مرة أخرى .. وكالة الأنباء الفرنسية تمارس هواية الصيد في الماء العكر

عادت وكالة الأنباء الفرنسية، مرة أخرى، لممارسة هوايتها في التدخل بالشؤون الداخلية للدول، وتحليل أحداثها وملفاتها الداخلية مقابل ممارسة التعتيم الاعلامي على الفرنسيين وتفادي نقل قضايا وأحداث بلدهم.

مناسبة هذا الحديث، اقدام الوكالة المذكورة، على تخصيص حيز زمني مهم، لتحليل المظاهرات والمسيرات الشعبية التي تشهدها الجارة الشرقية الجزائر، مع ربطها بحركة “20فبراير” التي خرجت للشارع سنة2011 بالمغرب.

ولأن الوكالة الفرنسية، آلفت ربط الحابل بالنابل، وعدم التمييز بين الصواب والسراب، فلا بأس من تخصيصنا بدورنا بعض الأسطر، لنحمل القلم والورقة ونشرح ل”الدكان الاعلامي” المذكور، الفرق بين الحدثين المذكورين.

حركة “20فبراير” التي ربطتها الوكالة بالتظاهرات الكبرى التي تشهدها دولة الجزائر، هي حركة جمعت عددا من الأشخاص الذين اختلفت أهدافهم والجهات التي ورائهم، غير أنهم توحدوا على المطالبة بمطالب شعبية محدودة، هذه المطالب التي قوبلت بصدر رحب من الجهات المعنية .

مطالب حركة “20فبراير” التي خرجت للشارع في مظاهرات معدودة، لقيت تفاعلا وتجاوبا ايجابيا من قبل الجهات العليا، هذا التجاوب الذي تغنت به أبرز الصحف الوطنية والدولية حينها، واعتبرته حدثا ديموقراطيا مهما ونموذجا مميزا للاقتداء به عربيا .

مطالب حركة “20 فبراير” وظروف خروجها للشارع، تختلف بشكل كبير مع مطالب الشعب الجزائري الشقيق الذي خرج بالملايين ولأيام متتالية، رافعين شعارات مطالبة بتنحي “الرئيس المريض” ورافضة لتمديد عهدته الرابعة أو حصوله على عهدة خامسة.

ولأننا نرفض التدخل فالامور الداخلية للدول، فلن نتعمق في الحديث أكثر عن قضية الإخوة الجزائريين، وسنكتفي بالإشارة الى اقدام العشرات من أبناء الجارة الشرقية على الاتصال طيلة الأيام الماضية، بقصر الاليزيه لمطالبة الدولة الفرنسية بعدم “حشر” أنفها بإعلامها وسلطتها في أمورهم.

دعوة الجزائريين للاعلام الفرنسي ومسيّريه، بعدم التدخل بأمورهم الخاصة، كان موقفا صائبا، على اعتبار أن الاعلام الفرنسي والوكالة المذكورة، تعمدت طيلة الفترة الماضية، ممارسة التعتيم على حركة السترات الصفراء ومسيراتها وعدم نقل أنشطتها ومطالبها للرأي العام الدولي.

وتفادت الوكالة الفرنسية، المعروفة بخدمتها لاجندات معنية، تخصيص حلقة مطولة ودعوة شخصيات معروفة لتحليل حركة السترات الصفراء بفرنسا، على غرار التحليلات التي تخص بها قضايا الدولة المغربية وجاراتها.

الوكالة الفرنسية، وبدل الحديث عن الحركة التي انتقلت خرجت لأسابيع متتالية بفرنسا وأحدثت فوضى وضجة كبيرتين، وانتقلت شرارتها لعدد من الدول الاورببية “بلجيكا، هولندا، اسبانيا”، فضلت ممارسة هواية الصيد في المياه العكرة وحشر أنفها في الشؤون الداخلية للدول وتحليل قضاياها وملفاتها الخاصة بشكل لاموضوعي ومفضوح الأهداف.

تمادي الوكالة الفرنسية، ومحاولة إثارة الفتنة والجدل بالمملكة، عبر الترويج لمغالطات واضحة، تدفعنا الى دعوة جميع المغاربة الى تشغيل هواتفهم والاتصال -على غرار الاخوة الجزائريين” بالمسؤولين الفرنسيين والهتاف بصوت عال بالقول:”توقف أيها للدكان اللاعلامي عن التدخل بشؤوننا الداخلية”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى