” رحماء ” مؤسسة من شباب فاس تعنى بالفئات المهمشة و المشردة و هذا ما تقدمه لهم.

ع محياوي – هبة بريس

يساهم العديد من مؤسسات المجتمع المدني في المغرب في دعم المصابين بأمراض مزمنة، أو أمراض مكلفة العلاج وذات أعباء نفسية ثقيلة، وكذلك بعض الفئات المهمشة و المشردة. كلّ ذلك في سبيل منح الأمل إلى هؤلاء وعائلاتهم، ومدهم بجرعات الأمل في مواجهة أوضاع لم تتمكن الدولة وحدها من تحمل أعبائها

  ” رحماء”  هي احدى المؤسسات التي أنشأها  مجموعة من شباب مدينة فاس منذ قرابة عام، تسعى إلى ترسيخ ثقافة التطوع بين شبابها وبث روح التكافل الاجتماعي والشعور الإنساني ،هو الاسم الذي اختارته “مؤسسة يسر” ليكون شعارا لمشروعها الخيري المتميز، والذي تعمل المؤسسة من خلاله على تقديم وجبات غذائية جاهزة للمتشردين، وتوزيع الملابس الجديدة والمستعملة بحالة جيدة بمختلف شوارع مدينة فاس، وخاصة في البؤر السوداء الحاضنة لأكبر عدد من المتشردين، بهدف مساعدتهم على تجاوز هذه الظروف المناخية القاسية، ومنحهم الشعور بالدفء.

وللمؤسسة مشاريع أخرى تضامنية تهدف من خلالها إلى رفع المعاناة عن الفئات الهشة في المجتمع، فهناك مشاريع مهمة موسمية وأخرى دائمة، ويبقى مشروع “رفقاء” من أهم المشاريع، حيث يستهدف أسر الأرامل والأيتام.

مشروع”  رفقاء”  مشروع يعمل على كفالة الأيتام وتأهيل أمهاتهم وإعانتهم بما يجعلهم يعتمدون على أنفسهم، وتحقيق الرعاية المعيشية والصحية والنفسية، ومتابعة دراسية لهؤلاء الأيتام، ففي بداية هذا الموسم تم إلحاق الدفعة الأولى من الأطفال بإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة.

أما مشروع “رحماء” فتسعى “يسر” من خلاله إلى توفير 10000 وجبة جاهزة للمتشردين، وإلى توفير الملابس وكذا الاغطية والدعم النفسي لهم.

وقد أطلقت المؤسسة هذا المشروع كنسخة مشابهة لمشروع كانت قد أنجزته في رمضان السنة الماضية، وهو مشروع “ذهب الظمأ”، ويتعلق بوجبات إفطار جاهزة تقدَّم قبيل أذان المغرب للمحتاجين، وللذين تقطعت بهم السبل بسبب السفر.. وبلغ مجموع الوجبات المقدمة حينها حوالي 3000 وجبة، وُزِّع أكثر من نصفها في مدينة فاس فقط.

المؤسسة و في ظرف وجيز  وبدون أي دعم أو تسويق إعلامي تمكنت من توفير ما لا يقل عن 500 وجبة بقيمة 30 درهما للوجبة.

وتسعى المؤسسة بهذا المشروع إلى رفع المعاناة عن هذه الفئة المهمشة في المجتمع، وكذا بث روح التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع المغربي؛ وقد تمكنت المؤسسة في يومها الأول من إدخال الدفء ورسم البسمة على شفاه 50 فردا من المتشردين في هذا البرد القارس، لتقدم بذلك مثالا آخر على أهمية العمل الخيري في رفع المعاناة عن الفئات المحتاجة في المجتمع، وتقوية أواصر الأخوة والتضامن بين أفراد الأمة.

والمؤسسة تعمل حاليا على إعداد قاعدة بيانات تضم معلومات عن المتشردين وأماكن تمركزهم، حتى تكون لديها خارطة شاملة تسهل عليها لاحقا دعم هؤلاء المتشردين بمشاريع أخرى.. وفي هذا الإطار تدعو “يسر” كل الفاعلين والمهتمين بالعمل الخيري إلى دعم مشروعها “رحماء”، سواء بأفكار لتطويره، أو بعقد شراكات مع المؤسسة.. كما تدعو الشباب إلى المشاركة في المشروع، سواء بالتبرع أو بالمشاركة المباشرة في تنزيل المشروع بالانضمام إلى فرق إعداد الوجبات وتوزيعها، فالمؤسسة تفتح الباب لمن يريد المشاركة في المشروع، حيث خصصت 30% من مجموع عدد المتطوعين لمن هم ليسوا أعضاء به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى