سيادة الدولة تتراجع أمام سيادة عصابة المخدرات في الجنوب المغربي.

لطالما سمعنا في الخطاب الرسمي للدولة حول قضية الصحراء المغربية أن المغرب يدافع عن سيادة أراضيه واتفقنا مع مغربنا حول مفهوم الوحدة والسيادة, لكن الغريب أن المغرب ركز على المخطط الجزائري ومخطط البوليساريو من حيث السيادة وتجاهل أو نسي عصابة المخدرات فشكلت حلفا ثالثا بات اليوم بسبب الخيانة للقسم والفساد واقع حال مؤلم. فما هي الأسباب وماهي التداعيات؟
منذ أن كان الشرقي الضريس واليا في العيون بدأت العلاقات تنسق على أساس مصالح شخصية في الجنوب المغربي وبدأت التطورات وبدأ أصدقاء الشرقي الضريس يسيطرون على وزارة الداخلية وعلى مديرية الأمن ويراكمون ثروة خيالية! والمرجو العودة إلى ملفات التوظيف في الأمن الوطني التي كان يضع عليها الشرقي الضريس علامة DR والعودة كذلك إلى الدعم الخاص في وزارة الداخلية من كان يستفاد منه وكيف كان ينهب!
كانت القداسة في مديرية الأمن لكل من وظف عبر هذه الطريقة من طرف الشرقي الضريس! DR فقط لأنه مقترح من الشرقي الضريس أو لديه علاقة معه! ولابد من بحث عميق في هذا الموضوع وماهي خططه على المدى البعيد!
توالت الأحداث وهنا نقف عند مخيم أكديم ازيك الذي كان عبارة عن مطالب اجتماعية محضة ظل السياسيون يترددون على المخيم وعلى ولاية العيون وعلى الرباط البعض يبحث عن حل بصدق والبعض الأخر يبتز الدولة! وعندما اتضح أن المخيم سيكشف ما يقع في الجنوب المغربي بصفة عامة تدخلت أيادي مجندة داخليا وخارجيا وتحركت كذلك جهات أمنية تبحث عن التستر على جرائمها في الجنوب المغربي عبر التصعيد وتم خلط الأوراق ومسح كل شيء في الانفصال كالعادة وإن كان مخطط البوليساريو قائم بشكل يومي لكن قضية مخيم اكديم ازيك تحمل في طياتها عيوب وفساد وزراة الداخلية أنداك أكثر من مخطط الانفصال ولعل هذا وذاك التقت مصالحهم فكان الوطن والمواطن ضحية.
من العيون,بوجدور, الطرفاية, الطنطان, أسا الزاك, كليميم, نواحي قرية تغجيجت اقليم كلميم, نواحي قرية أسرير اقليم كلميم, سواحل الشاطئ الأبيض اقليم كلميم, طاطا, سيدي إفني, جمعة بونعمان, تزنيت. سيدي بيبي, حد بلفاع, شتوكة أيت بها,تمسيا, أيت ملول, أكادير, أمسكرود, منطقة قربة شيشاوة ثم مراكش, هذه خطوط تهريب المخدرات وتهريب البضائع الصينية وتهريب السجائر والأقراص المهلوسة القادمة من الجزائر, وتهريب الوقود المدعم ولعل فقط فاتورة الوقود لمحطة الواد الواعر في الجنوب المغربي تعادل قرابة معدل استهلاك سيارات المغرب كافة! وهنا يتضح التلاعب بشكل مفضوح! في حين أن عدد السيارات في الجنوب المغربي بالكاد لا يمثل 10 في المئة من عدد السيارات في المغرب!
نتذكر قبل سنة ونصف مذبحة العيون تحت مرأى الجميع وقتل لشاب وقطع أطراف شباب أخرين ونقلهم إلى المستشفى, صراع بين عصابات المخدرات بشكل علني غابت عنه الدولة ولم تحضر بهيبتها وتدافع بقوة عن القانون وتقف ضد الجريمة! بل قاد بعض المنتخبين صلحا تحت أضواء المراقبة ! فهل الصلح بين عصابات المخدرات مباح!
بعد ذلك في 03 يونيو 2017 تبادل لإطلاق النار أمام عمالة طنطان (عمالة هو المقر المحلي لوزارة الداخلية في الإقليم) بين عصابة المخدرات!
نتذكر كذلك اعتقال تسعة أشخاص في كلميم من طرف فرقة خاصة يعملون في تجارة المخدرات ولديهم أسلحة ممنوعة وأزيد من 270 رصاصة, وحاول البعض التستر على الملف في كلميم والبحث للمخرج للعصابة! لكن الضغط الاعلامي أوقف تلاعبهم!
جاء بعدها اعتقال للبوليساريو ل19 شابا من مدينة كليميم بسبب تهريب المخدرات, نتذكر كذلك أحداث بين كليميم وأسا مثلا: جندي وجد مقتولا معلقا في شجرة, إنقلاب متكرر لسيارة الجنود بين كلميم وأسا, مقتل استاذ في سيارته قرب مدينة السمارة, اعتقال تاجر مخدرات دولي بجماعة أسرير اقليم كلميم لا يبعد عن قيادة أسرير إلا بأقل من كيلومتر حيث كان يعيش في خيمة هناك بعدما أطلق عليه النار الجيش المغربي في مطاردة لعصابة المخدرات قرب مدينة طاطا, هرب بعدها تاجر المخدرات ونقل إلى الحي المحمدي في أكادير وأزيلت عنه الرصاصة من قدمه في شقة خاصة من طرف طبيب دون أن يتم استدعاء الطبيب أو التحقيق معه؟ بل بعدما حكم على تاجر المخدرات الدولي بستة سنوات في الحكم الابتدائي تم تخفيض الحكم إلى أربع سنوات استئنافيا ولا غرابة إذا تمت تبرئته في مرحلة النقض! وهذا ليس تدخلا في استقلالية القضاء لكن الاعتراف سيد الأدلة والمتهم اعترف بجريمته اضافة إلى تحليل الدرك الحربي لدمه عند إطلاق النارعليه قرب منطقة طاطا! تجارة المخدرات تجارة خطيرة ومن يتسامح معها يدفع بالوطن إلى الهاوية.
نتذكر كذلك ضبط شاحنات في مدينة طنطان لتهريب السلع الصينية ودون ان يتم اعتقال ملاكي الشاحنات, ونفس الشيء وقع في مدينة تزنيت ودائما التحقيق يبقى سطحي ولا يريدونه أن يطال الرؤوس المالكة لشاحنات! بعدها جأت جريمة مقهى “لاكريم” في مراكش: الرصاص يلعلع أمام العموم كأننا في الأفلام! إنها المرحلة الانتقالية بين مخلفات الشرقي الضريس وإرادة وزير الداخلية الجديد السيد لفتيت في محاربة ترسبات الشرقي الضريس وفساد الإدارة أنداك.
سيدي بيبي قرب مدينة أكادير بدورها استيقظت على شاحنة تعرضت لحادثة سير وتحمل سجائر مهربة من الجزائر وتوفي شخص بالرصاص الحي كان في سيارة رباعية الدفع كان قبل الشاحنة! قتل بالرصاص وفي ظروف غامضة!! دون أن يظهر لنا في نشرة الأخبار مثلا أن العقل المدبر قد اعتقل أو أن الدولة فتحت التحقيق كيف تجاوزت الشاحنة عشرات نقط المراقبة! مع تنويهنا هنا وبإجلال لما قامت به إدارة الدرك الملكي مؤخرا من اعتقالات لمسؤولين متواطئين مع المهربين وتجار المخدرات, لكن لايزال بعض أصدقاء الشرقي الضريس في وزارة الداخلية لم يطالهم لا اعتقال ولا العفو بل لم يتراجعوا ويعلموا ان المغرب قد تغير, بلعكس يسيرون بخطى حثيثة عكس إرادة وزير الداخلية السيد لفتيت والمثال من مدينة كلميم حيث بعض مسؤولي وزارة الداخلية في الإقليم على علاقة مباشرة مع بعض عناصر التهريب بكل انواعه.
وهنا سنفتح قوس لنسأل والي جهة كلميم وادنون الذي كان عاملا في بوجدور والطرفاية وشتوكة أيت باها وكليميم حاليا وهي المناطق الأكثر انتشار للمخدرات في الجنوب المغربي وتهريبها وسؤالنا هو هل سبق للسيد والي كلميم الحالي أن رفع تقرير دقيق عن انتشار المخدرات في المناطق المذكورة أعلاه التي كان بها عاملا! إذا كان الجواب نعم فإن السيد الوالي قد قام بواجبه وان المسؤولية على عاتق وزارة الداخلية! وإذا كان الجواب بلا فإن السيد الوالي متورط ! او أنه هو ومعه بعض الأشخاص في الإدارة المركزية بالرباط متورطين بشكل مفضوح! فكيف يعقل من اخترقته عصابة المخدرات مثلا لا تستطيع اختراقه البوليساريو والجزائر……
اليوم استيقظنا على فاجعة جديدة عصابة المخدرات تقتل أحد أباطرتها الملقب ولد عباس بالرصاص الحي بدوار لعوينة قرب قرية جمعة بونعمان بين مدينتي تزنيت وسيدي إفني!وهذه المنطقة تعتبر مجمع كذلك للوقود المهرب بالشاحنات!
الأسلحة والرصاص الحي والمخدرات ومافيا العقار وتهريب السلع الصينية ونهب الوقود المدعم ويقولون لنا ان المغرب بخير!!! لا وألف لا المغرب ليس بخير والجنوب المغربي يعرف تسيب وغياب سيادة الدولة المغربية بسبب الرشوة والفساد التي استغلتها عصابات المخدرات بشكل بشع وجعلت سيادة المغرب فقط على الورق تقدم للأمم المتحدة كل شهر أبريل! وفي ذات الوقت المغرب يدين بعض وسائل الإعلام أنها أظهرت خريطته مبتورة عن صحرائه ونحن هنا معه لكن صحراء المغرب قد بترتها عصابة المخدرات بسبب تفشي الفساد والرشوة والخيانة وهاهي اليوم تطلق النار وتخلف الضحايا من مراكش وأكادير ونواحي كلميم, فهل ستتدخل الدولة عاجلا لحماية المواطنين الأبرياء والسياح والدفاع عن سيادتها؟ ام انه بات من الواجب علينا ان نراسل الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات في الجنوب المغربي لكن ما نخشاه أن تضاف بعثة أخرى لبعثة المينورسو إسمها بعثة مكافحة المخدرات في الصحراء فتصبح مصائب قوم عند قوم فوائد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى