المرأة في السينما المغربية.. قضية نقاش أم مجرد تسويق جسد أنثوي

بدأت السينما المغربية في السنوات الاخيرة تتبنى قضية المرأة في العديد من الافلام التى اتخدت من هذه القضية موضوعا رئيسيا كما تدل على ذلك العناوين التالية: «نساء ونساء» و«مصير امرأة» و«كيد النساء» و«في بيت ابي» و«فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت» و«الطفولة المغتصبة» و«ظفائر» و«قصة وردة» و«ياقوت» و«محاكمة امرأة» وغيرها من العناوين «الصريحة» او «الرمزية» وهي افلام تتفاوت قيمتها الفنية كما يتفاوت اسلوب طرح ومعالجة هذا الموضوع، والاسئلة المطروحة في هذا السياق: لماذا التركيز على موضوع المرأة في السينما المغربية؟ ولماذا يرتبط موضوع المرأة في حد ذاته بنوع من الاثارة؟ وهل الافلام المغربية تتبنى قضية المرأة «بجدية» ام ان هدف المخرج في الغالب تجاري يهدف فقط الى تسويق جسد انثوي و«وجه جميل» لبطلة الشريط يضمن الى حد كبير رواج هذا الشريط اثناء عرضه في القاعات السينمائية؟

صورة المرأة الخاضعة لمتطلبات السوق والمستندة على
الرؤى الخنوعة

يمثل هذا “الاتجاه” مجموعة تجارب فيلمية تجارية مستوحاة من الأفلام المصرية الاستعراضية والهندية الرخيصة بل وحتى المسلسلات المكسيكية الصابونية والتركية الفجة، يكفي أن نذكر العناوين التي يذكرها الجمهور الواسع : “الحياة كفاح” و”الصمت اتجاه ممنوع” و”دموع الندم” و”للا شافية” و”الجمرة” و”أمينة” و”شبهة” و”مصير امرأة” و”محاكمة امرأة” و”حب بلا فيزا” و”زنقة القاهرة ” و”رهان” و”كلاب الدوار” و”ذاكرة من طين”.. أفلام عديدة متعددة بعضها حقق نجاحا تجاريا لا بأس به، غير أنها جميعها تفتقد للعمق والامتداد في طرح الإشكالية، فكانت النتيجة توالي سيل من المشاهد يسيطر فيها بساطة الخطاب على لغة الصورة بل الأكثر من ذلك يبدوفي جل هذه الأفلام البناء الدرامي يحيل ان الأدوار النسائية جاءت في هيئة متداعية مسلوبة بالمطلق، إذ حتى لوسلمنا بأن مواصفات القهر والإستسلام حالات واقعية في مجتمعنا فإن تناولها بشكل تبسيطي يصل في كثير من الأحيان عمق السطحية يدفع المتفرج إلى الإيمان بأن موضوعة الفيلم عولجت كغاية في ذاتها بصرف النظر عن مستلزمات الكتابة الإبداعية.

المراة والجسد

الجسد وضجيجه في هذه الأفلام يحيل الفرجة إلى استعراضات مفرطة أصابت الجسد والجنس بكثير من الترهل والإطناب بل انه صياغة رؤية الجسد من خلال أحداث تغييرات على مستوى المفاهيم والقيم وبات حضور الجسد يرسم تحولات مختلفة ثقافية واقتصادية وأخلاقية واجتماعية بل وربما سياسية، فالمتتبع للمشهد العام لهذه الأفلام يجد أنها على الدوام تحتفي بالجسد الأنثوي لما يحقق من كسب وجذب، بل إن الجسد اللقطة يشكل الموضوع الرئيسي لهذه الأفلام، فأصبحنا أكثر قربا من”سينما الجنس”، الرسالة المعلنة للمخرج هي بث الإثارة من خلال الأجساد المتراكمة والموزعة بالمجان هنا وهناك، لكن للحقيقة والتاريخ، المخرج المغربي (المنتمي للفئة المتحدث عنها هنا)، رغم محاولاته اليائسة تلك فإن توزيعه للأجساد يظل غارقا في الفجاجة والسطحية لنحاول جميعا أن نتأمل في محاولات توظيف جسد الممثلة المغربية أسماء الخمليشي في العديد من الأفلام دون جدوى،”فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت”( بأجزائه الثلاث) و”محاكمة امرأة”و”منى صابر”و”قصة وردة”و”رهان”، وغيرها من الأفلام، إن مخرجي هذه الأفلام وهم يعرضون العلاقات الخاصة بدعوى”مكاشفة المجتمع”إنما كانوا يحاولون محاكاة السينما الأجنبية، الأمريكية والأوروبية بل والأسيوية، لم يكن مجتمعهم أولنقل مجتمعنا يعرف هذه الأشياء، بل جاءت أفلاما مصورة لمخرجين مغتربين ثقافة وفكرا، ونحن نتساءل معهم أين المرأة الفلاحة والمرأة العاملة الكادحة بل نساء العلم والمقاومة؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى