حراس الأمن الخاص.. شباب أجبرتهم البطالة على اختيار المواجهة

محمد منفلوطي_هبة بريس

السكيريتي، أو ما يطلق عيله برجل الامن الخاص، آدميون قادهم القدر لتقلد مهام على أبواب المؤسسات العمومية أو الخاصة منها، يشتغلون في إطار تعاقدي مع شركات الأمن الخاص، للقيام بأدوار حراسة الممتلكات أو بعض أجزائها مثل المستشفيات والمصانع والبنوك والمؤسسات التعليمية لمنع السرقة ودرئها ومنع العنف وخرق القوانين، فهو مطالبون لأجل تنفيذ هذه المهام كلها، معرفة جملة من الإجراءات و التقنيات مثل كيفية إلقاء القبض وكيفية التفتيش والمعاينة، و هذا يتطلب من شركات حراس الأمن أن توفر لهؤلاء تدريباً جيداً إن على مستوى اللياقة البدنية أو على مستوى تعلم كافة وسائل المراقبة والكشف والأمان من الحرائق، والتدخل الفوري بما يؤهلهم للقيام بمهامهم كاملة و في ظروف جيدة ناهيك عن ضمان كرامتهم في العيش وابعاد شبح الطرد التعسفي عنهم بالإضافة إلى ضرورة العمل على حمايتهم والدفاع عنهم .

نـــــــــموذج من نماذج شتى

الصورة هنا، من قلب مستشفى الحسن الثاني بسطات، هكذا اختار لها أحد حراس الامن الخاص المرابط بقسم الولادة أن تكون على صفحته الرئيسية “الفايسبوك”، رفقة زملائه في العمل، وكان لسان حالهم يقول : “نحن جنود مجندون خدمة للبلاد والعباد”، هكذا اختار هؤلاء الشباب أن يشكلوا كتلة واحدة داخل جسم واحد اسمه “السكيريتي” ليقومون بحراسة امن هذا المرفق الحيوي الذي يعرف اقبالا كبيرا للمرضى والزوار بشكل مسترسل، مما يضعهم جميعا في حيرة من أمرهم بفعل تدفق العشرات من المواطنين على بابه الرئيسي وداخل اروقته وبقسم المستعجلات، وهنا يكثر الضجيج وترتفع حمى الاحتجاجات على الأطر الطبية التي تقف في غالب الأحيان عاجزة أمام قلة ذات اليد من ندرة التجهيزات وضعف الموارد البشرية، وهنا يجد حارس الامن الخاص نفسه أمام وضعية مشكلة تتطلب تدبيرا عقلانيا لتفادي الاصطدامات مع بعض الغاضبين وقد تتطور الامور في بعض الأحيان إلى عراك بالأيدي مقرون بالسب والشتم في حق هؤلاء البسطاء من حراس الأمن الخاص، ناهيك عما قد يسببه لهم عملهم من إحراج و مواجهة مع المواطنين، إذ أن مهمتهم لا تقتصر على مراقبة المستشفى من الناحية الأمنية فقط، بل تتعداه إلى نقل المرضى وفك النزاعات بداخل قسم المستعجلات وفي بعض الأحيان تقديم الإسعافات الأولية للجرحى والمصابين، بالإضافة إلى شبح التسريح من المهام .

حراس الأمن الخاص بين ضعف التأطير وتعدد المهام

إن حراس الأمن الخاص بمعظم المدن المغربية، يعانون من مشاكل كثيرة، سواء من جهة ضعف التأطير والتكوين، أو من حيث غياب الأمن الوظيفي الذي يضمن لها أبسط حقوقهم المهنية والإمكانيات المادية واللوجستيكية اللازمة لإنجاح مهامهم بحيث يقبع العاملون في أغلب الشركات الأمنية تحت ظروف مزرية لا يحسدون عليها، ولا ترقى إلى المستوى المطلوب، ولا تحترم فيها حتى القوانين المنظمة لهذه الشركات، لا من حيث ساعات العمل، ولا من حيث المستحقات الشهرية، ولا … في الوقت الذي يقومون فيه بحماية الآخرين وممتلكاتهم، كلها مهام تثقل كاهلهم في ظل غياب جهاز نقابي يدافع عن حقوقهم و يؤطرهم فالعديد من العمال تعرضوا لحوادث شغل دون أن تتدخل الإدارة في إجراء محاضر المعاينة أو يكون هناك من مساند لإجبارها على فعل ذلك.

اخــــــــــــــــتيار واخــــــــــــــتبار

إن هذه المهنة الجديدة نسبيا على مجتمعنا المغربي والتي أحدثت لدواع أمنية، لم يخترها الشباب بمحض إرادتهم، بل فرضتها عليهم الأوضاع الاجتماعية وأجبرتهم البطالة على اختيارها كمهنة للمواجهة اليومية” السكيريتي”، هربا من نظرات وأسئلة السائلين والملحين، فإلى متى ستبقى هذه الشريحة مهضومة الحقوق ومنحطة الكرامة؟.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لماذا تأخدون صورة حارس أمن أجنبي الذي يظهر بصحة جيدة وهندام جيد ,ثم لماذ لا تأخدون الصورة الحقيقية لحارس أمن خاص مغربي (المقتول)

  2. وماذا عن الاجرة الاجرة هزيلة.لاتتعدى 1800و 1900 درهم في البنك الا خدمتي 12 ساعة 2300 و 2400 درهم

  3. الشباب العاطل اجبرتهم الضروف والقدر على العمل بدون اختيار وليس البطالة الراجل لايعمل لكسب القوت احسن من التجمع لعلف المخدات بالامو ال المجقرة شباب يرفض التجنيد الدي هو شرفي ويرفض المواطنة لان ليس له تربية ولا اخلاق لاولا روح المواطنة شباب اصلا لايصلح لاي عمل كسول مختص بالسهر والضوضاء والشغب والسرقات والاجرام والهجرة لتجارة المخدرات والتهريب

  4. فإلى متى ستبقى هذه الشريحة (حراس الامن الخاص ) مهضومة الحقوق ومنحطة الكرامة؟.وهل بامكان الحكومة ان تضع وكمثيلاتها من الدول اسلوبا وظيفيا تعاقديا مباشرا مع الدولة حتى يتم رد الاعتبار لدورها الهام والحقيقي في حماية الممتلكات وسلامة الاشخاص وتكون عناك منهجية متقدمة لتشغيل حقيقي بدون انتهاكات لحقوق هاته الفئة المستضعفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى