جوارديولا يظهر الوجه القبيح في الشدائد

يظهر مدرب مانشستر سيتي جوسيب جوارديولا، بهيئة الرجل اللطيف أينما حلّ، فهو لبق في التعامل ومتّزن في المؤتمرات الصحفية، ويشيد دائما بالمنافسين.

لكن للمدرب الكتالوني وجهًا آخر لا يظهر إلّا نادرا، خصوصا عندما يكون في موقف يصعب عليه الاحتفاظ برباطة جأشه وهدوئه سواء خلال المباريات أو في المؤتمرات الصحفيّة.

هذا الوجه ظهر أمس الإثنين، عندما خسر مانشستر سيتي أمام مضيفه ويجان أتليتيك (0-1) في ثمن نهائي مسابقة كأس إنجلترا لكرة القدم، ليفقد فريق السيتزينز إمكانيّة الفوز بأربعة ألقاب في موسم واحد بقيادة “الفيلسوف” الإسباني.

وقبل نهاية الشوط الأوّل بقليل، تعرّض لاعب مانشستر سيتي فابيان ديلف للطرد بعد عرقلته أحد لاعبي الفريق المنافس، واشتاط جوارديولا غضبا من الطاقم التحكيمي، معتبرا أن حكم الساحة تأثر باعتراض مدرب ويجان بول كوك على عدم طرد اللاعب الإنجليزي، بعدما بدا الحكم عازما على إشهار البطاقة الصفراء فقط.

ولم يتوقّف الأمر عند ذلك، بل أمر جوارديولا مدرّب ويجان بالتوجه إلى منطقته، قبل أن يلحق به بعد إطلاق الحكم صافرة نهاية الشوط الأوّل، في النفق المؤدّي لغرفة تغيير الملابس، ليدخل معه في نقاش حاد، كاد يتطوّر إلى شجار لولا تدخّل العقلاء.

الوجه الآخر لجوارديولا، ظهر للمرة الأولى خلال مسيرته التدريبية، في موسمه الأوّل مع برشلونة، حينها لم يكن مقتنعا بقدرات المهاجم الكاميروني صامويل وإيتو، وفي إحدى المرّات، سجّل برشلونة هدفا وكان إيتو جالسا على مقاعد البدلاء، لينهض ويحاول الاحتفال مع مدرّبه من خلال شدّه من كتفه، إلّا أن المدير الفني لم يرق له الأمر، ونظر إلى لاعبه نظرة حادّة وكأنّه ينوي قتله.

وتأثّر جوارديولا كثيرا من الصراع الشرس الذي جمعه بالمدرّب جوزيه مورينيو خلال فترة تدريب الأخير لريال مدريد، وكان “بيب” يعاني لمحاكاة أسلوب البرتغالي، بيد أنّه رفع الراية البيضاء في إحدى المؤتمرات.

وصرّح حينها قائلا قبل مباراة برشلونة أمام ريال مدريد: “في هذه الغرفة (غرفة مؤتمرات ريال مدريد الصحفيّة)، إنّه (مورينيو) الزعيم، إنه الرجل اللعين، ولا أستطيع مجاراته هنا، إذا أراد برشلونة مدرّبا يمكنه مجاراته، فعليه البحث عن مدرّب آخر”.

وتمتّع جوارديولا بعلاقة دافئة مع الإعلام الألماني أثناء فترة وجوده كمدرّب لبايرن ميونيخ، إلّا أنه فقد أعصابه، في إحدى المباريات خلال موسمه الأخير مع الفريق البافاري، إذ انفعل بشكل جنوني في وجه جوشوا كيميتش، في وقت انشغل فيه اللاعبون بتهنئة بعضهم بعد الفوز، ركّز جوارديولا على توبيخ اللاعب الشاب الذي بدا وكأنّه يحاول استيعاب ما يحدث.

أمّا في انجلترا، فيتذكّر الجميع كيف توجّه جوارديولا بعد فوز مانشستر سيتي في اللحظات الأخيرة على ساوثهامبتون بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، نحو لاعب الخصم ناثان ريدموند، وصرخ في وجهه مطالبًا بتقدم فريقه نحو الهجوم بدلا من التقوقع في الخلف للحفاظ على نقطة تعادل، الأمر الذي أثار حفيظة الإعلام الإنجليزي وقتها، واعتبر أن المدرب الإسباني يبحث عن الاستعراض أمام عدسات التلفزيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى