الوسيط :”إننا لا نبحث عن التشهير بالأخطاء، ولكن نحن ضمير الإدارة الأعلى“

شارك يومه الاثنين 17 يونيو وسيط المملكة، محمد بنعليلوا بمؤتمر الخبراء الدولي حول دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في المساندة القانونية وإدارة الشكاوى المنعقد بالقاهرة مصر.

وقال وسيط المملكة المغربية، ورئيس لجمعية الأمبودسمان والوسطاء الفرنكفونيين (AOMF)، على أن حضوره له دلالات، لخصها في الاتزام المشترك والانخراط القوي في المتوافق عليه دوليا، من مبادئ الوساطة المؤسساتية، التي تبقى رصيدا مشتركا يؤطر عمل المؤسسة، ويضيف لبنات إلى تصورها للبناء الديموقراطي وفضاء الحقوق والحريات. ”لأننا نومن أن الممارسات الفضلى أينما وجدت، يجب أن تكون تراثا إنسانيا مشتركا ننهل منه جميعا“. يقول وسيط المملكة

وأضاف :”أهداف، نسعى جميعا إلى تحقيقها، أساسها تبادل الرؤى وتمتين علاقات التعاون وتوسيع آفاقه بيننا نحن المطوقين بهذه الأمانة، بحثا عن مزيد من المكتسبات التي تعود بالنفع على مواطنينا، لأن مبادئ العدل والإنصاف مشترك كوني ينتظره دوما عمل دؤوب لبلورته على أرض الواقع“.

واسترسل ذات المتحدث بالقول :” في هذا المحفل المتميز، وباعتزاز كبير اسمحوا لي أن أقول لكم إن مؤسسة وسيط المملكة، الهيئة الوطنية الدستورية المتخصصة، المستجيبة لكل الشروط المتطلبة، بمقتضى مبادئ باريس ومبادئ بلغراد من: استقلال، وحصانة، وحياد، تتولى في هذه المرحلة رئاسة جمعية وسطاء وأمبودسمانات الفرانكفونية، باعتبارها شبكة دولية، مفتوحة العضوية، تضم في عضويتها ما يقارب 30 دولة من مختلف قارات العالم، تأسست هذه الشبكة في أواخر تسعينات القرن الماضي، استجابة لمطلب تعزيز حقوق الإنسان داخل الفضاء الفرنكفوني، والسعي إلى إعطاء المكانة اللائقة للوساطة المؤسساتية ضمن آليات البناء الديموقراطي في الدول الأعضاء، من زاوية علاقة الأفراد والجماعات مع إداراتهم في إطار حقوقهم الارتفاقية، بعيدا عن كل تعسف أو شطط أو سوء تطبيق للقانون. ستعقد مؤتمؤها هذه السنة في المملكة المغربية في نونبر 2019“.

وزاد قائلا :”يمكن أن أؤكد أن مؤسسة وسيط المملكة، التي شهدت تطورا ملحوظا من مكتب الشكايات، إلى ديوان المظالم، ثم وسيط المملكة كمؤسسة دستورية، تجاوزت نقاشاتها فكرة الملاءمة التي يتطلبها البعد المعياري، للاهتمام ببعد الفعالية، الذي تسعى من خلاله إلى تحقيق العديد من الأهداف المستجدة في إطار فلسفة المفهوم الجديد للسلطة، تم على هديها تنفيذ العديد من الأنشطة وتحقيق العديد من النتائج، أبقى رهن إشارتكم للتفصيل فيها“
.
وأضاف :”إنني كوسيط للمملكة المغربية وكرئيس لجمعية الوسطاء الفرنكوفونيين، أغتنم هذه الفرصة، لأؤكد لكم أنه إذا كانت لجنة البندقية، على غرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، جعلت من مهام الأمبودسمان والوسطاء الاضطلاع “بدور هام في تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون والإدارة الجيدة وحماية والنهوض بحقوق الإنسان والحريات الأساسية…”، ودعت كافة البلدان الأعضاء إلى “اتخاذ التدابير اللازمة، بما في ذلك التعديلات الدستورية أو تعديلات تشريعية أخرى، بهدف إرساء ظروف ملائمة تعزز وتطور مؤسسات الوسيط وسلطتها، واستقلاليتها وحيادها…”، فإنني على يقين أن هذا الجمع المبارك على أرض قاهرة المعز المعطاءة، بهذا التنوع القانوني والثقافي، ليعتبر فرصة سانحة للدفاع على إنجاح هذه المبادئ، ولنلتزم بتعاون وشراكة أكثر فعالية بهدف النهوض بمبادئ العدل والإنصاف والحكامة الجيدة ببلداننا“.

وكشف وسيط المملكة بأنه يعلم جيدا أن الموضوع الذي اختاره المنظمون لهذا اللقاء “معالجة الشكايات” على درجة كبيرة من الأهمية، لكنه في تقديره على درجة كبيرة من الخطورة أيضا. على درجة من الأهمية إذا ما تحولت معالجة الشكايات إلى مرصد لأنواع الأعطاب التي تشكو منها الإدارة، ولصور وأنماط السلوك الماس بحقوق المرتفقين داخلها، من خلال منطق تحليلي على قاعدة البعد الحقوقي للمواضيع المطروحة (من زاوية الحريات العامة والحقوق الفردية والجماعية والفئوية …). وعلى درجة من الخطورة إذا ما تحولت معالجة الشكايات إلى تدبير روتيني للتظلمات باعتبارها أعمال منعزلة عن سياقها الحقوقي العام.

وختم قائلا :”إننا لا نبحث عن التشهير بالأخطاء، ولكن نحن ضمير الإدارة الأعلى، نقوم بمصاحبة توجيهية معيارية، لتدارك كل نقص في تدبير الشأن الإداري من منظور حقوقي شمولي. لذا يجب أن ننخرط في سياسات معلنة لتدبير الشكايات والبت في التظلمات، تستفيد مما توفره التقنيات التكنولوجيا الحديثة من إمكانيات تدبيرية أكبر، ويتيحه الذكاء الصناعي من إمكانيات تحليلية أرحب.
إن الأمانة والاستقلال، الذي لابد أن نمارسه لا يمكن إلا أن يدفعنا إلى الجرأة للجهر بقول الحق، والعدل، والانصاف.

ولأنني أعلم أننا جميعا على نفس القناعة، على نفس مستوى بعد النظر، فإنني أختم مداخلتي بتجديد الشكر على الدعوة والاستضافة، منوها بجودة التنظيم وحفاوة الاستقبال الذي حظينا به، وما ذلك على أهل مصر بعزيز. متمنيا لهذه التظاهرة كامل النجاح“.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى