انتهت الامتحانات.. هذه رسائل لـ”تجار السّاعات الإضافية”

هبة بريس

اتقوا الله في منظومتكم التعليمية، وأعيدوا للمدرسة العمومية بريقها وكرامتها وأهدافها النبيلة، وللعاملين بها هيبتهم ووقارهم، ولتلامذتها قيمهم الأخلاقية، واعملوا على رسم معالم النجاح من خلال ابرام صلح حقيقي بين المؤسسة التعليمية ومحيطها الداخلي والخارجي، وزرع بذور الأمل والغد المشرق بنكهة التسامح وحب الوطن، وإلى تُجار الساعات الاضافية المؤدى عنها طبعا من مصاصي دماء الفقراء، ممن يرغمون تلامذتهم بدون استحياء على تقديم الدعم المؤدى عنه ويستدرجونهم إلى “الكاراجات والأماكن الغير المعلنة” في ضرب صارخ لقيم الاخلاق والمبادئ، لمثل هؤلاء المخلوقات: اتقوا الله في أبناء الفقراء.

لمثل هؤلاء: إنكم بأساليبكم هاته قد ساهمتم في تغيير تلك النظرة التي كانت توحي بالتقدير والتبجيل السائدة منذ الأزل في حق المدرسة العمومية والعاملين بها، لتصبح نظرة دونية تحمل في طياتها نبرة الاستهزاء والتنكيث مما يتطلب وقفة رجل واحد لوضع حد لهذا الخلل الذي بات يهدد المنظومة التعليمية بالفشل، ويورق بال جميع الفرقاء والشركاء والفاعلين في الحقل التربوي، نتيجة تفشيه المخيف مما أثر سلبا على مستقبل المنظومة ككل.

فلا غرابة أن تتوالى الأحداث اتباعا ومن قبيل الصدفة، ضرب هنا واعتداء هناك على نساء ورجال التعليم، ولا غرابة أن تتحول العلاقة الأبوية التربوية التي تربط رجال التعليم بتلامذتهم ومؤسساتهم التي احتضنتهم وفتحت لهم أبوابها لنقلهم من براثن الجهل إلى طريق الحق، إلى علاقة يسودها العنف.

مشاهد لتلاميذ وهم يودعون مؤسساتهم التعليمية وكأن لسان حالهم يردد: ” لا سماحة مع تُجار السّوايع” ، لدليل قاطع على حجم الحقد الدفين الذي يحمله هؤلاء الابرياء في قلوبهم اتجاه هؤلاء…تلاميذ أبرياء مزقوا كتبهم الدراسية وكأنهم عن مؤسساتهم التعليمية راحلون بلا رجعة، وكَأنهم بلغوا مبتغاهم وحققوا آمالهم وضمنوا مستقبلهم وبالتالي استغنوا عن كراساتهم وكتبهم، وكأن الامتحان ذلك الغول راح واستراح معه العباد…

ليبقى السؤال ذاته معلقا، ما سبب تفشي مثل هاته الممارسات؟ وهل فعلا مردّ ذلك الى تلك الأساليب اللاتربوية التي ينهجها البعض من تجار السّوايع الاضافية المؤدى عنها طبعا، التي جعلت معظم التلاميذ يغيرون نظرتهم الابوية الى نظرة تجارية بين بائع يسعى الى الربح ومستهلك همه النجاح…

ليختم الخاتمون القول: بألف تحية وتقدير للشرفاء النزهاء من رجال ونساء التعليم الذين بذلوا ولازالوا يبذلون الكثير خدمة للمنظومة وتلامذتها، دعما للدروس بالمجان وتهذيبا للنفوس، وكلهم أنفة وعزة نفس، مبتغاهم رضى الرب والسير على الدرب…

وللموضوع عودة ضمن تقرير مفصل مع تقديم نماذج حية حول ممتهني هاته المعضلة التي أساءت للمنظومة وللشرفاء منها.

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. تحية طيبة لكاتب المقال وبعد , صحيح ان امتهان ابتزاز الفقراء وابناءهم جريمة أخلاقية قبل ان تكون قانونية لكن صحيح ايضا ان العنف وتمزيق الكراسات جاءا نتيجة عدة عوامل بعيدة كل البعد عن موضوع الساعات الإضافية. فرجاءا لا تسقط الطائرة في الحديقة.وبالتالي لكل موضوع مساره. لا اتكلم من فراغ بل من تجربة قسم تعادل السادس والعشرين موسما. لم امتهن لا العنف ولا ابتزاز الفقراء ومورسا علي وعلى ابناءي. نعم اقول فلنتق الله في ابناء المدرسة العمومية.وفي نفس الوقت اقول لابناء المدرسة العمومية واهاليهم “عيقو وفيقوا راكم طحتو فالفخ اللي تنصب لكم”. “الى حين يعيقوا هاد الناس ومابقاوش يقطعوا الكراسات ويولوا يحتارموا اساتذتهم ويفرقو مابين اللي محروق عليهم واللي كيبتزهم غادي يكون فات الفوت.” الله غالب.

  2. شكرا لصاحب المقال وشكرا لكل ضمير حي في هدا الوطن الحبيب وشكرا كدلك لكل الاطر التعليمية دات الضمير الحي واقول لمن اشار لهم المقال ان يهديهم الله

  3. سلوكات تمارس بابواب المؤسسات التعليمية ومن زمان لكن ما سر ربطها بتجار الساغات (الاضافية)؟امر غير واضح في التحليل وواضح اكثر على مستوى ابتزاز المفقرين والمربجين وحتى الاغنياء.انه النكالب عل فتا قطاع استراتيجي وانهاء الرحلة الحضارية؟؟للمغرب لا شك ….انها الموت من طرف من لا ضمير لهم ولا بصيرة.انهم استفادوا من التقاعد النسبي ولكنهم يسيطرون الان على مؤسسات وحولوها الى بورصات ترتفع فيها القيم او تنخفظ حسب المواد وحسب اسماء الاساتذة.انه الامر المدهش عندنا ولكن الامر جد طبيعي عندهم السماسرة.

  4. اتقوا الله فينا انكم ملاقوه استاذ صلب منا 400 درهم لحصة تتكون من ساعتين فكيف يكون الحال لما نضيف سومة الكراء والمصاريق اهكذا هو دعمكم

  5. شكرا لصاحب المقال على هذه الرسالة الى أصحاب الساعات الاضافية و لكني أرى أنك ربما بالغت بعض الشيء في هذه الرسالة. لان الساعات الاضافية – رغم كونها مرفوضة شرعا و قانونا- فهي ليست السبب الوحيد وراء انحراف المنظومة التعليمية عن مسارها الصحيح . بل هناك أسباب كثيرة و متعددة . و أصحاب الساعات الاضافية أشخاص استغلوا هذه الظروف المناسبة لهم لكي يجنوا وراءها دريهمات سيصرفونها فيما بعد على نتيجة أعمالهم فكما تدين تدان.

  6. شجع الآباء وانانيتهم وبحثهم عن معدلات كبيرة تمكن ابناؤهم من ولوج مدارس الطب والهندسة. بالاظافة الى فرض هاته المدارس لمعدلات كبيرة هو من شجع الساعات المؤدى عنها.
    هناك من يريد من الاستاذ ان يعمل لأبنائه الدعم بدون مقابل بينما هو جالس في المقهى يؤلف النكث.

  7. نزهه
    وللاسف هناك من هم دون المستوى ويتعاطون للساعات الاضافية لقدحان الوقت لتوقيف هذه المهزلة

  8. تحية لهاذا المواطن الغيور على تلاميذ الوطن كلام في الصميم زد على ذلك ان هناك من هم دون المستوى ويتعاطون لهذه المهنة لا رقيب ولا حسيب

  9. ليست السبب الوحيد وراء انحراف المنظومة التعليمية عن مسارها الصحيح . بل هناك أسباب كثيرة و متعددة

    الآباء وانانيتهم وبحثهم عن معدلات كبيرة تمكن ابناؤهم من ولوج مدارس الطب والهندسة. بالاظافة الى فرض هاته المدارس لمعدلات كبيرة هو من شجع الساعات المؤدى عنها.
    هناك من يريد من الاستاذ ان يعمل لأبنائه الدعم بدون مقابل بينما هو جالس في المقهى يؤلف النكث.

  10. TU DIS N IMPORETE QUIO

    الآباء وانانيتهم وبحثهم عن معدلات كبيرة تمكن ابناؤهم من ولوج مدارس الطب والهندسة. بالاظافة الى فرض هاته المدارس لمعدلات كبيرة هو من شجع الساعات المؤدى عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى