مستشفى الجديدة يستقبل 9 أشخاص عضتهم “جروة” هائجة

أحمد مصباح – الجديدة

في أقل من ساعة، عضت كلبة صغيرة (جروة) ضالة، في حالة هيجان، مساء اليوم الأربعاء، 9 أشخاص من الجنسين، ومن أعمار مختلفة، ضمنهم شرطي متقاعد، في الشارع العام، على مقربة   من حديقة “سبيني”. وقد التحقوا لتوهم تباعا، وبوسائل النقل الخاصة، بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث تلقوا الإسعافات الأولية، بحضور السلطة المحلية، ممثلة في قائد الملحقة الإدارية السابعة.

هذا، وعلمت الجريدة أن “الجروة” قد جرى قتلها من قبل المكتب البلدي لحفظ الصحة. وقد تم الاحتفاظ بجثتتها لإخضاعها للتحليلات المختبرية، لمعرفة ما إذا كانت تحمل داء السعار، أو داء الكلب، المعروف عند عامة الناس ب”الجهل”.

هذا، وقد طلب الطبيب االمداوم من الضحايا التوجه غدا الجمعة، إلى المركز الصحي “سيدي يحي” بعاصمة دكالة، بغية تلقي التلقيح المضاد لداء الكلب.

هذا، فإن التلقيح يكون  موزعا على “4 فلاكونات”، بتكلفة قيمتها 650 درهم، وذلك على ثلاثة مراحل: ففي المرحلة الأولى، أي في اليوم الأول (j0)، يتلقى في الآن ذاته حقنتين من اللقاح بكميتين متساويتين (0.5 cc) و(0.5 cc)، في ذراعيه اليمنى واليسرى؛  وفي المرحلة الثانية، أي في اليوم السابع (j7)، يتلقى في إحدى ذراعيه الحقنة الثانية من اللقاح بكمية (0.5 cc)،  وفي المرحلة الثالثة، أي في اليوم الواحد والعشرين (j21)، يتلقى  في إحدى ذراعيه الحقنة الثالثة والأخيرة، وبالكمية ذاتها (0.5 cc).

وعلاقة بوفيات الأشخاص بداء الكلب، تبوأت جهة الدار البيضاء–سطات الصدارة،  باحتلالها المركز الأول على الصعيد الوطني، ب82 حالة وفاة في الفترة ما بين سنتي 2000  و2017. واحتل إقليم الجديدة المركز الأول بهذه الجهة، ب23 حالة وفاة خلال الفترة المحددة،  ما يفوق ربع  (¼) الإصابات المسجلة بجهة الدار البيضاء–سطات. وبالجهة ذاتها، يأتي إقليم سطات في المركز الثالث وطنيا، ب22 حالة وفاة.

وبالمناسبة، فإن إقليمي الجديدة وسطات التابعين لجهة الدارالبيضاء–سطات، قد سجلا معا، في الفترة المحددة (ما بين سنتي 2000 و2017)، 55 حالة وفاة لدى الأشخاص المصابين بداء الكلب، أي ما يزيد بكثير عن نصف الحالات المسجلة في جهة الدارالبيضاء–سطات، والتي بلغت 82 حالة وفاة؛ وما يعادل عدد الوفيات المسجلة بجهة الرباط–سلا–القنيطرة (55 حالة وفاة). وهذا ما جعل هذه الجهة الفتية، جهة الدارالبيضاء–سطات، التي مركزها العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء،  تنتزع بدون منافس المركز الأول على الصعيد الوطني.

السعار أو داء الكلب، مرض فيروسي يسبب التهاب حاد في الدماغ، ويصيب الحيوانات ذات الدم الحار. وهو بطبيعته مرض حيواني المنشأ، ما يعني أنه ينتقل من فصيلة إلى أخرى، من الكلب إلى الإنسان مثلاً، وغالباً ما يكون ذلك عن طريق عضة من الحيوان الحامل لداء الكلب. فهو يصيب الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض، ثم الوفاة.

ففور ظهور أعرض الإصابة عند الإنسان، ذكرا كان أم أنثى، ومن مختلف الأعمار، فإن المرض الفيروسي يفضي إلى الموت،  إلا في حالة تلقي الوقاية اللازمة في الوقت المناسب، والتي تكمن في اللقاح ضد داء الكلب (vaccin antirabique).

ينتقل فيروس السعار إلى الدماغ عبر الأعصاب المحيطية، وغالباً ما تستغرق فترة حضانة المرض وقتا طويلا، حسب مسافة وصول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، والذي بمجرد وصوله إليه (الجهاز العصبي المركزي)، تبدأ الأعراض بالظهور، ولا يمكن معالجة العدوى، التي غالبا  ما تؤدي إلى الوفاة في بضعة أيام.

وتتجلى الأعراض المبكرة لداء الكلب في  الشعور بالضيق، والصداع والحمى التي تزداد حدة، لتتحول إلى ألم حاد، وفي حركات عنيفة وتهيّج لاإرادي، والاكتئاب، ورهاب الماء أو الكلب، والقصور في التنفس. وفي النهاية، تنتاب المريض نوبات من الجنون والخمول. ما يسفر عن الغيبوبة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ولهدا يجب على السلطات قتل اي كلب بالاشارع بدون كمامة مباشرة ومنع تربية الكلاب بين المواطنين بالمنازل واعتقال كل من يربي كلاب شرسة لارهاب المواطنين والتلاميد والمارة للسر قة والاجرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى