خُبراء مغاربة يبتكرون سخانا مائيا يعمل بالطاقة الشمسية

هبة بريس – رضى لكبير

بعد ثلاث سنوت من تاريخ توقيع اتفاقية التعاون بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله و معهد البحث في الطاقات الشمسية والجديدة ( (IRESEN تمكنت المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس من إنتاج سخان للماء بواسطة الطاقة الشمسية “Sol’R-Shemsy”. ترصيدا لعمل فريق يتكون من طلبة باحثين وأساتذة مؤطرين وإدارة مشرفة ودعم ملموس من معهد البحث في الطاقات الشمسية والجديدة، وتعاون عدة أطراف أخرى من الوسط الاكاديمي و القطاع الخاص. وكان دور الجامعة كان اساسيا و إيجابيا لانها وفرت للباحثين مناخا مناسبا للإبداع والتجديد عبر الدعم المادي و اللوجستيكي وتشجيع الشراكات و الانفتاح وتجهيز المختبرات وتحفيز الباحثين.

هذا وأفاد بلاغ صحفي توصلت جريدة هبة بريس الإلكترونية بنسخة منه، على أن هذه المبادرة تأتي في إطار الحركية التي أطلقها عاهل البلاد الملك محمد السادس، من أجل توفير نسبة 52 في المائة من الطاقات المتجددة ضمن الطاقات المستهلكة بالمغرب في أفق سنة 2030. وهو هدف طموح وغير مسبوق على الصعيد العالمي ولكنه قابل للإنجاز على الصعيد الوطني بفضل الرؤية الواضحة والاستراتيجيات التي يتم تنزيلها لتحقيق التنمية المستديمة، بفضل البحث العلمي التطبيقي والابتكار وتشجيع استعمال التكنولوجيات النظيفة. كما ينسجم مع توجهات مشروع تنمية جامعة سيدي محمد بن عبد الله (2018-2022).

وفي هذا السياق-يضييف-البلاغ، شرعت المدرسة العليا للتكنولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله وبتعاون مع معهد البحث في الطاقات الشمسية والجديدة منذ سنة 2016 في بلورة تصور وإنتاج نموذج فعلي لسخان مائي اقتصادي “Sol’R-Shemsy” يعتمد على الطاقة الشمسية و يحمل علامة “صنع بالمغرب” ويحترم المعايير الدولية في الجودة والسلامة وخصوصيات السياق الاجتماعي المغربي.

وتعتمد سخانة الماء المصنوعة في الجامعة على تركيب الأنانيب الزجاجية تحت الضغط، المختارة اعتبارا لخصوصياتها التقنية بعد دراسة مخبرية دقيقة أظهرت نجاعة وفعالية المنتوج، الذي يعتبر سابقة على المستوى الوطني. وقد أشرف الباحثون في مختبر المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس على وضع الادوات الملحقة الضرورية لتشغيل هذا السخان المائي، مثل محول الطاقة وآلة التتبع والمراقبة، وأظهرت الاختبارات المنجزة عليها، فوائد متعددة وواعدة ستمكن من تجاوز إكراهات السخانات المستوردة والتي تسوق حاليا في المغرب.

ويتصف هذا النموذج الذي تم عرضه حاليا في مركز الابتكار التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بالفعالية وجودة الانتاج وانخفاض التكلفة، مما يتيح تصنيعه وتسويقه بأثمنة منخفضة تكون في متناول الطبقات الشعبية وذوي الدخل المحدود، خلافا للسخانات المائية المستوردة في مجملها في الوقت الحاضر.

وسيفتح هذا المشروع آفاقا واعدة لتنمية صناعة سخانات الماء بالطاقة الشمسية وتوزيعها في السوق المغربي. وسيكون له وقع اقتصادي و اجتماعي كبير بمجرد التصنيع والتوزيع في مجموع التراب الوطني، وخاصة في العالم القروي والمناطق المنعزلة، بأثمنة تنافسية. كما أن تصنيع هذا المنتوج وتسويقه سيتيح خلق فرص عديدة للتشغيل وتخفيض تكلفة الفاتورة الطاقية الوطنية وتقليص التلوث الناتج عن استهلاك الطاقات التقليدية. بالإضافة إلى أن المشروع يحمل فرصا واعدة لاستعمال السخان المائي في مجالات متعددة مثل تلبية الحاجيات المنزلية والفندقية وفي المستشفيات والمدارس والاحياء الجامعية والمركبات الرياضية (تسخين المسابح) وغيرها. كما أن فوائد استعمالها مؤكدة بالنسبة لصندوق المقاصة، المثقل بتكاليف دعم استهلاك غاز البوطان وبالنسبة للقطاع الفلاحي حيث تنتشر الواقيات الممكن تسخينها باعتماد الطاقة الشمسية.

ويعتبر هذا المنتوج نموذجا للامكانيات الهائلة التي تتوفر عليها جامعة سيدي محمد بن عد الله و الجامعة المغربية عموما في ميدان الابتكار التكنولوجي وتطوير التكنولوجيات الحديثة و نقلها إلى الميدان العملي لخدمة الاقتصاد و المجتمع، وهو مشروع متواصل من أجل دراسة مقومات تعميم مثل هذه التكنولوجيات في مجموع التراب الوطني وفق خريطة محكمة تستحضر الاكراهات المميزة لكل جهة أو مجال.

وتعتمد الفرق العلمية للجامعة في كل المؤسسات، على خبرة أساتذتها، ونتائج أبحاث مجددة نشرت بعضها في مجلات علمية دولية متخصصة، إسهاما من هذه الجامعة في معالجة القضايا المجتمعية و الاقتصادية الاساسية، وخدمة التنمية المستديمة في كل القطاعات، والمشاركة في تقدم العلوم و التكنولوجيا وبناء الحضارة العالمية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. خطوة جيدة نشجعها ونثمنها. ويجب التسريع لخلق وحدة صناعية لبدء الإنتاج وتشغيل الشباب ونتمنى من الشركات الكبرى مثل OCP واتصالات المغرب دعم هذا المشروع الواعد… وتشجيع البحث العلمي. كما يجب حماية الاختراع لدى الوكالة الدولية للاختراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى