سكان أكادير محرومون من السينما والتنمية

بعدما تم إقفال كل من سينما السلام وهي المأثرة التاريخية التي لم ينل منها زلزال 1960 …وبعدما تم إغلاق سينما ريالطو بصفة نهائية، وقبلهما سينما صحراء… أصبح سكان مدينة أكادير على غرار سكان كافة مدن سوس ماسة محرومون من السينما.

وما زاد الطين بلة، هو بروز رغبة لدى مالكي سينما صحراء لبيعها لتتحول إلى مشروع عقاري سيطمس جزءا مهما من ذاكرة أكادير وذاكرة المغرب الجمعية.

يقع هذا أمام صمت غير مفهوم للسلطات وللمجالس المنتخبة ومصالح وزارة الثقافة.

مجموعة من الفاعلين الجمعويين يتقدمهم الصديق رشيد فسيح قادوا عريضة لمطالبة مجلس المدينة لاقتناء سينما صحراء واعادة ترميمها لتفتح خدماتها أمام الساكنة وزوار المدينة.

هي مبادرة خلاقة ونوعية، ولكن لحدود الساعة يظهر أن مجلس أكادير مشغول بمشاكل أعضائه الداخلية وباختيار أسماء شرقية لتسمية شوارع المدينة وأزقتها اكثر من الانشغال بالمحافظة على معالم المدينة وتروثها المادية واللامادية والعمرانية.

للأسف أن مدينة أكادير رغم توفرها على مؤهلات سياحية وساحلية وتجارية وصناعية مهمة، إلا أنها تعيش في ظل أزمة تدبير وإشعاع تنضاف إلى التهميش الذي تعاني منه من طرف السلطات المركزية التي تستغل الضرائب التي تستجمع منها في مشاريع أخرى لا علاقة للمدينة بها.

كما أن الكل في أكادير يعلم أن هناك من ينتقم من الساكنة لأنهم صوتوا لولاية ثانية للقباج واستتبعوها بتصويت ثان للائحة المالوكي المغضوب عليها، وكأن لسان حال جهاز الداخلية يقول للساكنة: أنتم اخترتم فعيشوا ويلات اختياركم.

قبل أشهر، التأم عديد من الفاعلين المدنيين في تنسيقية للمناداة بإنقاذ أكادير، ولكن أصواتهم بحت من كثرة الصراخ دون استجابات تذكر، كما أن الفاعل الجمعوي رضا الطاوجني الذي كان يوثق بالصوت والصورة لبعض الحفر والاعوجاجات في تسيير مجلس المدينة ناله ما ناله من محاكمة كان وراءها رئيس البلدية نفسه.

العديد من الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية ومحلات الصناعة التقليدية أغلقت أبوابها، في ظل وضع اقتصادي يزداد ركودا يوما بعد يوم… العديد من رؤوس الأموال هربت نحو الخارج، وحتى المهاجرين من أبناء المنطقة كفوا عن الاستثمار في بلدهم الأصل، فتوقف العمران وتوقف الاستثمار وتوقفت السياحة والثقافة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى