مجموعة (OCP) تنجز بالجرف الأصفر أكبر محطة لتحلية مياه البحر بالمغرب

أحمد مصباح – الجديدة

تفعيلا لاستراتيجية المنجمية والصناعية التي أطلقتها، وضعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) حماية الموارد الطبيعية في صلب أولوياتها. ومن أجل هذه الغاية، كان لزاما العمل على ترشيد الموارد المائية التي تستخدم في جميع مراحل استغلال الفوسفاط، من الاستخراج إلى التثمين الصناعي. لهذا، فقد كان التحدي الرئيسي هو الربط بين الاستخدام المعقلن للمياه، وتلبية احتياجات التجهيزات المنجمية والصناعية للمجموعة الفوسفاطية.
فبعد أن كانت تبلغ 63 مليون متر مكعب، سنة 2010، ستتجاوز احتياجات الموارد المائية 160 مليون متر مكعب سنويا على المدى البعيد، وهو ما يعادل متوسط استهلاك جهة الدار البيضاء-سطات من المياه.
هذا، وبغية ضمان تدبير مندمج ومستدام للموارد المائية، وضعت مجموعة ل(OCP) “برنامج المياه” الذي يرتكز على محورين أساسيين، هما: ترشيد استعمال المياه في جميع مراحل سلسلة الإنتاج (الأنشطة المنجمية، النقل، عمليات التثمين)؛ وتعبئة موارد المياه غير الاعتيادية (معالجة المياه العادمة، وتحلية مياه البحر).
25 مليون متر مكعب من مياه البحر المعالجة في المرحلة الأولى:
تستثمر مجموعة OCP في تحلية مياه البحر لتغطية إجمالي الحاجيات الإضافية التي يتطلبها برنامج التحول الصناعي، دون اللجوء إلى مصادر المياه غير الاعتيادية. وهكذا، يتم تزويد المنصة الصناعية للجرف الأصفر من طرف أكبر محطة لتحلية مياه البحر بالمغرب، بطاقة سنوية تصل إلى 25 مليون متر مكعب سنويا. وسيمكن مشروع التوسعة المقرر سنة 2021، من الوصول إلى طاقة إجمالية في حدود 40 مليون متر مكعب سنويا.
وتجدر الإشارة إلى أن إنجاز المرحلة الأولى من هذه المحطة، تطلب استثمارا في حدود 850 مليون درهم.
وهكذا، فقد تم خلق 56 منصب شغل مباشر، ومن المنتظر أن يصل هذا العدد إلى 80 منصب شغل على المدى البعيد. وخلال مرحلة الإنجاز، تمت تعبئة 375000 يوم عمل، 93٪ منها من الموارد المحلية، كما استقبل هذا الورش 37 مقاولة للمناولة 30 منها وطنية.
الجرف الأصفر، منصة ملتزمة بالترشيد المعقلن للمياه:
تمتد المنصة الصناعية للجرف الأصفر، التي تعتبر أكبر موقع في العالم لتثمين الفوسفاط ومشتقاته، على مساحة 1800 هكتار، وتضم مجموع الأنشطة الصناعية والمينائية، وكذا، البنيات التحتية للتخزين، التعبئة والمناولة.
ومن أجل ضمان قدرة معالجة في مستوى تطلعات المجموعة في هذه المنصة، تم تجهيز محطة تحلية مياه البحر بخمس وحدات تقنية، توفر كل واحدة منها وظيفة محددة:
• وحدة لضخ مياه البحر، ترتبط مباشرة بقناة رئيسية تغذي منصة المحيط الأطلسي بصبيب يصل إلى 7500 متر مكعب في الساعة، إلى جانب محطة فحص لإزالة الطحالب والعوالق يفوق حجمها ثلاثة ميلمترات؛
• وحدة المعالجة القبلية لمياه البحر، ترتكز على مبادئ التخثر والتكثيف عبر الهواء الساخن والتعويم، وتمكن هذه العملية الثلاثية من إزالة العوالق، الزيوت والدهون؛
• وحدة التصفية الذاتية لإزالة الجسيمات الدقيقة؛
• وحدة الأسموزية المعاكسة لضمان إزالة الكلوريد (عن طريق ترشيح عالي الدقة)، مكونة من ستة سلاسل تشمل هي الأخرى ست وحدات للضخ بالضغط العالي (54-65 بار)، وستة أنظمة لاسترجاع الطاقة (بدالات للضغط تمكن من تقليص 60٪ من الطاقة الكهربائية المستهلكة)؛
وحدة لمركز المعالجة تتضمن إضافة ثاني أوكسيد الكربون والكلس، بغية تعديل المميزات الواجب توفرها في الماء الصالح للشرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى