التأسيس للنسخة النسائية الأصيلة للموسم القرآني “لالة تعلات” باشتوكة أيت باها

محمد ضباش - هبة بريس

في مبادرة متميزة، قامت مستفيدات عدد من الكتاتيب والمدارس القرآنية بمنطقة أولاد تايمة وسيدي بوموسى وأضارنومان بتارودانت بتأطير من عدد من المرشدات الدينيات، يوم الخميس 21 مارس 2019، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتارودانت واشتوكة أيت باها، بوضع اللبنة التأسيسية الأولى للموسم النسائي الأصيل “لالة تعلات” بجماعة تسكدلت بإقليم اشتوكة أيت باها، والذي يروم تأسيس ملتقا نسويا يوازي ويشابه الموسم السنوي “لالة تعلات” الرجالي، وينبني على احترام آداب الزيارة وفق المبادئ والأخلاق الإسلامية الفاضلة، ويشكل فضاء لصلة الوصل بين حاملات كتاب الله وتدارس القران و التفقه في الدين، بعيدا عن كل المخالفات والشركيات والظواهر الغريبة التي تعكر جمال تنظيم الموسم وتحوره عن مغزاه وأهدافه.

ويعد الموسم السنوي “لالة تعلات” باشتوكة أيت باها، من بين أبرز المواسم الدينية على المستوى الوطني الذي يحج إليه الآلاف من حملة كتاب الله من أئمة و فقهاء و طلبة المدارس العتيقة من مختلف ربوع المملكة المغربية الشريفة، حيث تتم تلاوة القرءان الكريم بشتى الروايات بالإضافة إلى إلقاء الدروس و المواعظ الدينية، وينعقد بداية كل شهر مارس الفلاحي من كل سنة، حيث يخصص الأسبوع الأول للرجال، ويختص الأسبوع الثاني بالنساء الزائرات، اللائي يضاعف عدد حضورهن عدد الرجال الزوار، غير أن بروز بعض الظواهر الغريبة التي تشين الموسم وتزيغ به نحو الجهل والشرك خاصة في أيامه المخصصة للنساء، حركت عدد من الفاعلين والأئمة والمهتمين بالمجال الديني إلى محاولة سن عادة سنوية حميدة ترتكز على جلب حاملات كتاب الله ومستفيدات المدارس القرآنية العتيقة والعصرية لزيارة الموسم على غرار الموسم الرجالي، بتأطير من عدد من المرشدات الدينيات المتمكنات، ووفق الآداب والأخلاق الإسلامية الفاضلة، التي تشمل الدعاء للوالية الصالحة “تعلات”، والاقتداء بسيرتها الحميدة وأخلاقها النبيلة ومعاملاتها السمحاء، والذكر وتلاوة القران الكريم بمختلف الروايات وتدارسه، وحضور الندوات والحلقات الدينية والعلمية المنظمة في هذا السياق.

هذا ويذكر أن الاحتفال بموسم “لالة تعـلات” بدأ العمل به بعد وفاتها بـ: 48 سنة، أي تقريبا سنة 1255 هجرية، واستمر دون انقطاع منذ ذلك الحين إلى الآن، والوالية الصالحة “تعلات” او ” رابعة العدوية السوسية” هي فاطمة بنت محمد، من بني علا الهلالية، وأصلها من بني عبلة، فرع من “بني الحسن” قبيلة تَاسْكْدْلْتْ، توفيت عام 1207هـ، الموافق لسنة 1793 ميلادية، وقال عنها معاصرها العلامة سيدي امحمد الحضيكي فِي كتابه الطبقات: “رابعة زمانها كانت رضي الله عنها اليوم من الصالحات، القانتات، الصابرات، الخاشعات، الذاكرات لله كثيراً.. قد انتشر صيتها، وعم بلاد السوس والغرب، وأثنى عليها الناس، وفشا وذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة في جميع الناس.”.، كما أشار صاحب الطبقات كذلك إلى بعض كراماتها، فقال عاطفاً عليها: “حتى إنها تحضر مع الأولياء الصالحين، والصالحات في بيعة بعض ملوك المغرب.. ” ولا شك أنها عالمة وفقيهة، لأن مؤرخ “ئلالن” (هلالة) العلامة المرحوم سيدي محمد البقدوري ذكر فِي كتابه: تاريخ قبائل هلالة “أن لها قصائد شعرية كثيرةً باللغة الأمازيغية السوسية فِي موضوع التوسل، والنصائح، ومدح الرسول… “.

تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق