهتها، إضافة إلى قادة اشتغلوا داخلها بسنوات الجمر.

وأضاف مجاهد، على أنه كانت مناسبات استقبل فيها الملك الصحافيين ووجه رسائل وخطب تلح على ضرورة اشراك المهنيين، غير أن الرسالة الأخيرة المتعلقة بتهنئة رئاسة الاتحاد الدولي تعتبر رسالة “واضحة في مغزاها ودلالتها وتعترف بأن هناك صحافة مغربية متماسكة ويجب أن نكون فيها ما بعد المؤتمر، ويتحمل المسؤولية الكبرى فيها، المهنين أمام المواطنين والبلاد“.

وأضاف يونس مجاهد معبرا عن سعادته الكبيرة بانتخابه رئيسا للفيدرالية الدولية للصحافيين، وموضحا بأن الفوز جاء نتيجة لعمل النقابة الوطنية للصحافة المغربية الذي دام لسنوات عدة، ولنضالها الكبير وصيتها الذائع، كما أشار إلى أن تتويج منظمة عربية وإفريقية لأول مرة، أمر لم يكن في الحسبان ولم يخطر في بال أحد.

وشدد يونس مجاهد في ختام كلمته على ضرورة العمل على تحسين وضعية اشتغال الصحافيين والصحافيات والدفاع عن حقوقهم، ملحا في نفس الوقت على أهمية وجود صحافة أخلاقية تتسم بالمصداقية خصوصا في ظل التطور التكنولوجي وتطور الوسائل التكنولوجية، حيث ختم قائلا :”الذين يقذفون في شرف الناس لا مكان لكم بيننا…“.

هذا وتم بعد ذالك تقديم كتاب “الصحفيون المغاربة والأداء النقابي” في الإعلام لمؤلفه جمال محافظ الذي كشف عن السياق الذي جاء فيه هذا الكتاب وعن خلاصاته التي يتضمنها، قبل أن يتقدم عبد الله البقالي بعدها بتلاوة التقرير الأدبي و فتح باب المناقشة لمجموعة من الزملاء والزميلات الصحافيين .

وصبت تدخلات الزملاء والزميلات على ضرورة تقنين القطاع وتشديد قوانين المهنة، من أجل تحصينها من الغرباء والدخلاء، والدفاع عن الأوضاع الاجتماعية لرجال ونساء الإعلام، مع دعوة النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى تطوير وسائل اشتغالها وعدم الاكتفاء بإصدار البلاغات الكلاسيكية مع فتح باب التواصل وخلق فرص لتكوين الشباب وتأطيرهم، وهي المواضيع التي اعتبرها البقالي مواضيع مهمة ومداخلات راقية تعبر عن مستوى رجال ونساء صاحبة الجلالة.

هذا وتستمر اشغال المؤتمر الثامن للنقابة الوطنية للصحافة المغربية اليوم السبت حيث سيعرف البرنامج، مواصلة اجتماعات لجان المؤتمر، وعقد الجلسة العامة الثانية، مع عرض مشاريع الوثائق ومناقشتها من طرف المؤتمرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى