الجديدة.. صعقة كهربائية تقتل “عون سلطة” كان يتفقد البناء العشوائي

أحمد مصباح – الجديدة

أنهت صعقة كهربائية بشكل مأساوي، اليوم الأربعاء، حياة عون سلطة برتبة “مقدم”، أثناء ممارسة مهامه، في تجمع سكني قروي، بمنطقة نفوذه الترابي بإقليم الجديدة.

وحسب وقائع النازلة، فإن الضحية، وهو عون السلطة، كان يتفقد، في حدود الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم الأربعاء، ظاهرة البناء العشوائي، من سطح بناية سكنية بدوار “تكني”، على الطريق الوطنية رقم: 1، حوالي أقل من 4 كيلومترات جنوب عاصمة دكالة. إذ صعقه تيار كهربائي “مويان تونسيون”، موصل بأسلاك كهربائية، لم ينتبه إلى وجودها ومرورها عبر المجال الفضائي. وقد سقط من ارتفاع بعلو يناهز 7 أمتار، ليصطدم جسده بقوة مع سطح الأرض. وقد لقي مصرعه، إثر ذلك.

وفور إشعارها، انتقلت دورية راكبة من الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز سيدي بوزيد، التابعة لسرية الجديدة، وأجرت المعاينات والتحريات الميدانية، لتحديد أسباب وملابسات النازلة المأساوية. وقد انتدب المتخلون من سلطات دركية ومحلية، سيارة إسعاف، أقلت جثة الهالك، من مواليد 1964، وهورب أسرة، إلى الممستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث تم إيداعها في مستودع حفظ الأموات.

وبالمناسبة، فإن هذه النازلة التي أودت بحياة عون “مقدم”، وخلفت عائلة مكلومة، تتكون من زوجة و 4 أبناء، تطرح بقوة الوضعية الإدارية والمالية والمادية والاجتماعية لأعوان السلطة، من “مقدمين” و”شيوخ”.

فهل سيتم تصنيف هذه النازلة على اعتبراها تندرج في إطار “حادثة شغل” أم ماذا..؟! علما أنهم (أعوان السلطة) “غيرمرسمين”، ولا يتم ترسيمهم في شغلهم، وأنهم يتقاضون شهريا أجورا لا تتعدى في أحسن الأحوال، 3000 درهم، مع احتساب التعويضات العائلية. فهم يعملون 24 ساعة / 24 ساعة، و7 أيام / 7 أيام، و365 يوما في السنة / 365 يوما في السنة. وهم لا يستفيدون لا من التعويضات السنوية، ولا من الإجازات والعطل، الدينية والوطنية. فالشيوخ منهم في العالم القروي، لا يستفيدون من التقاعد، ويظلون يمارسون مهامهم، إلى أن توافيهم المنية.

وتجدر الإشارة إلى أن أكبر القضايا الأمنية، التي يتم التوصل إليها، سيما تلك التي تتعلق بأمن الدولة، وفك ألغازها، وإيقاف الضالعين فيها، غالبا ما تكون استنادا إلى “معلومة”، يأتي بها عون السلطة.

فهل ستتدخل وزارة الداخلية، من أجل تسوية وضعية أعوان السلطة، الذين هم أعين وآذان السلطة والدولة، التي لا تنام، عندما يكون الجميع يخلدون للنوم في بيوتهم، ومع أسرهم.. وإخراج قانون تنظيمي يخصهم، على غرار موظفي باقي القطاعات الحكومية.. ؟!

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. كان يتفقد البناء العشوائي. أو ربما يتفقد المال العشوائي. لأن السلطات المحلية وأعوانهم هم من يساهم في تفريخ احياء الصفيح والبناء العشوائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى