“ولدت باعاقة في مجتمع معيق”

حلم بيد واحدة … وأمل بحجم المجرة و طموح تخطى سقف الممكن
بيد واحدة وأمل بحجم المجرة و طموح تخطى سقف الممكن كافحت سعيدة و تحملت نظرات المجتمع القاسية، وتخطت كل العوائق والصعوبات لتقف اليوم أمام تلاميذها بالوزرة البيضاء حاملة الكتاب المدرسي بيدها و في أتم الإستعداد لمزاولة مهنتها كمعلمة تماما كما كانت تحلم وهي صغيرة.

《ولدت بإعاقة في مجتمع معيق !》
ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺯﻫﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ 1990 ﺑﺎﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء، ولدت ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ، ومنذ ولادتها وهي تحارب مطبات الحياة بيد واحدة وغير مكتملة.
في بيتها حصلت سعيدة على الحنان و الإهتمام الكافيين لتنعم بطفولة جميلة ساهمت بشكل أو بآخر في تقبلها لوضعها والتعايش معه، لكن خارج جدران البيت عانت من التمييز والتجريح وكانت المشاكل تنهال عليها من كل حدب وصوب، ومن من بين أبرز المشاكل التي واجهتها في سن صغيرة هي رفض طلب تسجيلها بالمدرسة ﺑﺪﻋﻮﻯ عدم قدرتها ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ بسبب أصابع يدها غير المكتملة، ولهذا السبب اضطرت سعيدة لقضاء سنة بين جدران المنزل في حين حجز الأطفال في سنها مقاعدهم بالمدرسة، لكن الإستسلام ليس من شيمها، فخلال الموسم الدراسي التالي عادت للمدرسة وكلها ثقة بأنها ستنال حقها في التمدرس ولن تعود لمنزلها مكسورة كالمرة السابقة، وبعد إلحاح شديد قام مدير المدرسة بإختبار قدرتها على الكتابة ليتفاجئ في النهاية بجمالية خطها الشيء الذي لم يترك أمامه خيارا آخر سوى الترحيب بها بين تلاميذ المؤسسة.

《الإعاقة ليست نقطة ضعف بل نقطة قوة》

خلال مسيرتها الدراسية كانت سعيدة دائما متفوقة ومن بين الأوائل في صفها ولم تشعر يوما بأي إختلاف أو تمييز بينها وبين باقي الطلاب، وباجتهاد متواصل حصلت على الإجازة في الدراسات الإسلامية وقطعت شوطا طويلا نحو حلمها منذ الطفولة وهو مهنة التدريس.

بعد حصولها ﻋﻠﻰ الإﺟﺎﺯﺓ بدأت ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ عن العمل ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ سيرتها ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ في كل مرة، ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﻞ ﺗﻄﺎﻭﻝ الأمر ﺇﻟﻰ إهانتها والسخرية من وضعيتها التي لا تليق بالعمل حسب رؤية أرباب العمل السوداوية.

لكن مرة أخرى لم يجد اليأس والإستسلام طريقا إلى سعيدة فلم تترك بابا إلا وطرقته واستطاعت أن تحصل على تدريب في مؤسسة تعليمية لمدة سنة واكتسبت خبرة أهلتها فيما بعد للحصول على وظيفة مستقرة كمدرسة للأقسام الإبتدائية بإحدى المؤسسات الخصوصية.

《إعاقتي سر اختلافي وتميزي !》

تعيش سعيدة حياة هادئة رفقة أسرتها و تمارس مهنتها بشكل عادي جدا و تطمح لمتابعة دراستها للحصول على الماستر ثم الدكتوراه، ولأنها متصالحة مع ذاتها استطاعت ترك المجتمع المعيق خلفها وركزت فقط على تحقيق ذاتها و حلمها ونجحت في ذلك ﺑﻴﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ فقط، إن سألتها عن سر قوتها ستخبرك : “أنا ﻟﻢ أﺧﺘﺮ إﻋﺎﻗﺘﻲ، إﺧﺘﻼﻓﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻧﻲ وﺇﻋﺎﻗﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ﻧﻜﻬﺔ ﻳﻔﺘﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮون” .
0677178546

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى