الحمامة البيضاء تنثر قيم التسامح على المؤسسات التعليمية بتطوان

يسير الإيحيائي _ هبة بريس

في إطار فعاليات الأسبوع الإقليمي لمناهضة العنف بالوسط المدرسي وتحت شعار ” من أجل مدرسة آمنة ” نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتطون يوم الخميس 22 نونبر 2018 بثانوية الحسن الثاني التأهيلية، ندوة فكرية حول موضوع ” الوقاية من العنف بالوسط المدرسي، مقاربات متعددة “، وذلك في إطار حرص المديرية على فتح نقاش داخل الفضاء العمومي المدرسي حول الظاهرة وبحث المداخل الأساسية لتطويقها ومعالجتها. وقد تم التأكيد خلال المداخلات عل أهمية اليقظة الفكرية القائمة على الوعي بالذات والاشتغال عليها بالتمرن السلوكي (اللفظي والحركي) كأحد تلك المداخل التي من شأنها أن تمكن الذات من لجم طاقتها الانفعالية والعدوانية وتصريفها عبر أنشطة فكرية وبدنية تتيح اندماجا أفضل في الحياة الاجتماعية للأفراد، محججة على ذلك بأمثلة من بنية خطاباتنا اليومية حيث التمرن على أساليب الاحترام وتقدير الآخر وحسن الإنصات في تعاملاتنا مع جميع الأفراد مهما اختلفت مواقعهم يودي لا محالة إلى تهديب نفوسنا أولا ودفع الآخر إلى تبني سلوك مماثل وهي خطوة أساسية من بين أخرى على طريق بناء مجتمع متسامح متضامن ومسالم.

المداخلات أكدت أيضا على أهمية استثمار الإمكانيات المتاحة داخل المؤسسات المتاحة وذلك عبر تفعيل خلايا اليقظة وتقوية حضور الأندية وكذا دور أنشطة التعبير بمختلف أنواعها وصيغها الفنية والجمالية والثقافية في تخليق الحياة المدرسية وإنعاشها من خلال فتح المجال أمام التلاميذ للتعبير وإبراز مؤهلاتهم وتصريف طاقاتهم، وخلق فرص للتواصل والحوار البناء.

المقاربة الشمولية كانت حاضرة في تدخلات ضيوف الندوة عبر ضرورة استدماج البعد الاجتماعي والاقتصادي والتربوي في فهم الظاهرة، على اعتبار أن العنف آفة تنخر كل مجتمع فقد بوصلته جراء فصل التعليم عن القداسة والتربية، وتراجعت فيه الأسرة عن دورها التربوي، داعية إلى تكثيف الجهود من أجل إعطاء الجانب التربوي القيمي والأخلاقي مكانته المستحقة ضمن غايات بناء مجتمع متمدن ومتدين.

جدير بالذكر أن الندوة ساهم فيها كل من فؤاد ارواضي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتطوان والأستاذ عن المجلس العلمي والأستاذ د جعفر بلحاج السلمي و السيد عبد الرزاق جلال عن فدرالية جمعيات الآباء والأمهات والدكتورة هند مورينيو عن جمعية أتيل وفاطمة لمعيفي عن اليونيسيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى