برلمان “الأنديز” يجدد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي

جدد رئيس برلمان مجموعة دول الأنديز، السيد هوغو كيروز فاييخو، اليوم الأربعاء بالرباط، دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل نهائي لنزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.

وذكر بلاغ لمجلس المستشارين، أن السيد كيروز فاييخو أكد، خلال مباحثات أجراها مع رئيس مجلس المستشارين، السيد حكيم بن شماش، التزام برلمان دول الأنديز بدعم الجهود الجادة والحثيثة التي يبذلها المغرب في سبيل تغليب منطق الحوار والبحث عن الحلول السلمية للنزاعات.

وثمن السيد كيروز فاييخو مبادرة تشكيل منتدى برلماني إفريقي أمريكي لاتيني، باعتباره فضاء جديرا بإسماع صوت شعوب القارتين بخصوص الرهانات والتحديات المشتركة، سواء على المستوى الإقليمي والجهوي، أو على مستوى كل القضايا الدولية، مؤكدا في هذا الإطار استعداده لعرضها في الدورة المقبلة للجمعية العامة للبرلمان الأنديني من أجل وضع اللبنات والخطوات الملموسة لإرساء هذه المبادرة النوعية.

وعبر رئيس برلمان دول الأنديز، حسب المصدر ذاته، عن اعتزازه بزيارة المملكة التي تروم تعزيز وتمتين جسور علاقات التعاون والشراكة والتقارب بين شعوب المنطقتين.

من جهته، أكد رئيس مجلس المستشارين، أن هذه الزيارة تجسد قوة ومتانة العلاقات القائمة بين مجلس المستشارين وبرلمان دول الأنديز، مذكرا بالأهمية الاستراتيجية التي توليها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتنويع شراكاتها الدولية في إطار علاقات التعاون جنوب ــ جنوب.

وأبرز السيد بن شماش الآفاق الواعدة التي فتحها توقيع اتفاقية انضمام البرلمان المغربي بصفة شريك متقدم، إلى برلمان الأنديز في مسار تعزيز وتوطيد العلاقات مع برلمانات وشعوب المنطقة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يجسد دلالات قوية على الروابط والقيم الانسانية والإرادة القوية والطموح المشترك.

ودعا إلى استثمار هذه الزيارة في تدشين صفحة جديدة كفيلة بترجمة مستوى هذه العلاقات القائمة بين المغرب والدول الأعضاء ببرلمان الأنديز، ولمضامين اتفاقية التعاون، إلى برامج عمل ومبادرات ملموسة تجيب عن التحديات والقضايا المشتركة وانتظارات شعوب المنطقتين، خصوصا المرتبط منها بالهجرة والتغيرات المناخية.

وأكد رئيس مجلس المستشارين على أهمية الدور الذي يلعبه برلمان دول الأنديز كمنظمة برلمانية إقليمية وازنة في أمريكا اللاتينية، داعيا إلى انخراط هذه المؤسسة في مبادرة إحداث منتدى برلماني إفريقي أمريكي لاتيني، كفضاء للحوار وإطار للعمل المشترك من أجل تدارك الفرص الضائعة، مضيفا أن هذا المنتدى من شأنه أن يشكل آلية للترافع حول كل تطلعات وطموحات شعوب القارتين الافريقية والأمريكو لاتينية في مختلف المحافل البرلمانية الدولية.

كما استعرض السيد بن شماش، خلال هذا اللقاء، مختلف الجوانب التاريخية والسياسية والاجتماعية المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، وما يفرضه طول أمد هذا النزاع المفتعل من مخاطر على الأمن والسلم والاستقرار إقليميا وجهويا، مشيدا في هذا الإطار بالموقف النبيل الذي عبرت عنه كل مكونات البرلمان الأنديني بشأن الوحدة الترابية للمملكة، وخصوصا دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل عادل ونهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار السيادة الوطنية والترابية للمملكة.

من جانبه، عبر الأمين العام للبرلمان الأنديني السيد إدواردو تشيليكوينغا، عن ارتياحه العميق لمستوى علاقات التعاون التي تجمع المؤسستين التشريعيتين، ولما لها من دور في خدمة مصالح شعوب المنطقتين، مؤكدا على ضرورة ترجمة صدق الإرادة السياسية المشتركة إلى برامج عمل ملموسة من أجل تبادل التجارب والخبرات وتوطيد وتعميق علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين الجانبين.

وأكد في هذا السياق، أن دعم مكونات البرلمان الأنديني للمساعي الجادة للمغرب من أجل إيجاد حل نهائي سلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ينبني على اقتناعه بزيف الأطروحات التي طالما تم ترويجها بخصوص هذا النزاع داخل دول الأنديز عموما وجمهورية الإكوادور بالخصوص.

وأشار الأمين العام لبرلمان دول الأنديز، إلى أن زيارته رفقة الرئيس السابق للبرلمان الأنديني إلى المغرب بدعوة من رئيس مجلس المستشارين في يوليوز 2018، وخصوصا زيارته للأقاليم الجنوبية، مكنته من الوقوف على حقيقة الوضع بالمنطقة، وعلى الجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل تنمية هذه الأقاليم.

يذكر أن البرلمان المغربي وقع شهر يوليوز 2018 اتفاقية الانضمام كعضو ملاحظ دائم، لدى البرلمان الأنديني، حيث تم تمتيع البرلمان المغربي بمقتضى هذه الاتفاقية التي وقعها الطرفان بمقر مجلس المستشارين، بصفة شريك متقدم، ليكون بذلك أول بلد إفريقي ومغاربي وعربي يتبوأ هذه المكانة في برلمان يضم كلا من دول الشيلي وكولومبيا والبيرو والإكوادور وبوليفيا، إضافة الى الأرجنتين التي توجد بصدد الانضمام النهائي لهذا التكتل البرلماني الإقليمي الهام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى