طالب بسلك الماستر سمّاك يُعطي دروسا للجالسين على حائط المبكى “فيديو”


محمد منفلوطي_هبة بريس

عبد العالي حوضي، شاب متزوج وأب لثلاثة أطفال، سمّاك بمدينة سطات، استطاع أن يتربع على قائمة الطلبة المجدين بسلك الماستر كطالب باحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية تخصص قانون العام المعمق.

ارتأت هبة بريس، أن تقابل هذا الشاب العصامي الذي اتخذ من مكان بشارع بحي مجمع الخير بقلب عاصمة الشاوية مأوى له ورفيق دربه الذي يتابع بدوره دراسته الجامعة لنيل شهادة الإجازة، هاذين الشابين اللذين اتخذا كما سلف الذكر مكانا بسيطا لبيع السمك الطري في غياب أي دعم من الجهات المانحة، وكلاهما أمل أن يستيقظا يوم من الأيام على أمل بزوغ فجر جديد بشمس ساطعة تزيح ظلمة ليالي حالكة لواقع غياب فرص الشغل بهذه المدينة التي تعد عاصمة الشاوية فلاحيا وموقعا استراتيجيا ومجمعا صناعيا ظل حتى الأمس القريب يحتضن المئات من شباب المنطقة الباحثين عن لقمة عيش كريمة قبل أن يتحول إلى أطلال لتأخذ البطالة منهم مأخذ الجد.

ارتأت كاميرا هبة بريس، أن تسلط الأضواء عن مثل هاته النماذج الشبابية التي استطاعت أن ترسم لنفسها خارطة طريق نحو بر الأمان في تحدي صريح وواضح لظروف الواقع وبعزة نفس عنوانها الأبرز “اليد العليا خير من اليد السفلى”، باعثين رسائل قوية لبعض الشباب الذين فضلوا الجلوس على قارعة الطريق أو بزوايا الدروب ينتقدون يقتنصون الفرص، معلقين فشلهم على الغير وعلى حائط المبكى نشروا همومهم ينتظرون السماء أن تجودهم عليهم ذهبا أو فضة.

حــــــاول هذا الشاب ورفيق دربه أن يؤسسا لنفسيهما مورد رزق متوكلين على الله عز وجل نعم المولى ونعم الوكيل، دون أن ينهجا سياسة التسول والتوسل على أبواب المانحين دعما، حاولا أن لا يلتفتا إلى الوراء ولا يكثرتا لكلام المنتقدين، يبدآن يومهما بجد ونشاط وابتسامة في وجه الزبون الذي يبادلهما الإحساس ذاته، ما أن ينهيا عملهما حتى ينخرطا في تنظيف المكان من بقايا ما اقترفته أياديهما ليتركاه في حلة جديدة استعدادا لاستقبال يوم جديد، عكس أصحاب بعض العربات المجرورة بالدواب من بائعي الخضر والفواكه على أبواب المساجد الذين ما أن ينتهوا من نشاطهم التجاري حتى ينصرفوا ويتركوا المكان غارقا في الأزبال.

عبد العالي حوضي، الطالب الباحث في سلك الماستر السنة الثانية، ابن حي بام بسطات، هناك مسقط رأسه وهناك ترعرع وشبّ وتشبع بالفكر الجمعوي والاعتماد على الذات، لم ينتظر الزمن يمر دون أن يؤسس لنفسه أسرة صغيرة مكونة من الزوجة وأطفاله الثلاثة، تابع دراسته الابتدائية والثانوية وصولا إلى مقاعد الجامعة، هناك ظل يجد ويكد واسمه على سبورة النتائج يتربع حتى تمكن من ولوج مسلك الماستر وكله طموح وأمل أن يتوج مساره الجامعي بالحصول على شهادة الدكتوراه.

قد يقول قائل جاحد، أو متعنت جاهل، إن كل هذا إنما هو من تجليات كاتب المقال ليس إلا.. ونحن نقول له: على مهلك يا هذا! فالهدف من هذا كله هو بعث رسائل لأولئك الجالسين على حائط المبكى من شباب فقدوا الثقة في أنفسهم، مفادها ” أن كل شيء ممكن، توقفوا عن التشكيك في القُدرات ودعوا أحكام القيمة، إذا كان لديكم أفكار تريدون تحقيقها ابدؤوا بتنفيذها فورا فلن تخسروا شيئًا إذا فعلتم ذلك…”

باقي الرسائل ضمن الفيديو التالي:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى