ندوات ال”HEM” : المساواة في الإرث : قداسة النص أم قداسة العدل؟‎

انطلقت يوم أمس الخميس أولى ندوات الجامعة المواطنة لهذه السنة بمدينة الدار البيضاء التي دأبت على تنظيمها مؤسسة “HEM” بمختلف المدن المتواجدة بها، (انطلقت) بندوة حملت عنوان “المساواة في الإرث : قداسة النص أم قداسة العدل ؟”، بحضور كل محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف ب “أبو حفص” والباحث الأمازيغي “أحمد عصيد”، بالإضافة للأستاذة الجامعية بجامعة سوسة التونسية “نائلة سيليني” ، كما تخلف القيادي في حزب العدالة والتنمية “عبد السلام الباجي” عن الحضور بعدما أبدى مسبقا رغبته في المشاركة بالندوة التي سهر على تسييرها الصحافي “هشام روزاق”.

وقال أبو حفص خلال مداخلته بأن موضوع المساواة في الإرث أصبح ضحية استقطابات وصراعات سياسية مستحضرا نقاشا جمعه بينه وبين قيادي حزب كبير بالمغرب، حول المنهجية المقاصدية التي يعتمدها في إصدار آرائه قائلا :” قلت له أن المنهج المقاصيدي يجب أن يسري على كل شيئ، قال نعم، لكن إذا غارت شملت موضوع الإرث فسيكون ذلك مخالفا لإديولوجية الحزب السياسي الذي أنتمي إليه”.

وأضاف ‘أبو حفص’ بالتساؤل كيف يستطيع من يدعي أن النص قطعي ولا اجتهادا مع النص، أن يفرق ما بين هو قطعي فعلا وما هو قابل للاجتهاد، مبرهنا على رأيه بتقديم أمثلة من آيات قرآنية ونصوص تعتبر قطعية تم تجاوزها في المغرب ومن بينها قوله تعالى “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، حيث علق قائلا أنه بمنطق أصحاب نظرية لا اجتهاد مع النص ومنه نحن مطالبين الأن بحمل السيوف وقتال كل الذين لا يدينون بدين.

وختم مداخلته بأن ادعاء لا اجتهاد مع النص هي طريقة لتفسير القرآن وليس القرآن نفسه، وكما سبق وأن تم تجاوز آيات تعتبر قطعية فعليه إذن وجب تطبيق مقاصد التكييف مع جميع النصوص المتعلقة بالمرأة.

من جهته قال الباحث الأمازيغي “أحمد عصيد” بأن الجدال في موضوع المساواة في الإرث ومعارضة تطبيقه من خلال الاعتماد على حجج وبراهين دينية، ما هي إلا فقاعات مرتبطة بفكر فقهي مرتبط لا علاقة له مع مع واقع الإنسان أو بالمتغيرات التي تفرض نفسها عليه، ملخص الجدل حسب قوله في ثلاث قواعد أساسية، الأولى تفيد بأن الإنسان هو الغاية في حد ذاته وأنه هو من يسبق الدين وليس الدين من يسبق الإنسان على حد تعبيره.

أما القاعدة الثانية أشار عصيد إلى أن قراءة النصوص يسودها احتكار كبير وهو الأمر الذي لا يخدم لا الدولة ولا المحتمع في شيئ، داعيا إلى توسيع مجال المواضيع الدينية لتشمل جميع المخلوقات البشرية بمختلف مشاربها ومستواياتها التعليمية حتى” لا يعود في المجتمع رجال الدين يفتون من منابرهم المرتفعة ويخيطون لنا مقاسات لحياتنا اليومية” حسب قوله.

عصيد لم يفوت الفرصة لمهاجمة رئيس الحكومة السابق ‘عبد الإله بن كيران’، بعدما سبق للأخير وأن رد على توصية أصدرها المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول موضوع المساواة في الإرث بالقول “هذا الباب أغلق منذ 1400 سنة ولا يحق لأي شخص فتحه”، حيث عاد عصيد للجواب على بن كيران “شكون عطاك الحق لإغلاق الموضوع”، مسترسلا بالقول “نحن نبحث دائماً عن المفاتيح لكي نفتح الأبواب المغلقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى