“لن نسلمكم أخانا”.. هل سيضحي “البيجيديون” بالحكومة مقابل دعم حامي الدين?

لبنى أبروك – هبة بريس

حالة من الاستنفار القصوى تلك التي أعلنها حزب العدالة والتنمية، بوزراءه وقيادييه ومناضليه، على اثر قرار قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس، بتحريك المتابعة في حق عبد العالي حامي الدين، بتهمة المساهمة في قتل الطالب الراحل بنعيسى ايت الجيد.

الحزب، ومباشرة بعد توصله بقرار قاضي التحقيق، عقد اجتماعا استثئنائيا لأمانته العامة، كما خرج أبرز قيادييه بتصريحات وتدوينات أثارت استغراب وتساؤلات المغاربة.

وزير الدولة المكلف بحقوق الانسان، المصطفى الرميد، كان أول المعلقين عن القرار، حيث جلد القضاء ووصف قرار القاضي ب”الخرق الخطير” للقانون و”الاجتهاد الأخرق”..

خرجة الرميد، تلاها بلاغ من الحزب، وخرجات مماثلة من قبل عدد من قيادات حزب “المصباح” وحركة التوحيد والإصلاح، وعدد من الجهات والتيارات المتعاطفة مع الحزب.

موقف الحزب، الذي وصفه عدد من المتتبعين ب”الغريب”، أعاد إلى أذهاننا خرجة بنكيران قبل أشهر، والتي أكد من خلالها تحدي “البيجيديين” للقضاء والقانون، لتحرير مدللهم حامي الدين، مشددا بالقول :”لن نسلمكم أخانا”.

موقف البيجيدي الذين ادعوا أنه غير نابع من علاقتهم الشخصية بالمعني بالأمر، أعاد الى أذهان المتتبعين، مواقفهم وخرجاتهم، خلال متابعة كل من معتقلي حراك الريف والصحفيين حميد المهداوي وتوفيق بوعشرين.

وفي هذا الصدد، أكد الرميد، في معرض تعليقه على أحكام الريف قبل أشهر، على أن القضاء مستقل وينبغي احترام استقلاله، مشيرا الى أن الأحكام في الملف المذكور تبقى صادرة عن القضاء الذي لا يمكن الجدال في أحكامه إلا ممن اطلع على وثائق الملف وتابع القضية مباشرة واستمع إلى المناقشات والمرافعات” .

الرميد، المتهم بتسريب محاضر الصحفي توفيق بوعشرين وتوزيعها على قيادات البيجيدي، خلال فترة التحقيق معه، تعرض آنذاك لهجمة شرسة، من زوجة عبد العالي حامي الدين، خلال جلسة لمناقشة ميزانية حقوق الانسان، حيث اتهمت هذه الأخيرة جهات بتسخير القضاء للإنتقام من بوعشرين، قبل أن ينتفض الوزير ويطالبها بقراءة الحكم قبل إبداء الموقف، مشددا على أنه لا يمكن إبداء رأيه في قضية مازالت رائجة أمام المحاكم.

الرميد وإخوانه بالحزب، ابتلعوا أسلنتهم وأغمضوا أعينهم طيلة جلسات محاكمة معتقلي الريف وجرادة والمهداوي وبوعشرين، وغيرهم من المغاربة الذين أشعلت الأحكام الصادرة في حقهم غضب عدد من النشطاء، الذين طالبوا بدورهم بتدخل الحزب الحاكم وقياداته، دون مجيب، قبل أن يخرجوا اليوم ويكشروا عن أنيابهم لحماية مدللهم من الاعتقال والسجن.

الرميد، الوزير المكلف بحقوق الانسان، الذي لطالما تعنى رفقة إخوانه بالحزب، بالخطوات التي خطاها البلد في مجال حقوق الانسان، وفي القضاء والعدل والحريات، عاد اليوم للتمرد عن بلده، ولقصف وجلد قوانينها وقراراتها القضائية.

التناقض في المواقف والانفصامية في الشخصية، ليس بالأمر الجديد لدى قيادات البيجيدي الذين لطالما هاجموا سياسة الريع و وعدد من البرامج والقوانين والمشاريع الحكومية، خلال اصطفافهم في المعارضة، قبل أن تنقلب مواقفهم بشكل كامل خلال صعودهم في الاستحقاقات الانتخابية وحصولهم على المناصب الحكومية والكراسي الحكومية.

التناقض في المواقف والانفصامية في شخصية قيادات هذا الحزب، الذي يقود الحكومة، والذي يسير ويدبر عدد من القطاعات الهامة والقرارات الأهم، تدفعنا للتساؤل هل سيستمر حزب “غير سوي” في الحكومة أم سيدفع مناصبه الحكومية وكراسيه الوزارية ثمنا لحرية حامي الدين?

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. “لن نسلمكم أخانا ” موقف غريب يظن أصحابه أنهم في صلح الحديبية .
    انه القانون اذا كان الرجل مذنبا سوف ينال عقابه و ان كان العكس فالقانون سيبرئه

  2. اوجه سؤالي الى كل مغربي:هل هناك امرأة تقول ولدي ظالم؟أو ولدي ضيع اولاد الجيران.هكذا الرميد وبن كيران والجسدي ابنهم عزيز عليهم ومدخل لابد أن يقوده ولو بالخروج من الحكومة،وهذا ما يتمناه أغلب المغاربة لانهم كذبوا علينا وخدعونا، لقد صوتت عليهم لكن الآن اقسم اني لن أصوت على كل من له لحية.

  3. اذا اثبت انه ارتكب، ساعد على ارتكاب الفتل، امر تو تامر على الفتل فالقانون واضح. والنيابة العامة موجوب عليها ان تثبت ذلك بادلة قاطعة و السلام. ما كاين لا لن نسلم لا سيدي زكري.

  4. البيجيديون ارادو تطبيق : اُنصر اخاك ظالماً أو مظلوماً .

    أليس آيت الجيد أخاكم ؟

  5. لم يكفيكم الكذب على المغاربة وفضائحكم أيها المنافقون بل تريدون تبييض قاتل مواطن !!! ستكون نهايتكم على يد “أخيكم” القاتل والقانون أعلى منكم.

  6. “لن نسلمكم أخانا”هذا منطق مافيا ولا يعقل أن يصدر عن حزب يقود حكومة هي المعنية بتسلم “أخيهم”
    ووزير حقوق الإنسان حاليا والعدل سابقا يطعن في القضاء لأنه فتح ملف “أخيهم”.غريب والله.

  7. لا بد من توضيح بعض الأمور أولا أحكام الريف أو جرادة أو المهداوي ليست أحكاما نهائية ثانيا لم يقض المتهمون الأحكام التي صدرت في حقهم وخرجوا من السجن ثم أعيدت محاكمتهم مرة أخرى وبنفس التهم ثالثا قول بنكيران ” لن نسلمكم أخانا ” موجه لخصوم حزبه وليس للقضاء خصوصا وأن البيجيدي يقول أنها محاكمة سياسية و قد اتهم حامي الدين مباشرة حزبا معينا سماه بالاسم خصوم حامي الدين المطالبة برأسه أصحابه يطالبون ببراءته والكل يقول أن العدالة مستقلة فعلى الجميع أن يلجموا ألسنتهم ويتركوا العدالة تقول كلمتها ــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى