أزمة الأغنية المغربية بين الحاضر والمستقبل

عدد أنماط وأشكال الأغنية المغربية يجعل من الحديث عن أزمتها حديث ذو شجون لأنه يستحضر ماضي وحاضر هذه الأغنية التي تم اختصار أزمتها في “الأغنية العصرية” وكأن الموسيقى الأندلسية وموسيقى الملحون والطقوقة الجبلية والمرساوي بفروعه الامازيغية والريفية والأهازيج ..هي أنماط غريبة عن جسم الموسيقى المغربية ولا تكمل خريطة الغناء في هذا البلد الشمال إفريقي .

العديدون يشكون أن هناك انحدارا خطيرا تعرفه الأغنية المغربية في الوقت الراهن بشهادة كثير من الأطراف إذ باتت تفتقر من جهة إلى الفكرة ومن جهة أخرى إلى رسالة مرتبة القسمات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الوضع راجع ل»رداء الرداءة» الذي تلبسه من كلمات وألحان وأصوات، ليهوى بها من عل ويغرقها في مستنقع «الابتذال»؟ أم السبب هو تدني الذوق العام وقبله عدم توفر الوجدان، أم إحجام الإعلام وإسهامه في طمس معالمها؟ أم ثمة دواعي أخرى تتطلب منا أكثر من جرة قلم؟
فأن يفوز مغني شاب في استفتاء أثيري على الدكتور «المهدي المنجرة» يجعلنا أمام اعتراف قوي بأن الأغنية الشبابية بكل انفلاتاتها، تحاول جاهدة سحب البساط من تحت أرجل قيمنا وأخلاقنا
وتقاليدنا، حتى نصل إلى ترديد أغاني فارغة بلا شكل ولا مضمون، يتماهى معها الجمهور وخاصة الناشئ منه، معلنا الثورة على أفكار وقوالب جمالية وأخلاقية حرص على تسليمها من جيل إلى جيل.

أما آخرون فيرون أن أزمة الأغنية المغربية العصرية حسب أكثر من متدخل في المجال ليست بكل هذا القبح الظاهر فبمجرد توفر مؤثرات فنية وتسويقية بالدرجة الأولى ستنهض لا محال بشكلها وانتشارها، وهي متطلبات أساسية لنجاح أي مشروع غنائي ،ينضاف إليها الجو العام المساعد على الخلق والإبداع والابتكار في منظومة لا تتجزأ بحيث يصبح معها ضعف المتطلبات المادية أحد أهم انفراط سلسلة مكونات الأغنية المغربية بالضرورة أزمة مخيال وإبداع أو أزمة أصوات أو كتاب كلمات أو عزف وتوزيع موسيقي بقدر ماهي أزمة إمكانات تتمثل في ضعف المتطلبات المادية لإنتاج الأغاني بدأ (بالكلمات إلى اللحن مرورا بالمطرب أو المطربة إلى التوزيع الموسيقي والعزف.

وعلى الرغم من أن شهرة الفنانين المغاربة نادراً ما تتخطى حدود العالم العربي، يبقى بعض الفنانين استثناء كحاتم عمور، سعد المجرد، ردوان وآخرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى