الغضب يسائل عمداء هاته المدن …فشل تدبيري أم تصفية حسابات؟

غضب عارم ذاك الذي طارد عمداء كل من مدن طنجة ، تطوان، فاس، ومكناس عقب الاحتجاجات التي رافقت انعقاد الدورات العادية لشهر فبراير من السنة الجارية يوم الأربعاء الماضي ، والتي تطورت بعضها الى ملاسنات ومشادات بلغت حد المحاصرة واعتراض الطريق .

تطوان ..احتجاجات ، منع ، واقتحام ، “ادعمار” في قفص الاتهام

وسط احتجاجات عارمة انعقدت صباح يوم الاربعاء 07 فبراير الدورة العادية بقاعة الجلسات “محمد ازطوط” التابعة لجماعة تطوان التي يرأسها محمد ادعمار ، حيث تجمهر عدد من التجار الذين لم يستفيدوا من المحلات التجارية بالاسواق النموذجية (سوق سيدي طلحة) أمام مقر الجماعة ، رافعين شعارات تطالب بانصافهم ، كما تزامنت الدورة مع احتجاج عدد من سائقي النقل الحضري أمام مقر الجماعة ، اضافة الى اضراب خاضه بعض الموظفين داخل الجماعة ويتعلق الأمر بقسم المصادقة على النسخ ، وعلى اثر منع عدد من المواطنين من ولوج قاعة الجلسات ، عمد ادعمار الى تحويل الدورة الى جلسة مغلقة وفق لما ينص عليه القانون المنظم .

احتجاجات أسواق القرب “تفجر ” دورة جماعة طنجة العادية .

بدورها ، عاشت جماعة طنجة يوم الأربعاء 07 فبراير ، على صفيح ساخن بعدما أدت الاحتجاجات التي رافقت انعقاد دورة فبراير العادية ، الى تعليق الجلسة لبضع ساعات ، اضطر معها العمدة البشير العبدلاوي الى اغلاق الجلسة في وجه العموم.

واقتحم عدد من المقصيين الذين لم يستفيدوا من من محلات تجارية باسواق القرب “النموذجية” التي أشرفت عليها السلطات المحلية بمدينة طنجة ، الجلسة ، ورفعوا شعارات تطالب بانصافهم وايجاد حلول لملفهم المطلبي.

وتطورت الاحتجاجات إلى ملاسنات مع أعضاء محسوبين على فريق العدالة والتنمية الذي يسير المجلس الجماعي لحضرية طنجة ، مما تعذر معه استمرار أشغال الجلسة ، الأمر الذي دفع البشير العبدلاوي الى طلب دعم القوات العمومية .

مكناس …عودة المحاصرة

لم تمر دورة مجلس جماعات مكناس دون “أحداث” ، فبعدما عمد محتجون (غاضبون) من طردهم من العمل ، في وقت سابق إلى محاصرة عبد الله بوانو عمدة مكناس ، وتدخل الأمن لتخليصه ، شهدت جماعة “الصفاصيف” اقتحام مقر الجماعة، من قبل مواطنين غاضبين، رفعوا شعار “ارحل” في وجه الرئيس، احتجاجا على ما وصفوه ب” غياب شروط التنمية بالجماعة”، خاصة على مستوى الطرق والخدمات الصحية بالمركز القروي.

فاس ..الأزمي يفتش حقائب الصحافيين

عرفت دورة مجلس جماعة فاس العادية بدورها يوم الأربعاء الماضي ، احتجاجات من طرف نشطاء اجتماعيين حيث اتهموا الرئيس بمنعهم من ولوج قاعة الاجتماعات التي احتضنت الدورة وقد جاء هذا الاحتقان اثر دعوات قام بها هؤلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي نظرا لما تعرفه المدينة من مشاكل ،حيث استنكر الجمعويون هذا المنع ، كما تحدثت مصادر متطابقة أن إدريس الأزمي اضطر إلى توجيه تعليمات بتفتيش حقائب بعض الصحافيين قبل السماح لهم بولوج قاعة الاجتماعات، تحسبا لتكرار ما جرى في مكناس.

تجدر الاشارة الى أن دورات المجالس الجماعية العادية للمدن المذكورة أعلاه لم تمر مرور الكرام ، خاصة بعدما عمد عدد من عمداء هاته المدن الى اغلاق الجلسات في وجه العموم ، في تناقض صارخ مع روح الدستور ، وهي الخطوة التي أثارت جدلا في اوساط الفاعلين السياسيين والمدنيين بالمدن المعنية .

وفي الوقت الذي برر فيه عمداء هاته المدن ، خطوتهم بالحفاظ على النظام العام داخل المجلس الذي شهدت دوراته العادية احتجاجات عارمة من طرف عشرات المواطنين، فإن متتبعين للموضوع، اعتبروا أن الخطوة تعكس افتقاد الاغلبية المسيرة للغة الحوار والاستماع لمشاكل المواطنبن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى