شخصيات تركت أثرا في ذاكرة المغاربة .. الحلقة الثامنة: زليخة الناصري

لبنى أبروك – هبة بريس

تعاقب على المغرب طيلة السنوات الماضية، شخصيات أمنية وسياسية وحزبية صنعت تاريخا لها، ونجحت في ترك أثر لاسمها في ذاكرة جميع المغاربة الذين عايشوا فترتها أو الذين قرأوا وسمعوا عنها قصصا وروايات جذبت اهتمامهم وفضولهم.

وزراء، سياسيون، حزبيون، أمنيون ورجال دولة سنستعيد أسماءهم عبر هذه السلسلة الاسبوعية، و سنسافر وإياكم إلى الوراء بحثا عن أهم إنجازاتهم وأعمالهم أو الجدل الذي أثارته أسماءهم خلال فترة سلطتهم وهيمنتهم أو بعد إبعادهم أو ابتعادهم.

دراستهم، تكوينهم، مناصهم وأهم الانجازات والأحداث التي طبعت مسارهم، وكذا الشخصيات المعروفة التي رافقت مسيرتهم، والتي كشفت جانبا من حياتهم وكواليسا ووقائعا من سيرتهم، تلك هي الجوانب التي سنتطرق إليه بالمختصر المفيد خلال هذه السلسلة.

الحلقة الثامنة: زليخة الناصري

تعد زليخة الناصري، من الاسماء المغربية النسائية التي ساهمت بشكل كبير في خدمة القضايا الوطنية الاجتماعية لفائدة عدد من فئات الشعب، كما تركت أثرا في ذاكرة جميع المغاربة، وفراغا واضحا وملحوظا بعد رحيلها.

زليخة الناصري، مثال المرأة المغربية التي اجتهدت وكافحت للوصول الى أهم المناصب وللتكلف بأكبر القضايا الشعبية والملفات الاجتماعية وللعب دور هام وكبير في تمثيل مختلف الأنشطة الاجتماعية التي تسهر الدولة على القيام بها.

زليخة الناصري، أول امرأة مغربية عينت بمنصب مستشار ملكي، أو يد “ملك الفقراء” كما كانت تلقب اعلاميا، تمكنت من الوصول الى الطبقات المهمشة وإلى الفئات الاجتماعية التي تعاني الهشاشة والاعاقة وقلة الحاجة، ومن إعطاء نفس وصورة جديدة للأنشطة الملكية، فماهي قصتها?

في سنة 1945، رأت زليخة ناصري النور بمدينة وجدة، درست المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية بمدنتي وجدة ومكناس، قبل أن تنتقل لمدينة الرباط، حيث تابعت تكوينها العالي للحصول على شهادة الإجازة في الحقوق بكلية الحقوق بالرباط، ثم حصلت على دبلوم من المدرسة الوطنية للإدارة “شعبة المالية والاقتصاد”.

رغبة زليخة في تنمية مستواها التعليمي والتكويني، دفعاها الى التحضير لدبلوم الدراسات العليا المتخصصة في التأمينات بمعهد التأمينات بليون “جامعة جان مولان بفرنسا”، حيث حصلت على دكتوراه دولة في القانون الخاص.

بدأت زليخة الناصري، مشوارها المهني، بتعيينها بقسم التأمينات، بوزارة المالية، بالموازاة مع وظيفتها كانت تقوم بتدريس طلبة الاقتصاد بعدد من المعاهد والمدارس العليا.

في غشت 1997 عينت الناصري، من طرف الملك الحسن الثاني كاتبة للدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني إلى غاية مارس 1998 حيث عينت كمكلفة بمهمة في الديوان الملكي.

وعين الملك محمد السادس، زليخة الناصري، في 29 مارس 2000، مستشارة مكلفة بالجانب الاجتماعي كأول امرأة بهذا المنصب في تاريخ المغرب.

زليخة الناصري، التي كانت عضوا بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تأسست سنة 1999، ورئيسة لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، ساهمت بشكل في تحضير وتعديل عدد من القوانين التي تخص مدونة الأسرة، وكل ما يتعلق بقضايا المرأة والطفل والمساواة.

كما أشرفت الناصري تحت رعاية وتوجيهات عاهل البلاد، على إطلاق مشاريع تنموية، وأنشطة مختلفة لفائدة مختلف الفئات الاجتماعية بما فيها فئة السجناء وذوي الاحتياجات الخاصة.

في ال16 دجنبر 2015، توفيت الناصري، عن سن 70 عاما على إثر جلطة دماغية بالمستشفى العسكري بمدينة الرباط.

زليخة الناصري، المرأة المغربية التي كسرت الاستحواذ الذكوري على المناصب العليا، نجحت في إعادة الاعتبار للمغربيات التي تميزن في مختلف القطاعات ونجحن في بصم اسم لهن في تاريخ المغرب وفي ذاكرة جميع المغاربة، فرحمة الله عليها..

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. رحمها وطيب مثواها. ..لقد كانت امرأة بألف رجل.نجحت في كل المهام التي انيطت بها بجدارة واستحقاق.

  2. واش انتم مراض .هزوا الميكرو ونزلو عند الشعب سولوه شكون زوليخة. وشوفوا ذاكرة المغاربة واش كاينة فيها هذه السيدة. وحطوا رجليكوم فوق الارض راكوم غي طايرين في السماء

  3. زوليخة الناصري رحمة الله واسكنها فاسح الجنان من الخدام الأوفياء للعرش العلوي المجيد . إنها كانت من الوجوه النسائية التي خدمت الشعب المغربي بكل إخلاص وتفان وحضيت بالثقة المولوية لسيدي جلالة الملك حفظه الله ولا أخفيكم أن كل سكان مدينة وجدة يفتخرون بهذه السيدة الحديدية التي كانت قليلة الكلام كثيرة العمل . إنها من البطانة الصالحة التي كنا ندعو بها في ظهر كل جمعة . فاللهم جدد عليها الرحمات بحق بسم الله الرحمان الرحيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى