وزارة التربية الوطنية تترصد المتوفين لتفرج عن تعويضاتهم !!

عبد اللطيف مجدوب

جاء في بلاغ صحفي لوزارة التربية الوطنية نشر حديثا : 3/12/2018 ” .. أنها ستشرع في تسوية الدفعة الثالثة ( التي طال انتظارها مدة 15 سنة !) من ملفات التعويض اليومي عن التدريب لفائدة كافة الموظفين التابعين لقطاع التربية الوطنية (فقط 855 ) ، الذين سبق لهم قضاء فترة التدريب بإحدى مراكز التكوين قبل 31 دجنبر 1982 ، وذلك في حدود الغلاف المالي المخصص لهذا الغرض حيث يبلغ عدد الملفات التي ستتم تسويتها 833 ملفا “

         ومعلوم أن الدفعة الأولى تمت في سنة 2012 ، همت الأفواج المتخرجة من مراكز التدريب ابتداء من الستينيات من القرن الماضي (1960 ــــــــــــ 1980) ؛ تلتها الدفعة الثانية سنة 2013 ، وانحصرت في خريجي سنة 1981 ، ليأتي الإفراج عن الدفعة الثالثة (حاليا) بعد مدة انتظار وترقب 15 سنة ، لفائدة أناس جلهم قضى نحبه ، علما أن هناك ما يزيد عن 9511 ملفا ، سينتظر أصحابها تعويضاتهم لتلحق بهم في دار الآخرة ! بناء على “عامل الزمن” ، “والمؤامرة البشعة” التي كشفت عنها سياسة وزارة التربية الوطنية ومن خلفها وزارة المالية في تعاطيها مع ملف التعويضات هذه ، مستغلة فراغ الساحة من هيئات وجمعيات حقوقية تدافع عن هذه الفئة ، فعمدت إلى “التباطؤ المقصود” في تسوية هذه الاستحقاقات بمعدل لا يتجاوز 800 ملف كل عشر سنوات متذرعة “بمحدودية الغلاف المالي” ، أي أن أصحاب هذه الحقوق في التعويضات الباقين (إذا كانوا مازالوا على قيد الحياة) وعددهم 9511 شخص عليهم أن ينتظروا لمدة تنيف عن القرن 100 سنة ، لتفرج الوزارة عن مستحقاتهم بناء على هذه المقاربة /المؤامرة /المقامرة التي انبثقت عنها سياسة الوزارة في مكافأة رجال ونساء أفنوا حياتهم في خدمة الوطن وتنشئة أجياله .

         فكان حريا ؛ بهذه الوزارة ؛ وتعبيرا منها عن حسن نواياها أن تسرع من هذه الدفعات وتحصرها على الأقل في سنتين إلى  ثلاث سنوات متتالية وبمعدل 2000 ملفا كل دفعة من الدفعات الباقية عوض 800 ملفا وانتظار 13 سنة .

كما تجدر الإشارة إلى أن معدل أعمار أصحاب هذه الحقوق من الأساتذة ؛ خريجي مراكز التدريب ؛ يتجاوز بالكاد السبعين 70 سنة ؛ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر … وهل سيطول بهم الانتظار لتعوضهم الوزارة في الدار الآخرة ؟!      

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. يا اخي انا من اللائحة الثانية رقمي الترتيبي فيها 1369 ان لم تخني الذاكرة و مجموع الواردة اسماؤهم بها 1414 . استدعينا مرة الى الرباط ( اعتقد سنة 2013 او 2014 ) ( شخصيا كلفني ذلك التنقل 160 درهما ) من اجل ان نعطيهم رقم هواتفنا ليتصلوا بمن لديهم خطا ما في الملف الذي طالبونا به سابقا و بعد اخذ ارقام الهواتف تكرم موظف باطلاع كل فرد على حدة على القدر الاجمالي الذي سوف يتوصل به لكن شيئا لم يحصل و لا زال اليأس ينتظر . و قد علمت مؤخرا انهم رتبوا الامر حسب القطاعات و طبعا التعليم في الذيل او اقرب منه . ما معنى ان يقال ان الغلاف المالي لللائحة الثالثة متوفر بينما لم تسو وضعية اصحاب اللائحة الثانية الذين انتظروا اكثر من 5 سنوات .
    ملاحظة : انا من فوج 1981 / 1982 . القدر الذي اطلعني عليه الموظف استطيع آنذاك اقتناء قطعة ارضية به مساحتها اكثر من 100 متر مربع حسب اثمنة المدينة التي كنت بها. اليوم بالكاد تمكن من قبر في مقبرة يرفض الناس دفن موتاهم بها .
    انها لحسرة لا يطفؤها الوفاء بما تضمنه المقال لان مواعيد عرقوب تجرعنا منها بالدلاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى