“عطيونا الفلوس ومتحاسبوناش”.. جامعات رياضية ترفض “الحكامة” وتتخذ من “السيبة والفتوة” شعارا لها

يبدو أن بعض الجمعيات الرياضية المغربية لا يروقها تنظيم هياكل هذا القطاع، وفرض مبادئ التخليق والحكامة، وحسن التدبير بقوة القانون.

فقد حركت بعض الجهات داخل جامعة كرة السلة بتوجيه من الرئيس، وأخذت تسبح ضد التيار، ووفق منطق “عطيونا الفلوس ومتحاسبوناس”، رافضين كل مراقبة أو محاسبة من الدولة، بشكل يذكر بزمن السيبة والفتوة، لمواجهة تنظيم القطاع وتطبيق القانون.

ولعل رئيس جامعة كرة السلة ضرب بعرض الحائط كل المساطر القانونية المفروضة على الجامعات والجمعيات الرياضية،بل غض الطرف عن الوضعية “الكارثية” و”المأساوية” التي وصلت اليها رياضة كرة السلة بالمغرب و”الموت السريري” لجامعتها، بسبب سوء التدبير، وبسبب الصراعات الفارغة التي يقودها رئيسها طيلة الأشهر الأخيرة مع اعضاء مكتبه،قبل ان يحولها إلى الوزارة المعنية في إطار سياسة “كبرها تصغار”.

الرئيس المذكور، وحسب مصادر مطلعة، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، بسبب التقرير “الأسود” الذي أفرزه التدقيق المنجز من طرف القطاع الوصي والذي سجل وجود اختلالات مالية خطيرة بهذه الجامعة تم رفعها إلى المجلس الأعلى للحسابات.
تقرير المكتب المتخصص ألزم الوزارة الوصية بالتدخل لضبط الأمور وتوجيهها، وبالتالي مطالبة رئيس جامعة “الكرة البرتقالية” بتقديم تفسيرات وتوضيحات بالوثائق عن طرق صرف الأموال التي تحصل عليها،ومن تم الالتزام ببعض الضوابط واحترام المعايير المفروضة قانونيا قصد الحصول على اعتماد الأهلية.
وهكذا فقد طالبت الوزارة مصطفى اوراش بالكشف عن مصير أزيد من مليار سنتيم، وهذا ما لم يرق هذا الأخير، الذي سهام الانتقاد والشتم في حق الوزارة ومسؤوليها ساعيا إلى تسييس الملف بشتى الطرق.

الجامعة التي أسست بناء على نظام جمعوي وتتلقى دعما مهما من الدولة، سقطت اليوم من القمة الى الحضيض، بعدما أدخلها رئيسها “الفاقد للأهلية” ولمجموعة من المعايير والشروط القانونية في متاهات “فارغة” وفي صراعات غير محسوبة العواقب.
رئيس جامعة اوراش، عوض أن ينكب على أوراش الإصلاح والتوافق الداخلي ظل يحمل الدولة مسؤولية الفوضى التي تتخبط فيها مؤسسته،راغبا في الحصول على الدعم العمومي ولو في غياب احترام المعايير المنصوص عليها، ومن ضمنها الأهلية لممارسة هذا النشاط الحيوي،بل إنه ارتأت مؤخرا إلى إشهار ورقة مراسلة الديوان الملكي للتشكي والتباكي.

اوراش، الذي يعتزم، وفق مصادرنا، مراسلة الديوان، نسي أو تناسى أن عاهل البلاد هو المسؤول الأول في هذه المملكة الذي يوصي بمبدأ الحكامة في خطبه ، ويدعو الى المحاسبة والمراقبة والتتبع في كافة توجيهاته السامية.

اوراش، الذي اختار اللجوء الى الديوان الملكي، لالتماس الاستفادة من أموال الدولة دون حسيب أو رقيب، يجهل أو يتجاهل أن ملك البلاد هو الساهر الأول على حسن تطبيق الحكامة والتخليق في كل القطاعات دون استثناء، وهو الراعي الأول لحسن سير الرياضة باعتبارها قطاعا حيويا لا يمكن أن يبقى في منأى عن التنظيم.

اوراش الذي يعمل تحت شعار “عطيونا الفلوس ومتحاسبوناش”، لا يعي أن عصر “السيبة” قد ولى، وأن فتوة الأقوياء لم تعد تجدي أو تصمد امام عصا القانون.

فهل تتحرك وزارة الشباب والرياضة للتدخل بشكل استعجالي لإرجاع الأمور إلى نصابها، وفق الحكامة ونتائج التدقيق الذي أنجز تحت إشرافها أم أنها ستدير ظهرها لنا جميعا كممارسين وهواة وإعلاميين ومهتمين، بدعوى أن الأمر يتعلق بجمعية يجب ان يسهر اعضاءها على تغيير الأمور بانفسهم؟.

إن النهوض بهذه الرياضة أصبح مستعجلا ولا يمكن أن يحصل إلا بتطهيره من الفوضى وسوء التسيير فهل من مجيب ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى