بروفايل : عبد اللطيف الحموشي .. حارس أمن المملكة

لبنى أبروك – هبة بريس

يعمل أكثر مما يتكلم، يسهر على ضمان أمن الدولة وآمان المواطنين بشكل متواصل، يجتهد في صمت وفي خفاء، هو عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني الذي ارتأينا تسليط الضوء على شخصيته وعلى مجهوداته التي تستحق الثناء والاشادة.

ولد عبد اللطيف الحموشي سنة 1966 بمدينة تازة، درس المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية، ثم التحق بكلية الحقوق والعلوم الاجتماعية بجامعة محمد بن عبد الله ظهر المهراز في فاس.

استهل الحموشي، مسيرته المهنية سنة 1993، كضابط شرطة ثم عميد، قبل أن يلتحق بصفوف المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني “الديستي”، ويتخصص في ملفات الخلايا المتطرفة خاصة بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فندق أطلس آسني بمدينةمراكش عام 1994، والهجات الارهابية بمدينة الدار البيضاء سنتي 2003 و 2007.

سطوع نجم الحموشي في الجهاز الأمني ، لم يكن حظا ولم يأت بمحض الصدفة، حيث أن عددا من المسؤولين الذين رافقوه بمشواره المهني، أكدوا على أنه شخص يجتهد في عمله ولا يؤمن بالتهاون أو الكسل.

إلمام الحموشي بالحركات الاسلامية، وتميزه في التعامل مع ملفات الخلايا الارهابية مكناه من الحصول على أكثر المناصب الأمنية حساسية سنة 2007، ليصبح أصغر مدير عام لجهاز المخابرات الداخلية عن سن ال39 سنة.

ومكن نجاح الحموشي في مهمته الصعبة المثمتلة في ادارة “البسيج”، من الفوز بثقة عاهل البلاد والجمع بين منصبين أمنيين حساسيين في آن واحد، بعد تعيينه سنة 2015 كمدير عام للأمن الوطني.

الحموشي أو المسؤول الأمني الأول للمملكة وعينها التي لاتنم، شخصية قوية تجمع بين الصرامة والكفاءة، كما أنه الكلام وكثير العمل، لا يحبذ الظهور أو الخروج اعلاميا، و يلاحظ غيابه في عدد من المناسبات والتظاهرات، التي يقتصر على الحلول بالرسمية منها فقط.

“ما لايعرفه الكثير عن الحاج الحموشي” يقول أحد المقربين منه”أنه شخص ملتزم دينيا لا يفوت وقت الصلاة ويحرص على القيام بجميع واجباته الدينية على أكمل وجه”.

كما أن الحاج الحموشي، يضيف ذات المصدر لهبة بريس، لديه حس انساني كبير، حيث أنه لا يتأخر عن مساعدة الأشخاص الذين يقصدونه لطلب دعمه المادي أو المعنوي، سواء كانوا من موظفي المديرية -من أكبرهم الى أصغرهم- أو من باقي المواطنين.

ويعرف على السي الحموشي، يسترسل المتحدث ذاته، بين موظفي الأمن، أنه شخص “عندو غا نيشان” يكره التهاون أو التماطل في أداء المهام، كما لا يتسامح مع الظلم أو الكذب أو التقصير المهني.

رفض الحموشي ل”الظلم” و”الحكرة” لمسه المغاربة في تحركه غير مرة لانصاف مواطنين تعرضوا لشطط وجبروت موظفي الأمن، ومن ضمنهم واقعة “صاحب التريبورتور” التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتدخل مدير المديرية لإنصافه ومحاسبة المتورط.

واقعة “مول التريبورتور” الذي تعرض للاهانة على مرأى ومسمع عدد من المواطنين بالشارع العام، من طرف شرطي حاول سلبه “التريبورتور” الذي يعد مصدر رزقه ورزق أبنائه غير مباليا بتسولات المواطن التي وصلت الى حد تقبيل رجليه.

مباشرة بعد تداول الفيديو الذي يوثق للواقعة، تدخل الحموشي بشكل شخصي ومستعجل، واستقبل صاحب “التريبورتور” واعتذر له كما دعا الشرطي المعني للاعتذار منه، كما أن يتخذ في حقه الإجراءات اللازمة.

واقعة “مول التريبورتور” لا تعتبر الأولى من نوعها التي لقيت تدخلا مستعجلا وشخصيا من الحموشي، حيث أن هذا الأخير لا يتوانى على محاسبة ومعاقبة عدد من موظفي الأمن مهما كانت رتبهم ومراكزهم في حال تبث تورطهم في قضايا تتعلق بالرشوة أو الابتزاز أو الاهانة أو التهاون والتماطل في أداء مهامهم وخدمة المواطن تحت شعار “الشرطة في خدمة الشعب”.

في المقابل، يحرص الحموشي على الاشادة والتنويه بمجهودات رجال المديرية الذين تميزوا في عمليات أمنية معينة، أو رفضوا الرخوض لاغراءات مادية وغيرها من قبل مشتبه فيهم في قضايا وتهم مختلفة.

كما يولي الحموشي، اهتماما كبيرا للجانب الاجتماعي ويقيم احتفالات ويخصص هدايا للأطفال اليتامى أبناء موظفي الأمن، وينوه بأبناء هذه الفئة المتفوقين دراسيا وعلميا، ويتفاعل بشكل متواصل مع مراسلات ونداءات أسر وعائلات موظفي المديرية التي توجه اليه.

الحموشي أو المسؤول الذي يصفه العامة ب”الشخص المناسب في المكان الأنسب”، عمل منذ توليه منصب المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، على وضع استراتيجية ناجحة ومحكمة للنهوض بالجهاز وتنقيته من “الطفيليات” التي كانت عالقة به وتسيء إليه.

وحرص الحموشي على إعادة ثقة المواطنين في إدارة الأمن، من خلال نهج سياسة تقريب الادارة من المواطن، والانفتاح على المغاربة وتمكينهم من التواصل الجيد مع مسؤولي وموظفي الأمن بمختلف درجاتهم.

كما وقف المسؤول الأمني الأول بالمملكة، على مواكبة عصر التكنولوجيا والتطور العلمي الذي يشهده العصر، من خلال إصدار مجلة جديدة خاصة بالمديرية العامة للأمن الوطني وإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتقريب المعلومة والخبر الصحيح من قراءه والمعنيين به.

مجهودات وتحركات الحموشي الساعية لضمان أمن المواطنين وأمن الوطن، وكذا لتلميع صورة الجهاز الأمني الذي عانى طيلة السنوات الماضية من جبروت وشطط مسؤولين “غير مسؤولين”، تلقى إشادة وتنويه كبيرين من مختلف دول العالم التي أصبحت تحكي وتتحاكى بالنموذج الأمني الناجح لمحاربة عدد من الجرائم والظواهر التي تهدد أكبر البلدان.

وفي هذا الصدد، وشحت فرنسا عبد اللطيف الحموشي بوسام جوقة الشرف الوطني من درجة ضابط “وهو أعلى وسام تمنحه الدولة الفرنسية”، كما منحت اسبانيا توشيحات شرفية للحموشي وعدد من مسؤولين بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني اعترافا منها بدور المغرب في استتباب السلم والأمن عبر العالم.

توشيحات الجارتين الفرنسية والاسبانية للحموشي، تنضاف الى اعتراف أهم مسؤولي الدول الكبرى بتميز ونجاح النموذج الأمني المغربي – في مواجهة خطر الارهاب والتطرف والهجرة والمخدرات وغيرها من الجرائم-، خلال أهم اللقاءات والتظاهرات الدولية.

الى ذلك، مجهودات الحموشي المسؤول الصارم والكتوم والكفء، جعلت منه “الرجل المناسب في المكان المناسب”، ودفعت المواطنين الى إغماض أعينهم في اطمئنان وراحة مادام أعين حارس أمن المملكة لا تنم.

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. انسان المناسب في مكان المناسب لكن نريد منه المزيد من العمل خاصة في مجال اجرام اللدي تعرفه بلادنا

  2. ليس الحموشي وحده الدي يعمل فهناك طاقم كبير من رجال ونساء الأمن يعملون ليل نهار للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، الحموشي وحده لايساوي شيء…

  3. اين كان هذا السيد المحترم منذ زمان رجل سلطة بكل ما تحمله الكلمة من معاني وفقه الله الرجل المناسب في المكان الناسب وهو معروف على الصعيد الوطني وحتى الدولي ويجب تكريمه على كل المجهودات التي يقوم بها ومزيدا من التالق.

  4. الحموشي الرجل المناسب في المكان المناسب. رجل يستحق التقدير لا مثيل له و احيه على اخلاقه النبيلة و تواضعه. رجل الساعة بامتياز. نشكره على تفانيه في العمل واخلاصه وحبه لوطنه.

  5. كمواطن عادي لم أعد أشعر بامان من كثرة الأحداث الخطيرة التي تقع كل يوم في المدن المغربية، لايوجد أمان في المدن المغربية السرقة في كل مكان التحرش ،الإعتداء على المارة في واضح النهار، لاوجود لرجال الشرطة بالقدر الكافي، وإن وجدوا فلاحول لهم ولاقوة التهديد والوعيد سيمة المنحرفين، يجب تحديث جهاز الشرطة تماشيا مع مايعرفه المغرب من إنفلات أمني في مناطق عدة

  6. مقال يجانب الصواب في عهد هدا الحموشي ارتفعت الجريمة بجميع انواعها بشكل كبير وخطير، اللهم ألطف بعبادك المساكين، فخرجاته لذر الرماد في العيون ليس الى

  7. شئ طبيعي ان لا يكون هناك مردودية و فعالية في الجهاز الامني حيث لا سياسة الا سياسة العقاب و التنكيل

  8. سيد الحموشي الله يحفضو وايرعاه ويخليه دخيرات اللبيلاد ويطول فيعمرو انشاءالله ويكطر من منتالو

  9. هذه تسمى دعاية’ -ان الله يحب العمل الخفي النقي الطاهر…الرجل اذا قام بواجبه فهذا هو المطلوب و هو من اجل ذلك يتقاضى راتبا و علاوات اخرى…اليس الشرطة في خدمة الوطن و المواطنين؟هذا بايجاز مدح و امتداح الغرض منه التملق والتزلف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى