سمية العمراني .. المغربية التي سخرت حياتها للدفاع عن المصابين بالتوحد

سمية العمراني ، المغربية التي كرست وقتها وسخرت حياتها للدفاع عن حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد، وأسست تحالف الجمعيات العاملة في مجال التوحد بالمغرب.

سمية العمراني، من مواليد فبراير 1966 بمدينة فاس، متزوجة وأم لثلاث بنات أوسطهن تبلغ من العمر 25 سنة ولديها إعاقة التوحد وهي من خريجي كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سيدي محمد بنعبد الله بفاس حيث حصلت على إجازة في العلاقات الدولية سنة 1988 لتنتقل فيما بعد إلى كلية الحقوق ثم تحصل على شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية والعلوم السياسية : جامعة محمد الخامس – كلية العلوم القانونية والاقتصادية و الاجتماعية سنة 1991.

من واقعها المعيش مع ابنتها ذات التوحد ومعاينتها للنقص الحاد في الولوج إلى الخدمات الأساسية، آمنت سمية العمراني منذ البداية أن أنجع السبل لممارسة ذوي التوحد حقوقهم تتلخص في تعزيز قدرات الأفراد والأسر من خلال التكوين وإذكاء الوعي وتعبئة الدعم المجتمعي.

و من هذا المنطلق، انخرطت في العمل المدني كأم مسلحة بخلفيتها الدراسية المؤسسة على اعتبار القانون والمؤسسات آلية أساسية لضمان تمتع كافة المعنيين بالتوحد بحقوقهم.

وعليه، شاركت إلى جانب مجموعة من الأسر والجمعيات في تأسيس تحالف الجمعيات العاملة في مجال التوحد بالمغرب مابين سنتي 2005 و2006 حيث شغلت منصب أمينة المال ثم رئيسة حاليا،
من موقعها في هياكل تحالف التوحد انخرطت بقوة في حملات إذكاء الوعي والترافع من أجل حقوق الأشخاص ذوي التوحد حيث جابت كافة مناطق المملكة في عدة محطات أهمها النوادي الأسرية الجهوية والقوافل الجهوية للتوحد واللقاءات الجهوية للتوحد. ساهمت في إعداد وتنظيم المؤتمر الدولي الأول للتوحد لسنة 2014.

ومازالت مستمرة في مسيرتها القائمة على المساهمة في وضع اللبنات الأساس لإعداد الخبرات الوطنية حيث ستنطلق الدفعة الأولى من طلبة الشهادة الجامعية للتوحد الأولى من نوعها وذلك أواخر شهر يناير 2019.

سمية العراني، المدافعة الشرسة عن الحق في التربية والتعليم الدامجين ، تؤمن أن التعليم حق تمكيني وبوابة للتأهيل ولتمكين الأشخاص ذوي التوحد من ممارسة كافة حقوقهم بما فيها الحق في الأهلية القانونية.

كما تؤمن سمية أن قضية التوحد تندرج ضمن قضايا الإعاقة والدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بشكل عام. من أجل، انخرطت منذ سنة 2006في الحركة الحقوقية الوطنية من خلال التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب حيث تشغل حاليا منصب نائبة الرئيس.

وشغلت عدة مهام حقوقية منها عضوية المجلس الوطني لحقوق الإنسان من 2011 إلى 2018 وعضوية اللجنة العلمية –الأخلاقية للمؤسسة الدولية للبحث التطبيقي حول الإعاقة Fondation Internationale de Recherche Appliquée sur le Handicap . كما ساهمت في إعداد تقرير الظل بخصوص اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المقدم للجنة الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة سنة 2017.

و أخيرا، لديها عدة مساهمات في العمل المدني بخصوص القضايا المتعلقة بالإعاقة بشكل عام وبالتوحد بشكل خاص وفي عدة مؤتمرات وطنيا، إقليميا ودوليا . آخر مساهماتها انتدابها كعضو في هيأة الخبراء المشاركين في تأطير المؤتمر الدولي للتوحد المزمع انعقاده بمدينة نيس الفرنسية في شتنبر 2019. وهي الآن تشتغل على إعداد عدة برامج في مجال النهوض بأوضاع ذوي التوحد خاصة الشباب والأفراد في وضعية هشاشة. أقرب حدث هي بصدد التحضير له : السهرة الفنية الكوميدية مع الفنان ايكو بالمسرح الوطني محمد الخامس يوم 10 يناير 2019 على الساعة السابعة والنصف مساءا ، والتي سيخصص ريعها لتنظيم دورات تدريبية ودعم أسر الأشخاص ذوي التوحد.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى