35 سنة سجنا لثلاثة كولومبيين وإسبانيين من كارتيل الاتجار الدولي للكوكايين بالجديدة

أحمد مصباح – الجديدة

وزعت الغرفة الجنحية لدى ابتدائية الجديدة، أمس الثلاثاء، 46 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية بقيمة 3 ملايير و280 مليون سنتيم لفائدة إدارة الجمارك، على دفعة جديدة من المتورطين في كارتيل الاتجار الدولي في الكوكايين، وهم 3 كولومبيين وإسبانيان ومغربي، قضت ب7 سنوات سجنا في حق كل واحد منهم، ومغربي آخر أدانته ب4 سنوات سجنا.
وكانت الغرفة الجنحية ذاتها قضت، الخميس 21 مارس الماضي، ب 45 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية بقيمة 3 ملايير و600 مليون سنتيم لفائدة إدارة الجمارك، في حق 8 متورطين من مافيا الاتجار الدولي في الكوكايين، التي فككتها السلطات الأمنية بالمغرب، شهر دجنبر الماضي.
هذا، وكانت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة، التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أوقفت، صباح السبت 08 دجنبر 2018، سبعة أشخاص علاقة بارتباطهم بشبكة إجرامية عبر وطنية، كانت تنشط في مجال الاتجار الدولي لمخدر الكوكايين، بين كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وذلك في عملية نوعية تمت بناءا على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وتتويجا للمجهودات الحثيثة والمتواصلة المبذولة في مجال مكافحة الشبكات الإجرامية المتخصصة في التهريب الدولي لمخدر الكوكايين.
وقد مكن هذا التدخل الأمني من حجز شاحنة مسجلة بالمغرب، محملة بثلاثين رزمة من مخدر الكوكايين العالي التركيز، يناهز وزنها الإجمالي حوالي طن وأربع كيلوغرامات، علاوة على زورقين مطاطيين، وجهاز تحديد المواقع بالإحداثيات GPS، ومحرك مائي، وسيارتين رباعيتي الدفع، إحداهما موصولة بمقطورة.
الشحنات المحجوزة من مخدر الكوكايين، قد تم تهريبها بحرا من إحدى دول أمريكا اللاتينية، بواسطة سفينة تجارية، قبل أن يتم تفريغها في عرض المياه الإقليمية للمملكة، ونقلها بعد ذلك على متن باخرة للصيد الساحلي، في اتجاه سواحل مدينة الجديدة كمرحلة أولى، ثم شحنها في اتجاه الشاطئ المقابل لغابة “بونعايم”، بواسطة زوارق مطاطية، ونقلها بعد ذلك برا على متن شاحنة لنقل الخضروات.
وقد أثبتت الخبرات التقنية المنجزة أن الشحنات المحجوزة هي من الكوكايين الخام عالي التركيز، الذي يفرز كميات مضاعفة في حدود عشر مرات تقريبا، بعد إخضاعها لعملية التقطيع، ومزجها بالمواد الكيميائية والمؤثرات العقلية.
هذا، وواصل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تحرياته في هذه القضية، للكشف عن الامتدادات الإقليمية والدولية لهذه الشبكة الإجرامية، ورصد ارتباطاتها سواء داخل المغرب أو خارجه، مع المافيا الدولية والكارتيلات الإجرامية في دول أمريكا الجنوبية.
إلى ذلك، فقد مكنت الأبحاث والتحريات التي باشرها على قدم وساق الدرك البحري بالجرف الأصفر، التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، بحثا عن السفينة الضالعة في تهريب شحنات الكوكايين، موازاة مع الأبحاث التي أجراها ال(بسيج) في عرض سواحل الأقاليم الجنوبية، وتحديدا سواحل الداخلة، وكذلك، في عرض سواحل طنجة، شمال المغرب، (مكنت) من تعقب سفينة الصيد البحري، التي انقطعت الاتصالات بها، طيلة 15 يوما، والتي رست، السبت 8 دجنبر 2018، بميناء الصيد البحري بعاصمة دكالة. حيث غادرها لتوهم البحارة و”الرايس”، بعد تنظيفها بدقة وعناية، وتركوا فقط على متنها “العساس”.
السفينة مسجلة بآسفي، وكانت غادرت ميناء مدينة أكادير، السبت 24 نونبر 2018، وتزودت، الثلاثاء 27 من الشهر ذاته، بالوقود، في ميناء بوجدور، الذي غادرته إلى وجهة مجهولة في عرض السواحل المغربية، وانقطع من ثمة كل اتصال بها، ومعرفة موقعها وتموقعها في عرض سواحل المحيط الأطلسي، بعد أن عمد قائد سفينة الصيد البحري (الرايس)، إلى تعطيل جهاز تحديد المواقع بالإحداثيات GPS، وأصبح “غير مشغل” هاتفه النقال، على غرار هواتف ال10 بحارا، الذين كانوا على متن الباخرة.
وبالمناسبة، فقد بلغ عدد الأشخاص الموقوفين، الذين يرتبطون بشبكة إجرامية عبر وطنية، التي كانت تنشط في مجال الاتجار الدولي لمخدر الكوكايين، بين كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا، (بلغ) أكثر من 20 شخصا، تم تقديمهم جميعا أمام وكيل الملك بابتدائية الجديدة، ضمنهم المدبر الرئيسي للعملية، وثلاثة كولومبيين وإسبانيان، ودركيون، ومساهمون ومشاركون من ذوي السوابق القضائية في مجال الاتجار في المخدرات، والذين تم استغلال خبراتهم وتجاربهم الواسعة، لإنجاح هذه العملية الإجرامية. وقد أمر قاضي التحقيق الجنحي، بعد إحالتهم عليه، بإيداع بعضهم في السجن المحلي بالجديدة، وبعضهم الآخر في سجن عكاشة بالدارالبيضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى