البيغ 170 كيلو ..”كلام خاسر” وموسيقى جميلة

في مجتمع كالمجتمع المغربي ،تحكمه مجموعة من التقاليد والثوابت الأخلاقية ، لا يمكنك إلاّ أن تؤكد لنفسك قبل غيرك أنّ ظاهرة” الهيب هوب ” تشبه موجا لا يعرف إلا الجزر منذ سبح على نفسه من حيث لا ندري. قد نتفهّم في أحيان كثيرة كون هذا ” الهيب هوب” هو الصوت الداخليّ لكل مراهق مغربيّ له معاناة ذاتية داخلية معيّنة أو اصطدام جوانيّ يكبر بفعل الاحتكاكات المتغيّرة والمستمرّة باللآخرين.فتبحث بذلك عن سيديهات فرق” الهيب هوب” المغربيّة و قد تنال إعجابك غالبا طريقة تعبير فرق الراب عن المشاكل المجتمعية.

صحيح أنك قد تبتسم حين ترى طفلا مغربيّا يرقص رقصة “الهيب هوب” وهو يردّد كلمات مسترسلة لكن مع ظاهرة كظاهرة توفيق حازب المعروف ب ” البيغ”وهو مغني “الهيب هوب” المغربي الشهير وذائع الصيت بين الشباب المغربي ، سوف يأخذك الذهول وانت تتامل مشهده العام.

مناسبة هذا الكلام هو اصدار البيغ لاغنيته الجديدة 170 كيلو وما تضمنته من حمولة سادية عبرت عنها تلك الصورة الدي يظهر فيها وهو يحمل سيغار كوبي ويعلو بخيلاء ” منافسيه من مغنيي الراب”  حيث ضعهم عنوة في موضع الانبطاح والضعف امامه.

قد نتفهم ان مكنون فن الراب يتجسد في تحرره من جميع الظوابط الادبية التي تحيط بالفن عموما سواء  كانت على مستوى النص او الكلمات او حتى الصور الغناءية، ولكن التزام هذا النوع الموسيقي بهذه الزاوية وبتزمت واعتبارها  هي المؤشر الوحيد للنجاح والتسويق  سيدخل الراب لا محالة في خانة عدم الانتشار وهو ما حصل مع اغنية البيغ الاخيرة التي تضمنت ما يكفي من الكلمات النابية  وحدت لا محالة من انتشار الاغنية بالتاصيل الواسع للمفهوم وذلك بحصرها في جمهور معين ينتصر للجرعات الزاءدة  والكلاشات مهما كانت دوافعها وتجلياتها.

اما فنيا فقد توفق البيغ على نفسه واثث لقطعة جميلة من حيث ” لفلو” والموسيقى واختار ان ينظم ضابط اداءه بسلاسة وتناغم حين قدم جزء ثان للاغنية بايقاع نازل و مختلف عن الاستهلال الاول وذلك دون ان يفقد شعلة التوفق التي جاء بها بعد غياب طويل.

وبين هذا وذاك وبعيدا عن البيغ وكلاشاته لا يمكننا الا ان نحترم فن الراب وننتصر لخصوصياته لاسيما ان المحددات الفنية للمغني لا تلزم باي حال من الاحوال اي ” رابور” لان الراب يدخل في خانة الهيب هوب الدي يعتمد شروطا موسيقية اخرى.