صبري: رفض الجزائر للمبادرة الملكية بتطبيع العلاقات يجعلها تتحمل المسؤولية عن التداعيات والمخاطر
عبد الحي بلكاوي- هبة بريس
في مواكبة منه لتداعايت الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء، و الذي دعا من خلاله العاهل المغربي إلى فتح حوار مباشر مع الجزائر، و الدخول في صفحة جديدة لمسار العلاقات بين الجارين، اعتبر “صبري الحو” المحامي والمتخصص في قضايا الهجرة ونزاع الصحراء أن “العرض الملكي إذا ما حاولنا تفكيكه فإنه تناول التشخيص الدقيق لواقع العلاقات، واصفا إياها بأنها غير طبيعية، كما قدم الحلول بالدعوة إلى إنشاء آلية ذات اختصاصات شاملة وموسعة، كما أن المبادرة الملكية ماهي إلا عنوان لتعبير متكرر عن الانفتاح على كل المبادرات الجزائرية دون شروط وبدون استثناء، الشيء الذي تجعل المبادرة جدية وتحمل بصمات وعلامات الصدق والمصداقية” يقول “صبري”.
ذات الباحث أشار إلى أن العرض الملكي، يعتبر عرضا “سياسيا وحقيقيا، كونه صادر من المؤسسة الملكية في إطار اختصاصاتها السياسية، وهو مظهر من مظاهر ممارسة الملك للسياسة،بالنظر إلى انعقاد الولاية له دستوريا واضطلاعه بمهمة صنع السياسة الخارجية في للمغرب، كما أن الخطاب الذي وردت فيه المبادرة تمحور بشكل حصري حول محددات وأركان السياسة الخارجية للمغرب، واحتلال ملف الوحدة الترابية صلب هذه السياسة، و إعطاء أمثله ببعض تدخلاته القارية وتعاونه الأممي، وحرصه على شراكات لا تضر مصالحه ووحدته الترابية” معلقا على الحدث بكونه “يعتبر فهما مبكرا لمآلات السياسة القارية الأفريقية والمجموعة الدولية والأممية، الذي بدؤوا يشتكون من حالة الانحصار في العلاقات المغربية الجزائرية، وجعله سببا رئيسيا يعيق اندماج وتكامل الدول المغاربية في إطار تكتل الاتحاد المغاربي”.
و بخصوص السكوت الرسمي للجزائر حيال الدعوات الملكية المتكررة لنزع فتيل ملف الصحراء، اعتبر ” صبري” بأن “عدم تجاوب الجزائر إيجابا مع الدعوات الرسمية للمغرب، و محاولتها تصريف مواقفها الرسمية بطريقة غير مباشرة عبر وسائل إعلامية مقربة، يكتنفها الشك والمراء في الشكل كما في المضمون، كما أنها ترتب أثرا سياسيا مباشرا، إذ تنزع مسؤولية المغرب عن استمرار الوضع الراهن المتأزم للعلاقات البينية بينه وبين الجزائر، وعن ما قد ينجم عنه، كما أن هاته الدعوات الملكية تجعل هذه المسؤولية على عاتق الجزائر وحيدة، وقد يكون ذلك من إحدى خلفيات المبادرة من أساسها، وهو ما يحرج الجزائر قاريا وإقليميا ودوليا وأمميا”
ذات “الباحث” لم يفته التنبيه إلى أن هاته ” المبادرة كشفت على غياب أو تهرب المخاطب الرسمي في الرئاسة كما في الحكومة الجزائرية، كما أن العرض الملكي بفتح الحدود وتطبيع العلاقات أوقع المؤسسات الجزائرية المذكورة في ارتباك كبير، أدى إلى ترك مهمة التعقيب على المبادرة القرار في وقت معقول ومناسب، أو أنهم اتجهوا عن قصد إلى إذلال وتبخيس العرض والتقليل من قدره وقيمته، وهو ما يؤكده الجواب المبثوث على وسائل إعلامية جزائرية بكون المبادرة” ليس بحدث.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي لا يزال في كل مناسبة يدعو الجزائر إلى فتح الحدود بين البلدين و الدخول في حوار مفتوح لإنهاء الصراع حول الأقاليم الجنوبية، الأمر الذي يشكل مصدر قلق و إزعاج للقيادة الجزائرية التي تسعى إلى تأبيد الأزمة.