تقرير :”المغرب يستدير جنوباً ويُساهم بالتدريب العسكري والديني في أفريقيا “

هبة بريس – رضى لكبير

كشف تقرير جديد أنجزه مركز كارينغي للشرق الأوسط على أن المملكة المغربية وخلال الأشهر الأخيرة عمل على تعزيز دعمه للمجموعة الإقليمية المعروفة ب”دول الساحل“ ، وذلك في إطار التنافس بينها وبين الجزائر على النفوذ في الساحل وباقي القارة الأفريقية، إضافة إلى أن المملكة تهدف إلى أداء دور أساسي في التركيز الأوروبي على أمن الساحل واستقراره.

واسترسل التقرير بأن المغرب وبالرغم من مساعيه للتواجد بالمنطقة الأفريقية سياسيا، تقابله تحديات كبرى، تتمثل في غياب الثقة بين الرباط وعدد كبير من الدول الإفريقية، حيث أن العلاقات المغربية مع دول أفريقية في حقبة ما بعد الاستعمار لم تكن على امتداد عقود وثيقة، بقدر علاقات هذه الدول مع الجزائر على سبيل المقال .

وكشف التقرير أن المغرب وأمام هذا الواقع، سعى إلى العمل على تحسين علاقاته الثنائية مع البلدن الإفريقية، ولاسيما في غرب أفريقيا والساحل، حيث يحافظ منذ وقت طويل على روابط قائمة على القوة الناعمة، مضيفا التقرير بأن الانخراط مع مجموعة دول الساحل الخمس تعتبر وسيلة يبرهن من خلالها المغرب على أنه داعم للأولويات الأمنية الأساسية في أفريقيا-وليس أقله في الفناء الخلفي للجزائر-ولرؤية الإتحاد الأفريقي المتمثلة بالعمل على تعزيز السلام والتعاون الإقليميين.

واعتبر التقرير على أن الدعم المغربي لمجموعة دول الساحل الخمس يعتبر مقاربة متدنية المخاطر نسبيا، الهدف منها ترقية نطاق الأهداف المغربية الأوسع في أفريقيا. كما أن يتيح للمملكة أن تصبح قوة فاعلة أمنية استراتيجية، نظرا إلى أنه ليس بمقدور الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي القيام بتدخل عسكري مباشر. وهنا، يضييف-التقرير، يرتدي التعاون المغربي في مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف العنفي قيمة كبيرة، إذ يمنح المغرب وسيلة إضافية لممارسة تأثير، في مسألة الصحراء المغربية، لدى بروكيسيل وواشنطن، اللتين تواجهانه بتحديات دبلوماسية وقانونية على خلفية السيطرة التي يمارسها على المنطقة بحكم الأمر الواقع، على حد تعبير التقرير.

وأشار التقرير إلى «المساهمتان الأساسيتان اللتان يُقدّمهما المغرب لمجموعة دول الساحل الخمس هما التدريب العسكري والديني. فعلى الجبهة الأمنية، أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في أيلول/سبتمبر 2017، أن المغرب سيساعد مجموعة دول الساحل الخمس على إدارة الأمن الحدودي، وقطعَ وعداً بالمساعدة على التصدّي للتعاليم الإسلامية المتشدّدة في المنطقة بصورة عامة. وقد حضر مندوبون من المغرب المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الساحل الذي عُقِد في بروكسل في شباط/فبراير 2018، والذي سلّط بوريطة خلاله الضوء على عدد من مجالات التعاون، منها ضبط الحدود، والأمن الغذائي، والتنمية الاجتماعية، والتدريب العسكري، والتدريب الديني للأئمة. وفي حزيران/يونيو 2018، تعهّد المغرب بدعم القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس التي تُركّز عملياتها على مكافحة الإرهاب والتصدّي للجريمة العابرة للحدود».

واسترسل التقرير مفصلا بأن المغرب:” يعمل منذ وقت طويل، على تدريب عدد كبير من العناصر والقادة العسكريين في دول الساحل الخمس، ومنهم الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز. كذلك تدرّبَ قائد القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس، الفريق حننا ولد سيدي، وهو أيضاً موريتاني، في الأكاديمية الملكية العسكرية في مكناس. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018،أوردت صحف محلية أن أكثر من 1300 ضابط أجنبي – أكثريتهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء – يتلقّون تدريباً عسكرياً وتقنياً في المغرب“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى