الجديدة: التفاتة أبوية يشمل بها ممثل صاحب الجلالة الصغار في وضعية صعبة

أحمد مصباح – الجديدة

عندما كان بعض المسؤولين ممن أول إليهم تدبير الشأن العام بالجديدة، يخلدون للنوم في بيوتهم (la grâce matinée)، أو يقضون عطلة نهاية الأسبوع في المنتجعات السياحية والمدن الأماكن الصاخبة، بعيدا عن عاصمة دكالة، اختار محمد الكروج، المسؤول الترابي الأول على إقليم الجديدة، التوجه، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، إلى منشأت ومؤسسات ذات طابع اجتماعي، والتواجد في دور رعاية الأطفال في وضعية صعبة، هذه الشريحة من المجتمع، التي هي أحوج ما تكون في هذا الوقت الذي يسود فيه طقس بارد قارس، إلى دفء الأسرة والحنان الأبوي، اللذين يفتقدونه.
هذا، وقام ممثل صاحب الجلالة على إقليم الجديدة، بزيارات تفقدية، قادته إلى “قرية SOS”، و”دار الدكتور الصبان”، و”جمعية الأمال للأطفال في وضعية صعبة”، حيث اطلع على أحوال وظروف عيش وإقامة وإيواء الصغار، وقدم لهم ألبسة وأحذية رياضية، ودعما معنويا ونفسيا، وقضى بمعيتهم بعض الوقت، مرتميا بعفوية وسطهم، بين أحضانهم. ولعل الصورة رفقته، اتي يظهر فيها المسؤول الترابي محاطا بالصغار في عمر الزهور، الذين يتشبثون ويلتصقون به بأجسادهم، أصدق تعبير عن الدفء والعطف الأبويين اللذين منحه إياهم، في أجواء من الفرحة والسرور، رسمت وجوههم وشفاههم الابتسامة الصادقة.
وبالمناسبة، فإن هذه الالتفاتة الأبوية والإنسانية النبيلة، ليست هي الأولى من نوعها. فقد كانت السلطة الترابية، ممثلة في عامل إقليم الجديدة، محمد الكروج، أول من واسى ضحايا الفاجعة، التي خلفت، الأربعاء الماضي، 5 قتلى و4 جرحى من مشجعي فريق الدفاع الحسني الجديد.
هذا، واتخذ عامل إقليم الجديدة، وعلى خلاف مسؤولين وقائمين على الشأن العام، ومنتخبين (..)، تدابير وصفت ب”الاستثنائية”، أبانت عن روح المسؤولية التي يحظى بها، وتشبعه بالمفهوم الجديد للسلطة، وممارسة سياسة القرب والانفتاح في السراء والضراء، على المواطنين، رعايا جلالة الملك محمد السادس.
فما أن تناهى إلى علمه خبر حادثة السير المأساوية، التي وقعت فصولها الدموية، في حدود الساعة التاسعة و15 دقيقة من ليلة الأربعاء الماضي، حتى طار بمفرده، بعيدا عن الخرجات البروتوكولية، والأضواء والبهرجة وعدسات الكاميرات، إلى قسم الإنعاش، وقسم جراحة الدماغ والأعصاب بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، قبل أن يلحق به ممثلو السلطات الإقليمية والمحلية، للاطمئنان على وضعهم الصحي، ومواكبة الإجراءات المتعلقة بكل حالة على حدة، وبالقتلى المودعين بمستودع حفظ الأموات.
وفي اليوم الموالي للفاجعة، الخميس 6 دجنبر 2018، انتقل إلى منازل أسر من قضوا نحبهم، في أحيائهم السكنية، وقدم لهم واجب العزاء. كما انتقل، مساء اليوم ذاته، إلى المستشفى الإقليمي، للاطمئنان على حالات الضحايا الذين يخضعون للعناية الطبية المركزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى