المسلسلات العربية الرمضانية.. حرفة في السرد وضحالة في المضمون

ربيع بلهواري _ هبة بريس

الإنطباع العام للمسلسلات العربية في السنوات الأخيرة توعز أن حرفة السرد، وطريقة الحكي تنوعت وتقدمت، فى مقابل ذلك ظهرت ضحالة مفزعة فى المضمون، فالمسألة تحولت أحيانا الى لعبة درامية فارغة… حشد من الشخصيات تتصارع بلا هوادة، وخطوط تتقاطع بلا توقف، وناس تظهر ، وناس تختفى، أما الرؤية عن البشر والناس والواقع فكل ذلك تائه أو معدوم، الدراما فى كثير من الأعمال هي مجرد أزمة وحل…اذن ماذا عن الأفكار؟ وهل يمكن أن تتستر الصنعة عن غياب المعنى و تهافت الفكرة؟
الدراما العربية تلعب هذه السنة على تيمات مألوفة، مثل تيمة الإنتقام، الجرائم والعصابات والمخدرات فى كل مكان، والمزيج المعروف بين دراما الجريمة والدراما النفسية، وطبعا الدراما الصعيدية حاضرة أيضا، ومازال الخلط مستمرا ايضا بين الهزل والكوميديا . الفروق بين المسلسلات من الناحية الفنية ليست واسعة،و تذكرنى هاته الصورة بأننا أمام أغنيات مختلفة شكليا، ولكنها فى الحقيقة تلعب في نفس المقام، مع أن المقامات كثيرة وثرية.

ويمكن القول كذلك ان انزياح الدراما عن الادب العربي ضربها في مقتل.. في المقابل اصبح التوجيه السياسي واضحا ومنمطا حسب الطلب ويظهر هذا جليا في عدة مسلسلات دات جماهيرية كبيرة كالمسلسل السوري ” الهيبة” والمسلسل المصري “كلبش”.

وعن هذ وذاك يمكن الحديث عن موجة درامية جديدة ظهرت مؤشراتها لكن مراميها لازالت تحت المجهر النقدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى