المهرجانات الفنية .. رهانات بهرجية وتهميش للفعل الوطني

ربيع بلهواري _ هبة بريس

غالبا ما تعكس المهرجانات المغربية مظاهر الفرجوية التي تنزاح عن المطلبية الفنية المراد بيها تهذيب الذوق العام وابراز المواهب التي من المفروض ان تتفتق في هكذا محافل خاصة ان التمويل العمومي لها يتضمن جوهرا ضمنيا يتمثل في التنمية الوطنية والسمو الادبي بمختلف انشطتها.

لكن مع استحضار ما هو موجود فالامر يشد عن الضوابط الفنية المسلم بها كونيا.اذ تفتقر غالبية المهرجانات لعنصر الابداع وتتجه للتقليد الذي يحولها الى بوثقة من الاحتفالات الكربونية ذات الملامح الباهتة ابداعيا. هذا دون ان تتدخل الجهات الفنية الوصية التي تشهد هذا اللغط المتمثل في التيمات الثقافية والورشات الفنية المتشابهة والناشزة نقديا في احيان كثيرة وذلك دون ان تتدخل لكي تنتصر للابداع الحقيقي والعمل الجاد.

المهرجانات في المغرب لم تعد مشتلا للمواهب المحلية والوطنية وهذه حقيقة ظاهرة باعتبار الخنوع السمج لاصحاب هاته المهرجانات لمحددات المرحلة والمتمثلة في التمضهر البهرجي واكتساب التسويق الاعلامي وذلك باستجلاب الفنانين الاجانب على حساب الابداع الوطني الذي يراهن عليه في الانتشار العابر للحدود. وهنا يسجل التناقض الصريح بين المامل الفني الذي يروجه الكثيرون والسياسية الوظيفية والفعلية لهاته الفعاليات التي تستجدي النجاح الجماهيري والاعلامي لا غير.

صحيح ان المقاربة تقبل ومضات هنا وهناك باعتبار ان الامر لا يخلو من الكفاءات الوطنية التي تساهم في تكريس الجانب الابداعي وبامكانياتها الخاصة. غير ان القراءة الشمولية تستوجب وقفة تاملية لتفكيك الاعطاب يليها تنزيل سياسات تثمن الفن الوطني وتستجدي انتشار روافده على جميع المستويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى