أكادير : سناريوهات مقاطعة بيجيديون لدورة فبراير

ع اللطيف بركة : هبة بريس

مباشرة بعد مراسلتهم لأمين حزبهم ( المصباح) سعد الدين العثماني، قاطع حوالي تلث أعضاء الاغلبية المسيرة لمكتب بلدية اكادير، أشغال دورة فبراير العادية ليوم أمس الخميس 7 فبراير الجاري، إحتجاجا على انفراد الرئيس بقرارات التسيير ووقوع الاغلبية في حالة ارتباك وتدمر مما وصل اليه حالة مدينة الانبعاث.

وضعية تدفع في اتجاه استمرار تدمر ساكنة اكادير، من وضعية مدينتهم بعد رسالة الاخوان الى أمين عام ال ” بيجيدي” ومطالبته بالتدخل لاصلاح ما أفسده التسيير الانفرادي .

ولعلى السناريوهات من غير الرسالة ومحتواها، التي تكشف الاسباب الحقيقية للانسحاب كوسيلة لممارسة ضغط حزبي مركزي، هو ما سبقها من المراسلة التي بعثها النائب المسؤول عن التعمير الى عمدة أكادير، في الوقت الذي كان المجتمع المدني بأكادير قد صوب بندقيته الى عمدة المدينة صالح المالوكي بعد قضية “حائط المبكى” المتعلق بمباشرة هدم واعادة اصلاح جزء من صور البلدية التاريخي، وما واكبها من موجة انتقادات على هذا التصرف، وهو ما دفع بالسلطات بالتدخل وارجاع الحال الى طبيعته الاولى، كانت تلك المراسلة الشجرة التي تخفي غابة من الاحتقان بين العمدة ونائبه في أهم مجال تسيره البلدية ( التعمير)، ليعجل الوضع بإعفاء النائب من مهامه، الشيء الذي جعل عصا الرحى تدور في فلكه، لتأتي بعدها مباشرة خلق طريق في بقعة أرضية ازيد من 1400 متر مربع كان مخصص لأطر البلدية ،وبعدها ملف عقار بتيكوين، مما جعل ” الرسالة” تكون تقيلة من حيت الاتهامات الموجه للعمدة.

لكن اعفاء المسؤول عن التعمير، اعقبته تأويلات بعضها اتبث صحته في حين الاخر ممكن ان تكشفه الايام القادمة، قد تكون له ارتباطات باقتصادين بالمدينة او بالسلطات الولائية، ومنبعه قد يأتي من قرارات او عراقيل واجهها منعشون عقاريون مع النائب المعفى من مهامه، لا نعرف بعد طبيعتها ومدى ارتباطها بالمواطن الاكاديري.

– العثماني والمالوكي نوعية العلاقة ؟؟

الجميع يتدكر حينما قدم سعد الدين العثماني رئيس الحكومة مع وفد من وزراءه الى أكادير، وهي الفرصة التي كان ينتظرها عمدة المدينة صالح المالوكي، ليشتكي لاخيه معاناة المدينة وحرمانها من الاستثمار العمومي، دون الحديث عن ملف التسريع الصناعي للجهة والذي كان صلب اللقاء الوزاري بعد الغضبة الملكية على بطئ تحركه. لكن المالوكي صدم بعد منعه من الكلام، وانسحب وبعده انسحب أعضاء للمعارضة بمجلس جهة سوس ماسة، فالعثماني لم تكن له رغبة للاستماع للمالوكي، وهو يعرف جيدا ان من وضعه على كرسي العمادة هو بنكيران ابان فترة ترأسه للامانة العامة لحزب المصباح،فقد تغيرت الاوضاع بالحزب لصالح تيار العثماني والذي يستمد قوته من جهة سوس ماسة، ولعلى بقاء أعضاء من المكتب المسير يوم أمس لاستكمال دورة فبراير، دون التضامن مع اخوانهم اصحاب ” الرسالة” بل من حلفاء المالوكي من خرج بتدوينات يدافع بها عن عمل المجلس وحصيلته، دون تأيده او نفيه لما حملته اعترافات الاخوان، وحجم الاموال التي بقيت في صندوق الجماعة من الفائض دون تحريكها، وهو ما يكشف ان المالوكي لا تنقصه الاموال، بل لديه ما يحرك به عجلة أكادير ولو لزمن قصير، دون مراسلة الحكومة لتخصيص قسط من الاستثمار العمومي.

مهتمون بالشأن الداخلي لحزب ” المصباح” يعتبرون أن المنسحبون من تيار العثماني، ومن واصلوا أشغال الدورة من أنصار بنكيران، وإن كان هذا المعطى صحيحا، فإن المدينة سقطت في حرب مواقع داخل حزب الاسلاميين، يعني صراع داخلي بين الجبهتين، عكس التجارب السابقة للاتحادي القباج الذي كانت له صراعات مزدوجة بعضها مرتبط بالسلطات الولائية والاخر بالمنعشين العقاريين، وكان قويا بوجود أغلبية متماسكة في قراراتها، حتى جاء اليوم الموعود من صراعه مع الكاتب الاول للحزب ” لشكر” ينتهي بترشيح نفسه بلا لون، وتنتهي مسيرته في التسيير بسقوط أهم قلاع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

فجناح العثماني قوي خارج تركيبة مجالس الجماعات الترابية بجهة سوس، وضعيف داخل تركيبة تلك المجالس، فعدم انسحاب أعضاء من الحزب خلال دورة فبراير ليوم امس، يكشف ان انصار بنكيران لازلو حاضرين وان تزكيتهم بما فيهم العمدة كان من الامين العام السابق.

ويرى كثيرون ممن تتبعوا واقعة الرسالة، أن التزام حزب المصباح مع ساكنة أكادير، قد يدفع المنسحبين من الدورة الى الاعتراف أكثر من خلال ندوات صحفية او لقاءات مع الساكنة، لتقديم شرح أكثر لما يقع او البوح بملفات لازالت طي الكتمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى