المغرب جعل من تحقيق التنمية البشرية المستدامة لإفريقيا أولوية ضمن عمله الديبلوماسي

أكد السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، السيد محمد مثقال، أمس الثلاثاء ببوينوس أيريس، أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل من تحقيق التنمية البشرية المستدامة بافريقيا أولوية ضمن عمله الديبلوماسي.

وأوضح السيد مثقال، في اجتماع وزاري بين الأرجنتين والبلدان الافريقية انعقد على هامش المؤتمر الثاني رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التعاون جنوب-جنوب (20-22 مارس الجاري)، أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس انخرط شخصيا منذ اعتلائه العرش سنة 1999 (في هذا التوجه) من خلال الدعوة إلى تضامن فعال لصالح التنمية البشرية بإفريقيا التي وضعها جلالته كأولوية للعمل الديبلوماسي للمملكة”.

وسلط الضوء على العلاقات العريقة والمتعددة المجالات التي تربط المغرب وافريقيا، القارة التي تنتمي إليها المملكة، مذكرا بأن جلالة الملك أجرى أزيد من خمسين زيارة شملت ثلاثين دولة افريقية فيما تم التوقيع على 1000 اتفاقية للتعاون طالت مختلف المجالات.

وأكد أن “المغرب ينخرط بمختلف مؤسساته من القطاعين العام والخاص ومجتمعه المدني ومختلف قواه الحية للمساهمة في صعود افريقيا جديدة وقوية تتكفل بتحديد مستقبلها”، متوقفا عند مختلف المبادرات والمشاريع المهيكلة التي أطلقها المغرب والوكالة المغربية للتعاون الدولي مع البلدان الافريقية، من ضمنها تشييد وحدات لإنتاج الأسمدة من أجل ضمان الأمن الغذائي للساكنة الافريقية.

وبرأي السيد مثقال، فإن هذه الرؤية المتعلقة بالتنمية البشرية المستدامة للقارة مكنت أيضا من تسوية أوضاع 60 ألف مهاجر افريقي بالمغرب منذ سنة 2014.

وبعدما تطرق لمختلف التحديات الديمغرافية والتكنولوجية والمناخية والأمنية التي تواجهها افريقيا، شدد المسؤول المغربي على ضرورة “إعادة التفكير في التنمية الافريقية بطريقة خلاقة وبتعبئة موسعة”.

ومن أجل رفع التحديات التي تواجهها القارة، دعا المتحدث ذاته إلى إرساء المزيد من الانفتاح والتعاون بين الدول والمزيد من التضامن بين الشعوب والتحلي بالمزيد من المسؤولية من قبل الفاعلين الاقتصاديين والماليين.

وأضاف أنه “على الرغم من أن التحديات التي يتوجب رفعها من قبل افريقيا تبدو ضخمة، فإن تفاؤلنا يجب أن يقودنا الى الإطلاع نحو الآفاق الواعدة بالنسبة لقارتنا (…) يتعين علينا جميعا السعي من أجل المساهمة في بناء مستقبل مزدهر وصعود مستدام للقارة الافريقية”.

ومن ناحية أخرى، ثمن السيد مثقال العلاقات “الممتازة” التي تجمع بين المغرب والأرجنتين “والقائمة على قيم التعاون والحوار والتضامن”، معربا عن استعداد المملكة للتعاون مع بوينوس أيريس لإرساء تعاون مثمر ثلاثي الأطراف.

وأكد أن المملكة المغربية، بفضل تجربتها في مجال التعاون مع العديد من الدول الافريقية، على استعداد للتعاون مع جمهورية الأرجنتين لإرساء تعاون مثمر ثلاثي الأطراف لفائدة الشعوب يرمي الى تسريع صعود افريقيا، وهو ما من شأنه، برأيه، أن يثمن تعزيز الرأسمال البشري الافريقي والفلاحة والبنيات التحتية والولوج الى الطاقة ومكافحة التغيرات المناخية.

ويشارك 1500 شخص يمثلون 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة في فعاليات المؤتمر الثاني رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التعاون جنوب-جنوب، من ضمنهم رؤساء دول ووزراء خارجية ووزراء، بالاضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، و ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

وينعقد هذا المؤتمر متعدد الأطراف، الأهم من نوعه حول التعاون جنوب-جنوب، بعد مرور 40 عاما على إقرار مخطط عمل بوينوس أيريس، الذي حددت بفضله الدول النامية النهج الذي تمضي عليه في ما يتعلق بالتعاون التقني، أحد أوجه التعاون جنوب-جنوب، والذي يقوم على تبادل التجارب ونقل المعارف بهدف ضمان استكمال الجهود الوطنية في مجال التنمية وتعزيز قدرات الدول.

ويشكل هذا المؤتمر مناسبة للاتفاق حول مخطط عمل بهذا الخصوص وتفعيل التوافقات التي تم التوصل إليها في إطار أجندة 2030، واتفاق باريس وقمة مجموعة العشرين بشأن الأغذية المستدامة وتكوين الموارد البشرية والتغيرات التكنولوجية والتغيرات المناخية ومساواة النوع وتمويل التنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى