الداودي: 7.1% من سكان المغرب فقراء .. والأغنياء هم الذين يستفيدون من دعم الدولة

قال لحسن الداودي، الوزير المغربي المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة إن استقرار بلاده يتطلب أن تأخذ الحكومة من الأغنياء وتعطي للفقراء.

وتطرق الداودي، في مقابلة مع الأناضول للعيوب التي تعتري برامج الدعم الاجتماعي في بلاده وسبل إصلاحها، وسعي الحكومة لدعم الشرائح الأكثر احتياجا من خلال السجل الاجتماعي الموحد، مسلطا الضوء على صعوبات يواجهها المغرب في مكافحة الفساد.

وقال الوزير المغربي: “للأسف برامج الدعم الاجتماعي لا يستفيد منها الفقراء، ولازال الأغنياء يستفيدون من دعم الدولة لعدد من المواد الاستهلاكية أكثر مما يستفيد الفقراء، ويجب أن نضع حدا لهذا”.

وتابع: “ثروات البلاد لكل المغاربة، وليست لفئة معينة، ولابد من توزيع عادل لها، وتوجيه صحيح للدعم الاجتماعي”.

وقال الداودي: “سنعيد توجيه دعم الدولة تجاه الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة، وسنتمكن من تحقيق هذا الهدف من خلال السجل الاجتماعي الموحد”.

ومن المنتظر أن تشرع الحكومة في اعتماد السجل الاجتماعي الموحد، ويتعلق الأمر بإحصاء جميع المواطنين من أجل تحديد نسبة الفقراء منهم من أجل تقديم الدعم لهم .

وأوضح المسؤول الحكومي، أن “السجل الاجتماعي الموحد، الذي صادقت عليه الحكومة يوم 31 يناير الماضي، سيصبح المنطلق الوحيد لولوج أي برنامج اجتماعي”.

وفي 2014، بلغ عدد الفقراء في المغرب 2.8 مليون نسمة (من عدد سكان يتجاوز 35 مليونا)، 2.4 مليون في الريف و400 ألف في المدن، بما نسبته 7.1 بالمائة، وفق إحصاء رسمي صدر عام 2017.

وأضاف الداوي: “سيتم إحداث سجل وطني للسكان، حيث كل مقيم في المغرب سيصبح له معرّف رقمي مدني واجتماعي، وسنعتمد أنظمة معلوماتية بمجرد إدخال الرقم الخاص بكل مواطن مغربي أو أجنبي مقيم بالمغرب، يتم من خلاله التعرف على وضعيته الاجتماعية”.

وأعلن عاهل المغرب الملك محمد السادس في خطاب 29 يوليو/ تموز الماضي، بمناسبة الذكرى الـ 19 لتربعه على العرش، عن إحداث (تأسيس) “السجل الاجتماعي الموحد”، لتحسين مردودية البرامج الاجتماعية تدريجيا، وعلى المدى القريب والمتوسط.

وقال الملك آنذاك إن هذا السجل هو “نظام وطني لتسجيل الأسر، قصد الاستفادة من برامج الدعم الاجتماعي، على أن يتم تحديد تلك التي تستحق ذلك فعلا عبر اعتماد معايير دقيقة وموضوعية، وباستعمال التكنولوجيا الحديثة”.

وأوضح الوزير أن البرامج الحالية لا يستفيد منها الفقراء، وقال، “سنضع حدا لهذا المشكل، وسنعجل بإخراج السجل الاجتماعي، دون أن نلتفت للحسابات السياسية”.

واعتبر الوزير ا أن “الإحساس بالفساد هو أكبر مؤشر على مدى تواجده بالبلاد”.

وأضاف “يمكن أن ينتشر الفساد بالبلد بشكل أكبر، لكن لن يشعر به المواطن، والمغرب تحسن في المؤشر الدولي لمكافحة الفساد”.

وزاد الداودي: “المشكل حين يتعلق الأمر بالثقافة يصعب وضع حد للفساد، واليوم هناك الكثير من الملفات أمام المحاكم، والحكومة عازمة على أن يأخذ المتورطون في الفساد الجزاء”.

واعتبر المسؤول الحكومي أن “صعوبة كبيرة جدا تعترض الحكومة أثناء محاربتها للفساد، لأنه أصبح عابرأ للحدود، وصراع مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

وكانت الحكومة المغربية، قالت في 29 يناير الماضي، إن “المغرب حقق تقدما بثلاث نقاط في مؤشر إدراك الرشوة لعام 2018، لمنظمة الشفافية الدولية”.

وأضافت الحكومة في بيان: “حصلنا على 43 بالمائة مقابل 40 بالمائة العام الماضي، وتقدمنا في الترتيب العالمي بـ8درجات”.

ويرى الداودي أن “تحسن الترتيب الدولي للمغرب في مؤشر مكافحة الفساد، حصل على خلفية اتخاذ عدة الإجراءات، من بينها إصدار قانون الحصول على المعلومات”.

وأكد أن “الفساد يتواجد بنسب متفاوتة في مختلف دول العالم”، مضيفا، “قد نجده عندنا أقل من دول أخرى وقد نجده أكثر”.

وأضاف: “للحكومة رغبة كبيرة في محاربة الفساد، ونتمنى أن يشعر المواطن بما نقوم به في هذا المجال، ونتمنى أن يكون الواقع أحسن من الإحساس”.

وكشف الداودي أن الحكومة بصدد استكمال إصلاح صندوق المقاصة (مؤسسة حكومية تعنى بدعم المواد الاستهلاكية الأساسية)، من خلال رفع الدعم عن باقي المواد الاستهلاكية، وعددها ثلاث (السكر وقنينات الغاز والدقيق)”، مضيفاً “إلا أن تاريخ هذا الإجراء غير محدد، والأمر مرتبط بتعميم السجل الاجتماعي”.

وتابع: “لن أجزم أننا سنتمكن من استكمال إصلاح صندوق المقاصة خلال الولاية الحكومية الحالية (تنتهي في 2021)، لكن الأمر مرتبط بشكل مباشر بتعميم السجل الاجتماعي الموحد”.

وزاد: “السكر وقنينات الغاز، مواد تستفيد من الدعم الحكومي ويشتريها الفقراء والأغنياء معا”.

واستدرك: “لكن المعطيات التي نتوفر عليها تؤكد أن الأغنياء يستهلكون عددا أكبر، وتستعمل أيضا قنينات الغاز المنزلية في الأنشطة الفلاحية، بينما يجب أن يذهب الدعم للفقراء أولا”.

وبعد أن قررت الحكومة المغربية في سبتمبر 2013 عكس أسعار المحروقات دوليا على الأسعار داخليا، وذلك بشكل جزئي (أو ما يطلق عليه المقايسة)، ألغت الدعم عن المحروقات خلال سنة 2015، باستثناء قنينات الغاز ذات الاستعمال المنزلي.

وفيما يتعلق بموضوع تعزيز تنافسية الاقتصاد المغربي، قال الداودي: “نحن الدولة الأولى حاليا في جذب الاستثمارات في إفريقيا”.

وتابع: “نهدف أن تؤدي محاربة آفة الفساد، إلى تعزيز تنافسية الاقتصاد المحلي، إذ يكلف الفساد البلد 2 بالمائة من النمو الاقتصادي سنويا”.

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. Il voulait dire 71% des marocains, dans un pays avec 105 milliards de dollars et 35 millions d’habitants impossible que le taux de pauvreté soit inférieur à 50%

  2. العدالة والتنمية تسعى من جديد الى السطو على صناديق الاقراع للانتخابات التشريعية المقبلة من خلال توزيع الاوهام على سذج هذه الامة . فعدد فقراء المغرب قد يصل الى 90 فى المائة او المئة . ولمعرفة فقراء المغرب يجب عد عدد ارقام المغاربة البغارقين فى قروض السكن قروض السيارات قروض اثات المنازل قروض اضاحى عيد الاضحى وهلم جرا . اما ان ياتى الداودى وياتينا بكلام غير موجود فى الواقع فهذا ضحك على الذقون . وعليه مراجعة عدد الجرائم الجنائية ومراجعة عدد المعتقلين بمختلف الاصناف وعليه كذلك مراجعة عدد انتحارات المغاربة والوقوف على اسباب هذه الانتحارات . كما عليه احصاء الراغبين فى الشغل ولو بابخس الاثمان من خريجى الجامعات والمعاهد العليا من مجازين فى مختلف الشعب . تلكم بعض من صور الفقر . اما اعيان الامة فلهم الملايين من التعويضات الاستثنائية كالتقاعد الاستثنائى التسع ملايين لزعيم البواجدة . ولن يستقيم حال الفقراء حتى توزع عليهم ضيعات 99 سنة كراء من اراضى الدولة صوديا وصوجيطا هذه الاراضى التى استولى عليها الاعيان ومن داخل قبة البرلمان . فكيف اذن نحارب الفقر فى ظل هذه الضبابية .

  3. هاد البواجدة يريدون الضحك على ااشعب راه مكيعفوا لاتسيير لااقتصاد هاد السيد راه عايش في برجه العاجي واش معرفش باللي 90في الماءة من المغاربة فقراء او يعيشون تحت خط الفقر.

  4. قيل قديما ان لم تستحي فاصنع ما شأة وهؤلاء من كثرة غبائهم اصبحو يقولون ما يشاؤون. الله غالب

  5. إذا لم تستح فقل ما شئت. المغاربة بزاف عليك ضحك عليهم. الحقيقة هي أن الشعب المغربي يتم تفقيره بسياستكم و نهب ثروات هذه البلاد وعدم التوزيع العادل لها

  6. 7% من المغاربة هم فقراء، والبقية أي 93 % ÷م من الأغنياء… المواطن المغربي بخير والحمد لله، إذا لم يكن السيد الوزير يقصد بالفقراء المشردين والمعدومين أحياء، لأن النسبة المذكورة لا تحتاج إلى أي دحض مادامت غير واقعية حتى بالنسبة للمشردين بدون مأوى… ومع ذلك لنستمر في هذه القراءة الجميلة لواقع المواطنين المغاربة: على الدولة أن تأخذ من الأغنياء أي من 91 % من المواطنين وتعطيها ل7 % الفقراء المساكين، ربما االقصد أن الأغنياء هم “أغنياء من التعفف” “الذين يحسبهم الجاهلون أغنياء”… ولله في خلقه شؤون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى