مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة: باب الماكينة، خشبة أسطورية وقِـبــــلــة لأشهر الفنانين

تنظم مؤسسة روح فاس الدورة 25 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، تحت موضوع “فاس، ملتقى الثقافات”. وستخصص لهذه الاحتفالات مواقع ومآثر ذات حمولة تراثية كبيرة لاحتضانها، وعلى رأسها الساحة التاريخية باب الماكينة. ابتداء من الجمعة 14 يونيو وإلى غاية السبت 22 يونيو، سيكون جمهور المهرجان على موعد مع برمجة متميزة بهذه الساحة الأسطورية التي ستحتضن نجوما من العيار الثقيل، على غرار سامي يوسف، يوسو ندور، مارسيل خليفة أو حتى خوسي ميرسي وطوماتيتو.
يعود تشييد البوابة التاريخية باب الماكينة لسنة 1886 في عهد السلطان مولاي الحسن، لتصبح بعد ذلك البوابة الرئيسية المفضية للقصر الملكي. كما تمكن من ولوج ساحتين اثنتين تدعيان “المشور” حيث كانت تجرى الحفلات الرسمية والمراسيم سابقا. هذا الصيف، ستحتضن نفس الساحة العريقة هذه السنة الحفل الافتتاحي والعديد من الحفلات الاستثنائية والرائعة.
بعد حيازته للقب “أكبر نجم لفن الروك الإسلامي” من طرف مجلة “تايم”، سيأتي الفنان سامي يوسف ليلهب الخشبة الأسطورية لباب الماكينة يوم السبت 15 يونيو بروائعه الفنية الخالدة. يشكل هذا الفنان الصوفي وجها بارزا بالمهرجان لترويجه لقرابة 30 مليون ألبوما غنائيا منذ بداياته إلى يومنا هذا. يستلهم هذا الفنان الصوفي إبداعاته الموسيقية من مصادر لتقاليد وموروثات متعددة أكسبته القدرة على المزج في موسيقاه ما بين إنتاجات الباحثين والباحثات بدورهم عن ذاك الانسجام و التناغم الروحي عبر العالم.
بعدها، سيأتي دور مارسيل خليفة يوم الأحد 16 يونيو. وكالعادة، سيكون مرافقا بفرقته الموسيقية، ليتحف بمهارة عزفه على العود الجماهير بأغانيه الناجحة والشهيرة. أغانيه أضحت اليوم جزءا من التراث العربي الموسيقي المعاصر، لكون مارسيل خليفة استطاع بكل مهارة السمو ببعد الفنان الملتزم ومزاوجته ببعد كوني عظيم. وهو سيؤدي على الخصوص أجمل أغانيه، المفعمة بالتعبيرات المجازية والتي حولها إلى إيقاعات وألحان موسيقية، كما هو الشأن بالنسبة لروائعه “منتصبة القامة أمشي”، “أمي”، “يا بحرية”. ..
هناك أيضا النجم يوسو ندور، الذي سيكون على موعد مع الجمهور يوم الخميس 20 يونيو. يوسو ندور الفنان، الرجل الملتزم وحاليا الفاعل السياسي ببلده الأصلي؛ هذا الرجل المحنك اكتسب شهرة عالمية عن جدارة واستحقاق. ومع ذلك، فهو يبقى ذاك الفنان الشعبي وسيظهر ذلك جليا بمدينة فاس من خلال الحفل البهيج الذي سيقدمه و بفضل براعته الموسيقية المشهودة له بها.
في الأخير، سيعتلي كل من خوسي ميرسي وطوماتيتو خشبة باب الماكينة يوم السبت 22 يونيو. ينحدر هذان الفنانان الأسطوريان من سلالتين كبيرتين لغجر خيريس وألميريا؛ وقد حضرا ليحكيا بطريقتهما المعهودة عن ملحمة الفلامينكو. يزاوج خوسي ميرسي وطوماتيتو بين العديد من الأساليب الغنائية، التي تنتقل من الرومبا إلى “الزامبرا” الخاصة بلولا فلوريس، الممثلة الكبيرة، مغنية وراقصة خيريس ديلا فرونطيرا، من فونداغو ويلبا إلى “بوليريا بور سوليا” أو “سيكيريا”.
وبهذا، سيكتمل التعبير من خلال باقة من الوجوه والنجوم الفنية البارزة عن الموسيقى الروحية المعاصرة بكل تجلياتها،والبحث عن فهم واستيعاب كوني للطبيعة البشرية ومواصلة الحوار البناء والمفيد ما بين مختلف ثقافات العالم. كما سيكتسي تنوع الفقرات الفنية، المشتملة على أغاني فارسية وترانيم إيرلاندية، مرورا بكمان الكامب وتنهدات مزمار الغيطة،(سيكتسي هذا التنوع) صبغة إنسانية بمدينة فاس العريقة ستلهب أحاسيس عشاق مختلف الألوان الموسيقية العريقة والأصيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى