حتى لا نقتل الأشياء الصالحة باسم “الإنتماء الرياضي”.

بقلم : سعيد جعفر

تتداول صفحات فايسبوكية محسوبة على فريق الرجاء البيضاوي العتيد خبرا بعنوان “مدير ثانوية ودادي يمنع تلاميذ من الدراسة لأنهم رجاويين”.

وبغض النظر عن التقدير التي يستحقه فريق الرجاء البيضاوي كفريق يمثل رأسمالا لاماديا للوطن وللمغاربة، ويمثل هوية رياضية ليس فقط لمحبيه ومحباته ولكن للمملكة المغربية إلى جانب الفرق الرياضية المغربية ولا سيما تلك التي تدأب على تمثيل المملكة في المسابقات القارية والدولية.

وبغض النظر كذلك عن المهمة والوظيفة الرئيسية التي على أساسها أسس فريق الرجاء و باقي الفرق الوطنية وهي تربية الجماهير والمحبين على الروح الرياضية وإحترام الآخر، واحترام المؤسسات والقانون، والتمثيل الإيجابي للمملكة في الخارج.

إذن هذا بالضبط هو المنتظر من مسؤولي ومحبي فريق الرجاء البيضاوي ومسؤولي ومحبي كل الفرق الوطنية لا سيما تلك التي تملك قاعدة جماهيرية واسعة.

لكن في موضوع الخبر أعلاه هناك ملاحظات لا بد من إثارتها حتى لا نهدم الصالح بسوء فهم و “تعصب” رياضي لا تفسير له.

1-الثانوية المقصودة في المقال هي ثانوية تأهيلية من بين أفضل الثانويات على مستوى نيابتها وعلى مستوى أكاديمية الدار البيضاء الكبرى، دليلها النتائج الجيدة جدا لتلامذتها والتحاق كثيرين وكثيرات منها بالمعاهد العليا في الهندسة والأقسام التحضيرية وبكليات الطب ومدارس التميز وغيرها من مدارس الاستقطاب المفتوح.

2- الثانوية المقصودة تضم خيرة الأساتذة المجربين في المواد التقنية والعلمية والأدبية وعددا من الأساتذة حاملي الدكتوراه في تخصصات البيولوجيا والفيزياء والرياضيات والدراسات العربية والدينية و اللغات و الفلسفة.
بل أن المدير المعني هو نفسه حاصل على الدكتوراه في ديداكتيك الرياضيات ودبلوم الدراسات العليا في الرياضيات.

3- الثانوية المقصودة هذه السنة نظمت ملتقى ناجحا للابتكار ونظمت ملتقيات ناجحة في الطاقات المتجددة ومن بين أنشط المؤسسات على مستوى الأنشطة الموازية.

4- الثانوية المقصودة في الخبر معروفة لدى ساكنة الأحياء المحيطة بها بسمعتها كثانوية جيدة بضبطها للتلاميذ و بجودة تعليمها وجودة نتائجها،
ولا بد من التنويه من باب التوضيح أن تلاميذتها يسمونها منذ زماااان بالمقاطعة أو الكوميسارية بل ويدخلون تعديلا على كلمات اسمها لتدل على القسوة والقهر،

ويقصدون بذلك صرامة إدارتها وأساتذتها في التعامل مع الهندام وقصات الشعر والألبسة ذات الدلالات الرياضية وغيرها.

5- الثانوية المقصودة تتلقى دائما عناية وتقديرا خاصين من المديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية وبدون شك الوزارة قياسا على النتائج التي يحصل عليها تلاميذها وتلميذاتها والتي تؤهلهم كما سبق للالتحاق بمدارس الاستقطاب المحدود كما سبق.

ولننبه كذلك،

إلى أن هذه المؤسسة ورغم الجهد الكبير الذي تقوم به إدارتها وأطرها الإدارية وأطرها التربوية من أجل القيام بالتربية الى جانب التعليم الذي تقوم به على أحسن وجه بدليل النتائج كما سبق،

فهي هذه السنة تحديدا تعاني من نقص في الأطر الإدارية بمعدل -حراسة عامة مما يجعل مهام الضبط صعبة جدا لا سيما اذا علمنا أن مجموع التلاميذ يتجاوز 1500 تلميذ بحارس عام واحد ومعيدين اثنين.

وسط مثل هذا الوضع قد يتوفر للتلاميذ هامشا اضافيا للحركة وهنا تأتي صعوبات التربية لمن لا يشتغل بقطاع التعليم،
فتكثر سلوكات قصات الشعر و الألبسة التي لا تنضبط للقوانين الداخلية للمؤسسات التعليمية،

وهنا يأتي لباس الفرق الرياضية والذي يتحول من لباس رياضي مكانه الملعب و الفضاء العمومي إلى لباس يحل محل لباس العمل أو لباس الدراسة.

وختاما ما هي الآثار السلبية لمثل هذا الخبر على ثانوية متميزة كالثانوية المعنية؟

1- قد لا نلوم التلاميذ الذين نشروا الخبر بتلك الطريقة فهم في نهاية المطاف تلاميذ مراهقون و من العادي أن يصدر منهم مثل هذا السلوكات التي نتعامل مع العشرات منها يوميا ببيداغوجيا عالية،
لكن المشكل أن يعاد تدوير الخبر منا نحن الذي يسمح لنا عمرنا وخبراتنا بأن نكون “ناضجين” سواء من محبي الرجاء البيضاوي أو الوداد البيضاوي او باقي الفرق الوطنية، وهنا تكبر المشكلة لأنه يصبح، وبدون شك بغير قصد، تشجيعا لمراهقين على عدم احترام القانون، بعد ان يكون الهدف الحقيقي والمقدس هو الدفاع عن حقهم الطبيعي في التعبير عن اختياراتهم، وبالتالي تضييع باقي التلاميذ غير المحبين للكرة من غير الرجاويين والوداديين في الاستقرار المطلوب للمؤسسة وبالتالي للتعليم.

في هذا الموضوع بالذات هناك عمل اداري يجب القيام به وهو عمل اخترازي من صميم عمل مديري المؤسسات التعليمية بموجب الفصل 85 من قانون الالتزامات والعقود حيث “يسأل المعلمون ومسؤولو الشبيبة والرياضة عن الأخطاء الصادرة عن الأطفال والمتدربية خلال مدة رقابتهم”.

ويضاف ءليها أنه كانت عملية اكتتاب لشراء فلامات قد تستخدم في المؤسسة أو غيرها لذا كان من الأسلم تفريق التلاميذ ثم الزامهم بستر الفانيلة بلباس محايد والدخول متفرقين مع رفع حالة اليقظة من الاداريين حتى لا تقع مشكلة اكبر داخل المؤسسة.

لنتخيل لو ان مدير المؤسسة لم يقم بمثل هكذا اجراء ووقع مشكل اكبر ادى الى حريق أو جروح أو تبادل للضرب والجرح او القتل لا قدر له،

من سيتحمل المسؤولية؟ وكيف سيتم التبرير للوالدين والأسر ومؤسسات الوزارة وللوطن والتاريخ؟

إن أي مدير مؤسسة عاقل كان سيقوم بنفس السلوك الاحترازي والذي يتحمل مسؤوليته بموجب الفصل 85 من ق ل ع.

وأي رجل لا يعرف جيدا طبيعة هذه المسؤولية كان سيتصرف بعاطفة جياشة و حب عاطفي حتى اذا وقع ما لم يكن في الحسبان سيبدا في جلد المؤسسة والإدارة على تفريطها وعدم قيامها بالمتعين

تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق