أكادير : وزارة الثقافة تبحث عن ” مدافع” حصن اوفلا والمجتمع المدني ينتظر

ع اللطيف بركة : هبة بريس

بعد مقال ” هبة بريس” في أعدادها السابقة، عن إختفاء حوالي أربعون مدفعية كانت متواجدة في حصن اكادير اوفلا، وتحرك المجتمع المدني، للتساؤل عن مصير المدافع المختفية، تحركت وزارة الثقافة، لأعداد تقرير مفصل توصل به الوزير ” الاعرج” والذي تطرق بلاغها الاخير، عن العثورعلى خمسة مدافع إثنتان أمام بناية ولاية الجهة، وثلاثة أخران بحديقة أولهاو، مشيرة أن تلك المدافع ترمز إلى الذاكرة الجماعية والهوية الثقافية للمنطقة برمتها، والتي يعود تاريخها إلى القرن 16.

وأوضح بلاغ للوزارة أنه على ضوء هذا التقرير، ورجوعا إلى مصادر تاريخية موثوقة ودراسات قام بها مؤرخون مغاربة وأجانب، خلص البحث الموسع للمصالح الخارجية للوزارة إلى أنه تم، في السنوات الأخيرة، تحديد خمسة مدافع كان قد تم توزيعها بعد زلزال 1960 داخل مدينة أكادير، اثنان يعودان لسنة 1913 موجودان أمام مدخل ولاية سوس ماسة، وهما اللذان كانا موجودين بالحصن البرتغالي المتواجد على مقربة من القصبة ويبلغ طولهما، حسب تشخيص المختصين في المجال، حوالي أربعة أمتار.

وبالنسبة للثلاث مدافع الأخرى والمصنوعة من الحديد، يضيف البلاغ، فتم رصدها بحديقة “أولهاو” المتواجدة بوسط مدينة أكادير، ويبلغ طولها ما بين 2.40 و1.70 مترا.

وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل حاليا على إعادة ترميم وتهيئة هذا الفضاء، حيث رصدت له مبلغا إجماليا قدره ثلاثة ملايين درهم، وذلك في إطار خطتها الرامية لحفظ الذاكرة الثقافية بالجهة، مؤكدة أنها لا تدخر أي مجهود لمواصلة البحث في مصير باقي المدافع التي كانت بالقصبة خلال فترة ما قبل زلزال 1960، وذلك بتعاون مشترك مع السلطات المحلية والمجتمع المدني.

وفي نفس السياق، أشار توفيق السميدة ( فاعل مدني) ان الاكاديريين يخلدون هذه السنة الذكرى 59 لزلزال أگادير الأليم ليلة 29 فبراير من سنة 1960 التي نترحّم من خلالها على شهدائنا، مضيفا أن الذكرى تعود بالحديث عن إعادة تأهيل هذا الفضاء لما يحمله من رمزية تاريخية و حضارية، وأكد السميدة أنه وجب التذكير بضرورة استرجاع مجمل المآثر بما فيها المدافع و الأبواب و الأسوار كما أشارت إليه تنسيقيات المجتمع المدني “المبادرة المدنية لإنقاذ أگادير” التي نظمت (نزهة احتجاجية) مؤخرا على إثر القرار الجماعي القاضي بإغلاق الولوج إلى أگادير أوفلا.

والتي أكدّت بحسب تعبيره من خلال بيان وقفتها الختامي على ضرورة الاستمرار في النضال بجميع الأشكال القانونية و الدستورية الممكنة قصد استرجاع هذه المدافع.

وبالرغم من بلاغ الوزارة أشار ان المدافع من معدن الحديد، فإن دراسات في التاريخ العسكري، تشير ان نسبة الحديد بها لا تتجاوز 40 في المائة والباقي من معدن “البرونز ” نفس الدراسات تكشف ان اغلب المدافع التي تتواجد بالحصون تتكون من البرونز لحمايتها من الرطوبة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى