“طبال السحور ” نقرات تصارع التكنولوجيا لايقاظ الصائمين بطنجة

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

أضحى “طبال السحور” جزءا من طقوس شهر رمضان في مدينة طنجة ، كما ان الصائمين اعتادوا على توشيحاته وأنغامه وهو يحمل طبلة لايقاظهم دون أن تزعجهم نقرات الطبل التي تضفي على ليلي رمضان نكهة خاصة .

يُجمع الطنجاويون على ان “مهنة” “طبال السحور” او “المسحراتي” جزء من الموروث الثقافي والفني المقترن اساسا بالشهر الفضيل ، لكنها “مهنة” بدأت تفقد مكانتها تدريجيا امام الانتشار الواسع للوسائل التكنولجية الحديثة .

يواظب “عمي عبد السلام” خلال الشهر الفضيل حاملا طبله على كتفيه ، كل ليلة قبل أن يتبين للساكنة – أحد الأحياء الشعبية بطنجة – الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، أمضى الرجل الخمسيني سنوات طوال وهو يوقظ النيام ويكسر هدوء ليالي رمضان ، فهو معهود له أن يوقظ الناس في الأحياء والأزقة التي تدخل ضمن نفوذه الترابي ليتناولوا وجبة السحور، بل منهم من يطلب منه أن ينقر على بابه حتى يستيقظ .

يحكي “عمي عبد السلام ” للجريدة (هبة بريس) – التي تتبعت خطواته منذ بدأ جولته إلى نهايتها- حجم المهمة النبيلة المنوطة بالرجل الذي اختار “الطبل” للحفاظ على موروث ثقافي ، مقابل أجر “روحي” متمثل في دعوات الناس له في هذا الشهر الكريم ، وإن كانت بعض الأعطيات والتبرعات ومايخصص من حصص الزكاة “لعمي عبد السلام” تخفف من عناء تحمله لمشقة ايقاض الناس طوال الثلاثين يوما من شهر رمضان.

إلا أن التفاتة انسانية لمهنة “طبال السحور ” تبقى ضرورية علما أن الوزارة الوصية- وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية – وإلى حدود الثمانينات من القرن الماضي كانت تخصص تعويضات رمزية “للطبالين” لكن مع مرور الزمن أضحى “الطبال ” يكابد الصعوبات ويتحمل العناء وحده حفاظا على موروث ثقافي آخذ في الاندثار .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اش من طبال الله اهديكم
    والله إلى كل فجر كندعي فيه
    حسبنا الله ونعمة الوكيل فيه
    هنا في 2019 بنادم كيطبل فوق راسك
    ما كيحترمو لi عندو وليدات لي مريض ليعند والدين كبارٍ
    ((يا معشر مَن أسلم بلسانه، ولَم يدخل الإيمانُ قلبَه، لا تؤذوا المسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى