المغرب و ” صفقة القرن” أي خيار قبل “قمة البحرين الاقتصادية ؟؟”

يواجه المغرب دبلوماسيا، إمتحان صعب، خلال شهر يونيو المقبل، والمتعلق بالحضور من عدمه الى ورشة اقتصادية ستحتضنها دولة البحرين، تمثل بحسب مهتمين ب”القضية الفلسطينية” الحدث الأول في إطار صفقة القرن الأمريكية.

وفي هذا السياق وجهت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعوات لشخصيات إسرائيلية، للمشاركة في جلسة المنامة الاقتصادية، التي ستقام نهاية الشهر المقبل، وفق قناة ’13’ العبرية الخاصة.

وأشارت القناة التلفزية العبرية ، أن تلك الدعوة تأتي ضمن الخطة الاقتصادية الخاصة ب “صفقة القرن”.

وقالت ‘حماس’ في بيان أصدرته الإثنين، ‘نطالب الدول العربية بعدم تلبية دعوات المشاركة في ورشة البحرين، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل الوسائل والأدوات، ودعمه لمواجهة الخطة الأمريكية وإفشالها’.

وبالرغم من بعض المحللين، اعتبروا الحشد لقمة البحرين، هو من أجل خلق تصور اقتصادي جيو سياسي جديد بمنطقة الشرق الاوسط والخليج ، تكون اسرائيل محورها مع السعودية، مع اشراك السلطة الفلسطينية، وتضيق الخناق على حماس، بعد ان سبقت ذاك اجراءات من أجل سد منابع دعم أهم حركة مقاومة بفلسطين.

ومهما الهالة التي خيمت على ما اصطلح عليه ب ” صفقة القرن” ومن اعتبرها خطة ” وهمية ” فإن المغرب عبر سياسته الخارجية قد عبر عن موقفه الرسمي تجاه أهم قضاياه الرسمية ” القضية الفلسطينية” بعدم اعتبار ” القدس ” عاصمة لاسرائيل، وبعدها استنكار ما تقوم به سلطات الاحتلال من اعمال تخربية بالمقدس، وكان أهم تحرك قامت به المملكة للتصدي ل ” الصفقة ” هو التوقيع على ” نداء القدس” بين أمير المؤمنين الملك محمد السادس وبابا الفاتيكان” بعد زيارته الاخيرة للمغرب، والذي حضي بإشادة دولية بما فيها دول مرتبطة بالملف ” السلطة الفلسطينية والاردن ” وحتى من مكونات يهودية.

و مهما أن الاعلام الغربي وفروعه في الشرق الاوسط والخليج ، يعتبر أن “صفقة القرن” هي خطة سلام تعتزم الولايات المتحدة الكشف عنها في يونيو المقبل، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل.

وتبقى الخارجية المغربية في ” امتحان ” صعب ، هل يحضر المغرب للقاء قد لا يخدم ” القضية الفلسطينية ” او يشكل ” خطرا” على السلم بمنطقة الشرق الاوسط ، وبهذا الخصوص حذرت حركة ” حماس” عدد من البلدان العربية الاسلامية، مما وصفته ب ” الأهداف الخبيثة” من وراء أي خطوات أو أنشطة تمثل بوابة للتطبيع والانخراط العربي العملي في تبني صفقة القرن وتطبيقها، واعتماد الرؤية الإسرائيلية (نتنياهو- ترامب) لما يسمى السلام الاقتصادي لإنهاء القضية الفلسطينية’.

وأعلن بيان بحريني أمريكي مشترك، الأحد، أن المنامة ستستضيف بالشراكة مع واشنطن، ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان ‘السلام من أجل الازدهار’ يومي 25 و26 من الشهر المقبل.

وتستهدف الورشة جذب استثمارات إلى المنطقة بالتزامن مع تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك في أول فعالية أمريكية ضمن خطة ‘صفقة القرن’.

فهل هناك خطة ثالثة لدول عربية من أجل التصدي ل ” صفقة القرن” في ظل التحولات الجيوسياسية التي طبعت الشرق الاوسط والخليج، وفي عز مرحلة الانكماش بين علاقات عدد من الدول العربية، وعدم الاتفاق حول قضايا مصيرية، أم أن سلطة ” ترامب” سيكون لها تأثير على قرارات ومواقف دول عربية حول مصير ” القضية الفلسطينية” ؟.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نحن لم نحل حتى مشكل التعليم والصحة والعدل، فكيف لنا ان نحل مشكل فلسطين أو ان نساهمة في صفقة القرب بالقبول أو الرفض، يكفي ان تتمعن في وجوه الأحزاب السياسية وان تنظر لكريزمات الحكومة لتعرف اننا اقل بكثير من ما ندعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى