تدابير “استثنائية” اتخذتها سلطات الجديدة إثر فاجعة “شهداء فريق الدفاع الجديدي”

أحمد مصباح – الجديدة

على إثر الفاجعة الإنسانية التي خلفت، ليلة أمس الأربعاء، 5 قتلى و4 جرحى من مشجعي فريق الدفاع الحسني الجديدي، عندما كانوا في طريق العودة إلى بيوتهم ، وأحضان أسرهم بعاصمة دكالة، بعد أن ساندوا، في اليوم ذاته، بمدينة الدارالبيضاء، فريقهم المفضل، فرس دكالة، في المباراة التي جمعته بفريق الوداد البيضاوي؛ اتخذت سلطات الجديدة تدابير وصفت ب”الاستثنائية”، أبانت عن روح المسؤولية التي يحظى بها بعض المسؤولين، وتشبعهم بالمفهوم الجديد للسلطة، وممارسة سياسة القرب والانفتاح في السراء والضراء، على المواطنين، رعايا جلالة الملك محمد السادس.

فما أن تناهى إلى علم عامل إقليم الجديدة، محمد الكروج، خبر حادثة السير المأساوية، التي وقعت فصولها الدموية، في حدود الساعة التاسعة و15 دقيقة من ليلة أمس الأربعاء، على الطريق ذات الاتجاهين، المؤدية من المدخل الشمالي للجديدة، إلى مركزها، ونقل الضحايا، القتلى والجرحى، تباعا إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، حتى طار إلى قسم الإنعاش، وقسم جراحة الدماغ والأعصاب، قبل أن يلحق به ممثلو السلطات الإقليمية والمحلية، للاطمئنان على وضعهم الصحي، ومواكبة الإجراءات المتعلقة بكل حالة على حدة، وبالقتلى المودعين بمستودع حفظ الأموات.

وأشرف شخصيا الدكتور محمد رياض مدير المستشفى الإقليمي، والذي اضطر لمغادرة فراش المرض، بسبب اضطرابات في القلب، على تقديم الإسعافات والعلاجات الطبية، إلى الضحايا، الذين أدخل ثلاث منهم قسم جراحة الدماغ والأعصاب، وحالة واحدة قسم الإنعاش.

وأصدر الدكتور محمد رضا، في حينه بلاغا تلاه على أسر وذوي الضحايا، الذين اكتظ بهم المستشفى، أطلعهم من خلاله على لائحة بأسماء الضحايا، الجرحى والموتى. كما أشرف على عملية غسل القتلى، ووضعهم في الكفن.

ومن جهتها، فإن النيابة العامة بابتدائية الجديدة، ممثلة في وكيل الملك، الأستاذ عبد الرحيم الساوي، ونائبه الأول، الأستاذ هشام دوليم، قد لعبت دورا هاما في الإسراع بإجراءات فحص جثت القتلى، وتسليمها لذويها، بغية مواراتها الثرى في مثواها الأخير، وظلت في تتبع مستمر مع الضابطة القضائية، للاطمئنان على الوضع الصحي للضحايا، الذين يرقدون في المستشفى.

وفي اليوم الموالي للفاجعة، اليوم الخميس 6 دجنبر 2018، انتقلت السلطة الإقليمية الأولى، ممثلة في عامل إقليم الجديدة، محمد الكروج، إلى منازل أسر من قضوا نحبهم، في أحيائهم السكنية، وقدم لهم واجب العزاء. ومن المنتظر أن ينتقل، مساء اليوم الخميس، إلى المستشفى الإقليمي، للاطمئنان على حالات الضحايا الذين يخضعون للعناية الطبية المركزة، والذين أفاد مسؤول صحي، بأن وضعهم الصحي مستقر.

هذا، وواكب الدكتور عبد اللطيف المقتريض، رئيس فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، منذ البداية، العلاجات والإسعافات التي يخضع لها الضحايا، وكذا، إجراءات تسليم جثتت القتلى إلى ذويها. وتكلف فريق فرس دكالة باقتناء الأدوية ومصاريف العلاج والتطبيب، وكذا، “العشا” (le diner funeste)، من ماليته الخاصة.

وعلمت الجريدة أن المكتب المسير لفريق الدفاع الجديدي، سيخصص مداخيل أول مباراة سيجريها في أول مناسبة، الفريق، والتي ستسهل بدقيقة صمت ترحما على أرواح ممن قضوا نحبهم في الفاجعة، من مشجعي الفريق، والذين يستحقون تسميتهم ب”شهداء فريق الدفاع الحسني الجديدي”، حتى تبقى ذاكرتهم حاضرة، ولا يطالها النسيان.

هذا، وقد سجلت أعمال سرقة أغراض شخصية (هواتف نقالة..)، استهدف بها بعض “عديمي الضمير” بعض الضحايا في مسرح النازلة، من داخل العربتين اللتين كانتا تقلهم.

وقد عرف مسرح الحادثة المأساوية، إنزالا أمنيا غير مسبوق وغير معهود، من مختلف الهيئات والوحدات الأمنية، والرتب والدرجات، على متن دوريات راكبة.

وبالمناسبة، فإن الفاجعة وقعت على الطريق الرئيسية ذات الاتجاهين، المؤدية شمالا من عاصمة دكالة إلى العاصمة الاقتصادية. هذه الطريق التي يتفرع عنها شارع جبران خليل جبران ذي الاتجاهين، أهم شارع في عاصمة دكالة، يمتد على طول 7 كيلومترات، من البحر إلى البحر، وتحديدا من فندق جوهرة، وإلى نقطة تلاقيه مع شارع النصر (الطريق الساحلية المؤدية إلى منتجع سيدي بوزيد)، والذي يعرف ليل–نهار، و24 ساعة/24 ساعة، و7 أيام/ 7 أيام، وعلى مدار فصول السنة الأربعة، حركات سير ومرور دءوبة. حيث تشقه أساطيل الشاحنات من الأحجام الكبيرة، القادمة من العاصمة الاقتصادية (..)، ومن دول أوربا، والتي تنقل ذهابا وإيابا حمولات صناعية وكيماوية وملوثة، إلى ومن المنطقة الصناعية “الجرف الأصفر”، ومينائها الدولي، وكذلك إلى ومن الحي الصناعي، الكائن عند المدخل الجنوبي لمدينة الجديدة، قدوما عبر الطريق الوطنية رقم:1. حيث إن هذه الشاحنات، علاوة على حافلات النقل العمومي (النقل الحضري – نقل المسافرين)، والعربات الخاصة والدراجات النارية، تثير الضوضاء بأصوات محركاتها ومنبهاتها الصوتية وفراملها القوية، وتعرقل حركات السير والمرور، عند مدارات وملتقيات الطرق بشارع جبران خليل جبران، هذا المحور الطرقي الاستراتيجي والحساس، الذي اهتز، في السنوات الأخيرة، على وقع حوادث سير مأساوية، 10 منها كانت قاتلة، إلى جانب ضحايا مصابين بعاهات جسمانية مستدامة، كما يمكن الوقوف على ذلك من خلال سجلات مصلحة حوادث السير بأمن الجديدة، وكذا، سجلات المستشفى الإقليمي محمد الخامس. وهذا ما كانت الجريدة أوردته في تحقيق صحفي تحت عنوان: “دار العجز بالجديدة.. هذه هي الحقيقة التي يخفيها المسؤولون عن الملك!”.

الى ذلك، فإن المحور الطرقي الحساس، حيث وقعت الفاجعة الإنسانية، التي أودت بحياة 5 مواطنين أبرياء، وتسببت في إصابة 4 آخرين بجروخ متفاوتة الخطورة، عند المدخل الشمالي للجديدة، قدوما من الدارالبيضاء، والذي يعرف حركات سير ومرور دءوبة، ليل– نهار، وطيلة فصول السنة الأربعة، يسجل غياب نقاط المراقبة المرورية الثابتة والمتحركة، والتي من المفترض والمفروض أن تقيمها دوريات راكبة وراجلة من الهيئة الحضرية بأمن الجديدة (..)، على غرار الحراسة الأمنية المشددة، التي يخص بها رئيس الأمن الإقليمي (عزيز بومهدي) إقامته الفاخرة، بشارع ابن تومرت بالجديدة، خلال إجازته السنوية. وهذا ما كانت الجريدة أوردته، في إطار الصحافة الاستقصائية، في تحقيق صحفي تحت عنوان: “رئيس أمن الجديدة يضرب حراسة أمنية مشددة على إقامته التابعة لوكالة لاراديج”. تحقيق صحفي يمكن الرجوع إليه، لكل غاية مفيدة، ولمن يهمه أو يهمهم الأمر،  عبر محرك البحث “غوغل” (Google)، بالضغط على الرابط الإلكتروني التالي: https://ar.hibapress.com/details-84242.html

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الله يرحمهم ويتجاوز عنهم ويدخلهم فسيح جنانه انا لله وانا اليه راجعون اللهم ارزقنا حسن الخاتمة يا رب العالمين
    لكن ياصاحب المقال من اخبرك انهم عند الله شهداء الله اعلم بهم وبحالهم ندعولهم بالرحمة والغفران ولست أنت او غيرك من يحدد الشهادة او الكفر او الصلاح

  2. اولا الله يرحم جميع اموات المسلمين ….وثانيا بسرعة وبدون تردد اصبحوا شهداء …اتقوا الله في الناس وفي انفسكم …لان كلمة واحدة قد تهوي بصاحبها سبعين خريفا في النار …لذلك يجب التحري في المسائل الدينية بدل اطلاق المصطلحات على عواهنها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى